خبر
أخبار ملهلبة

أنا اللص في داري | أحمد مطر

الصفحة الرئيسية



أنا اللِصُّ في داري

 

 

دَخَلَ لِصٌّ خِلْسةً إلى داري

فسرق ساعتي ومزهريّةَ الوَردِ وقِلادتي

بحثتُ في كل مكانٍ عن لِصٍّ سرق مَتاعي

بحثتُ عنه في الأسواقِ وفي السجونِ

لعلّي أستعيدُ ما لي .. فلم أجدُهُ 

فقرّرتُ أن أذهبَ إلى الشُرطةِ ببلاغي

 

دخلتُ على قائدِ الشُرطةِ

لكي يقبضَ على اللِصِّ سارقِ داري

بدأتُ أُبلِّغُهُ فرأيْتُ بيَدِهِ

ساعةً تشبهُ ساعتي

فقلتُ: "يا سَيّدي عُذراً ..

لعلّكم قبضتُم على سارقِ داري؟،

فهذه الساعةُ التي في يَدِكَ

ورثتُها عن أبي وأجدادي"

فنَظَرَ نَحوي بخُبثٍ وقال: "ياحُرّاس ..

أدخِلوه السِجن الانفرادي"

 

وبعد عامٍ أُطلِقَ سَراحي

فقرّرتُ أن أذهبَ إلى القاضي

أشتكي قائدَ الشُرطةِ

ولِصّاً يعبثُ بداري

 

وقفتُ أمامَ قاضي القُضاةِ أبحثُ عن حقّي

فرأيْتُ أمامه مَزهريّةَ أزهاري

قُلتُ: "يا سَيّدي القاضي ..

هل قبضتُم على اللِصِّ الذي سرق داري؟،

فهذه المزهريّة مِلْكي،

وفيها كنتُ أضعُ أزهاري"

صَمَتَ الجميعُ – بما فيهم أنا – بعد أن صرخ القاضي:

"ياحُرّاس .. خذوا هذا المجنونَ من أمامي،

وعَـلِّموه كيْفَ يحترمُ القاضي"

 

وبعد عامٍ أو عاميْن

تذكّرتُ أني كنتُ في حضرة القاضي

ذهبتُ مُسرعاً ومُستنجِداً إلى سيّدي الوالي

شرحتُ له كُلَّ شيْءٍ بالتفصيلِ المُمِلِ

"..... هذا يا سيّدي ما جَرى لي،

اللِصُّ وقائدُ الشُرطةِ وقاضي القُضاةِ

كُلُّهُم صاروا أعدائي"

نَظَرَ الوالي إليَّ مُتبسِّماً وقال: "أخشى أن تقولَ

أن قِلادتك هي التي يلبسُها الوالي"

نظرتُ إلى قِلادتي

مُعلقةً في عُنُقِ الوالي

وفهمتُ الدرسَ أخيراً:

بأني وما أملِكُ مِلْكاً للوالي

فلم يدخل اللِصُّ داري أبداً

وإنما ... كنتُ أنا اللِصُّ في داري

 

 

أحمد مطر

google-playkhamsatmostaqltradent