في عيد الأم : لا تنسوا الأب من صالح دعائكم أيْضاً
يعتاد الأب على حمل طفله على ذراعه وضمه إلى حضنه بمنتهى الحب والفرحة وكأنه يحاول أن يدخله إلى صدره فتختلط دقات قلبيْهما معاً في تناغمٍ وسط سعادةٍ غامرة من الطفل الذي يلتصق بأبيه ويتطلّع للدنيا بنظرات الفضول من فوق كتف الأب ويشعر بالزهو عندما يتساوى طولاً وعلواً بقامات المارين من حوله ؛ ناهيك عن إحساسه بالأمان في كنف أبيه.
وبمرور الوقت يكبر الطفل ويبدأ في التململ من هذا الوضع ويحاول باستمرار أن ينفلت ويفْتَك من حضن أبيه مصراً على اكتشاف العالم بنفسه وهو حرٌ طليق .. ويشفق الأب على طفله من المخاطر التي يمكن أن تحيق بفلذة كبده إذا تركه يترجّل أو يرتجل وحده ولكنه في النهاية يضطر لأن يستسلم لرغبة الطفل الملحّة وسط أعاصير هائلة من الخوف تجتاحه من حينٍ لآخر رغم تعلّق عينيْه بطفله طول الوقت.
وعندما يصل الطفل لمرحلة الشباب يتحوّل التململ إلى تمرّد ويصير من واجب الأب ترك طفله يتحسّس درب حياته ويخوض التجارب وحده ويتعثّر في طريقه وينهض بنفسه ليكوّن خبراته الذاتية بعيداً عن نظر أبيه وليس بعيداً عن نصائحه ودعواته.
أعان الله كل أب على التربية المثلى لأبنائه ورحم آباءنا وجزاهم عنّا كل خير .. ادعوا لآبائكم عسى أن يستجيب الله لكم.