سائقو التوك توك: هل هم مجرمون أم ضحايا؟
عدم تقنين أوضاع "التوك توك" جعله
آفة فى جسد المجتمع .. وكأن المجتمع المصري ينقصه المزيد من الأمراض السرطانية
التي تنهش في أطفالنا وشبابنا وتهدد مستقبل الوطن أكثر وأكثر.
فبجانب العديد من حوادث المرور التي يتسبّب فيها
سائقي التوك توك الأطفال بقيادتهم الجنونية بين الناس وكأنهم يلعبون البلاي ستيشن
.. وبالإضافة إلى تسرّب الكثير من هؤلاء الأطفال من مدارسهم بعد أن أجبرتهم الظروف
على عدم التمتع بطفولتهم من أجل مساعدة الأسرة فى البحث عن لقمة العيش .. وبعد أن
أصبح التوك توك سبباً مباشراً في ندرة العمّال والحرفيين لعزوف الصبية والشباب عن
تعلّم صنعة يتكسّبون منها ويفيدون بها المجتمع لتفضيلهم قيادة التوك توك السهلة
بلا أدني مسؤولية أو مهارة .. فقد أصبح عدم تسجيل التكاتك لدى الجهات الحكومية
وبأوراق رسمية معترف بها مدخلاً لكثير من الجرائم التي جعلت من سائقيها الأطفال
والشباب إمّا جناة يرتكبون جرائم مخالفات السير أو التحرّش أو الخطف أو السرقة دون
استطاعة الجهات الرقابية الوصول إليهم وإمّا مجني عليهم كصيدٍ سهل للتشكيلات
العصابية التي لا تجد أي صعوبة فى خطف أو قتل هؤلاء السائقين وسرقة التوك توك ثم
بيعه لآخرين دون معرفة مالكه الحقيقي فالحيازة هي سند الملكية الوحيد المعترف به
في الدولة المصرية المفترض بها أن تكون دولة قانون ذات مؤسسات عميقة وغويطة لا
قرار لها .
وللأسف تعاملت بعض الأحياء وأقسام الشرطة مع
هذا الملف بصورة سطحية للغاية فقامت بتوزيع أرقام عشوائية على التكاتك نظير جباية
بعض المبالغ المالية من أصحابها دون أي إشراف أو مساءلة من أي جهة مما عقّد
المشكلة أكثر فأكثر.
مطلوب حل لهذه الفوضى التي أرجو ألّا تكون مقصودة فالحلول سهلة لمَن يريد ولكن الدولة لا تتحرّك ربما لإغراق المواطنين في المزيد من المشاكل الفرعية لإلهائهم عن مشاكلهم الرئيسة الكبرى .. وربنا يحلّها من عنده .. قادر يا كريم.