مارس 1964 :
منتهى الظلم والفساد : أين الرئيس؟ .. أين
الوزراء؟ .. أين أعضاء الاتحاد الاشتراكي؟
إيه الافترا ده .. ح نفضل ساكتين لإمتى؟ .. بصراحة مش قادر أسكت ع المهازل دي .. أنا ح اتكلّم واللي يحصل يحصل إن شا الله صلاح نصر وشمس بدران يعتقلوني .. الرب واحد والعمر واحد وما بيقبضش الروح غير اللي خلقها .. بالذمة ده حرام ولا حلال؟ .. يعني الناس تجيب منين؟ .. من حق أي أسرة مصرية إنها تصيّف في اسكندرية .. طب إزاي؟ .. يعني أسرة متوسطة مكوّنة من خمس أفراد ح تجيب منين جنيه في اليوم إيجار شاليه (من الخشب الطبيعي العازل للحرارة والصوت ومكوّن من غرفتين وصالة وفراندة مجهّزين بأحدث الأثاث ووسائل الراحة والتليفون ومطبخ كامل بالبوتاجاز والثلاجة) على الرمال في قلب شاطئ سيدي بشر على البحر مباشرةً؟ .. يعني عشرين قرش صاغ في اليوم للفرد .. يا نهار أبيض .. لو كان تمليك كان يبقى معقول إنما ده في الآخر اسمه إيجار .. الدنيا خلاص قل خيرها والبلد رايحة في داهية رسمي فهمي نظمي .. يعني الناس تنهب ولا تسرق علشان تتشحطط في آخر بلاد المسلمين وتصيّف في سيدي بشر .. أومّال لو ح نصيّف في وسط البلد في الشاطبي ولا المزاريطة ولا راس التين ح ندفع كام؟ .. جنيه وربع؟ .. مش بعيد واللهِ .. ما خلاص السرقة بقت عيني عينك وما فيش خشى .. ده انا سمعت إن إيجار العشة في العجمي وصل لريال (أربعة شلن بحالهم) في اليوم؟ .. ده غير مصاريف السفر كمان .. دي تذكرة وابور القطر من القاهرة لاسكندرية في الترسو أو السبنسة بقت بسبعة صاغ .. تصدّق؟ .. طب الحكومة ساكتة ليه؟ .. ولغاية إمتى المصيف ح يبقى للأعيان وأغنياء الحرب فقط؟ .. يا خلق هوه احنا لسه في 1964 أومّال سنة 2000 إيجار الشاليه ح يبقى بكام؟ .. بخمسة جنيه؟ .. للأسف أغلب المصريين بيضطروا يصيّفوا اليومين دول في راس البر أو بلطيم أو جمصة أو بورسعيد أو حتى بلاد واق الواق اللي اسمها مرسى مطروح .. إكمن إيجار الشاليه أو العشة على قد الإيد ولا يزيد عن باريزة (اتنين شلن) في اليوم بليلة وأهو العيلة تقدر توفّر في مصاريف الأكل والشرب وبلاها كازوزة وجلاطة .. دي يا مؤمن كوباية الكاساتا بالمكسرات التعبانة بقت ده الوقت بتلات تعريفة في أي كافيتريا معفنة ع البحر .. خلاص إحنا بقينا في آخر الزمن والحكومة نايمة في العسل وسايبة الناس تنهش في بعض .. اختشوا على دمكم بقى يا ظلمة .. سفوخس.