الحمد لله الذي بنعمته
تتم الصالحات وبشُكره تدوم البركات وبتوفيقه تتنزّل الخيْرات وبتيْسيره تتحقّق
المقاصد والغايات، انتهت فعّاليّات "حفل أزياء لعرض ملابس السباحة (المايوهات)
في السعودية" التي شهدتها جزيرة "أُمّهات الشيخ" (مش أي شيخ طبعاً) الواقعة على "البحر
الأحمر" ضمن أسبوع الموضة الذي تُنفِّذه "هيئة الأزياء السعوديّة"
على مدار 3 أيّام (تزامُناً مع بِدء موسم العُمرة والحج القادميْن إن شاء الله)،
وهو جزءٌ هام من مشروع شركة "البحر الأحمر الدولية" أحد المشاريع الكبرى في
قلب برنامج الإصلاح (واخد بالك من كلمة إصلاح دي) الاجتماعي والاقتصادي
لـ"رؤية 2030" (خطّة ما بعد النفط .. تحسُّباً لنفاذ البترول من المملكة) الذي أُطلِق في 2016 ويشرف عليه ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" (وما ظهرتش منه أي كرامات غير شويّة حفلات ومهرجانات ومواسم هيْئة الترفيه في زمن الترفيه بتاع "تركي آل شيخ").
وإليكم بعض مُقتطفات ممّا جاء في متن الخبر على لسان الجهات الرسميّة السعوديّة في إطار وصفها لهذا الحدث (وتعليقي السريع عليها يأتي بيْن الأقواس):
- يُعَد هذا الحفل حدثاً تاريخيّاً وعلامةً
فارقةً ومحطةً مهمّةً في مجال صناعة الأزياء في المملكة تمهيداً لحضور بارز للمملكة
في المحافل العالميّة الحُرّة (للأسف ارتبط معنى "العالميّة" في ذهن العرب
بالخلاعة والمجون كما ارتبط معنى "الحُرّيّة" بالتحرُّر من الملابس).
- كما يُعتبر هذا العرض للباس البحر
للسيّدات (كن يرتدين لباساً بالفعل) رُكناً رئيسيّاً من أركان تقديم المملكة
بصورةٍ مغايرةٍ (سبور) واستكشافها (بالأصح كشفها) كوجهةٍ سياحيّةٍ عالميّة من أجل
زيادة إيرادات السياحة العامّة للبلاد بعد خَلْق عوامل جذبٍ جديدة (لاحظ أن السياحة
الدينيّة للحج والعُمرة تُدر على "السعوديّة" حوالي 100 مليار دولار
سنويّاً ممّا يُعد الدخل السياحي الثاني في العالم بعد "الولايات المتحدة
الأمريكيّة" التي تجني 215 مليار وقبل "إسبانيا" التي تجني 73
مليار).
- شمل العرض مُشاركة 7 علاماتٍ تجاريّة،
منها علامتان أجنبيّتان و 5 علاماتٍ تجاريّةً سعوديّة (طبعاً لنا كل الفخر والفشـــــ ـخرة – كمسلمين – أن ترتدي نساء العرب المايوهات البيكيني المكتوب عليها "Made in Saudi Arabia" حتى تُصيبهن البركة لورودها من الأراضي الحجازيّة المُباركة مع سجاجيد الصلاة والسِبَح والعبايات المصنوعة في "الصين"(.
- تستهدف "هيْئة الأزياء
السعوديّة" من وراء أسبوع الموضة الأوّل في المملكة صياغة منصّة مُشتركة تُجسِّد
التواصل بين الثقافات وتحتفي بالإبداع ليتم الاندماج بين الحضارات المُختلفة (اندماج
اندماج مش أي كلام .. طبعاً من دواعي سرورنا وأسباب حبورنا أن نأخذ من الحضارة
الغربيّة أنماط المليطة وأساليب الزروطة دون أن نأخذ منهم العِلم أو العمل أو الحريّة
أو حقوق الإنسان والعياذ بالله).
- تُعزِّز هذه الفعاليّات مساعي الهيْئة لدفع صناعة الأزياء في المملكة للأمام، وتعزيز بيئة جاذبة تلتقي فيها مواهبنا من أبناء وبنات هذا الوطن ("السعوديّة" المُسلمة يعني) مع شخصيّاتٍ وكياناتٍ دوليّة (وقريباً – على يد هؤلاء الحُكّام – ستلتقي مواهب أبنائنا وبناتنا مع الكيانات العالميّة للبورنو والشذوذ).
- تميّزت مجموعة المايوهات التي ارتدتها
عارضات أزياء أجنبيّات رشيقات (لا تأكلن الأكلات السعوديّة التي تُسبِّب السِمنة
وتضخُّم التوتّة كالمحاشي والكبسة والمفطّح والمطازيز والجريش والبلاليط والمشبوس)
بجمال وجوْدة الأقمشة وببهجة الألوان التي غلب عليها الأبيض والبيج والبينك والأزرق
والبرتقالي، وجاءت التصاميم عصريّة ومُنسابة لتكشف عن الساقيْن والبطن (نسيوا
يقولوا كمان: الوِرك والصِدر والزلمُكّة وباقي الأجزاء التي تُعرَض على المشاع في
مطاعم "كنتاكي" و"البيك" و"الساخن")، ولكن التزم
أغلبها بالطابع السعودي في ارتداء الحجاب وغطاء الرأس (ما شاء الله على التديُّن
والتقوى والورع .. عدّاهُم العيب وقَزَح).
- احتشد في العرض جمهورٌ كبير كان من
بينهم مُصمِّمو أزياء وصحافيّون مهتمّون بالموضة ومشاهير سعوديّون من الفن
والإعلام (إن شاء الله يحتشدوا ويُحشروا معاً ضمن الطائفة الثالثة التي تكلّم عنها رسول الله).
أخيراً لي حفنة أسئلة:
- هل هذا هو الإسلام الوسطي المعتدل الجميل والانفتاح العصري المأمول الكيوت والانفشاخ التنويري المدروس المقطقط الذي يُريده حُكّامنا وصدّعوا رؤوسنا به؟
- هل هذا هو تجديد الخطاب الديني الذي
يتشدّق به علماؤنا (الصامتون إزاء تلك السفالات والمعاصي التي تجري في أراضينا
المُقدّسة) ويدعون إليه شبابنا الذي أصبح مُحاصَراً بين إغراءات الأفلام والأغاني
ومُباريات الكُرة والمُصارعة ومواقع الجنس والتشبُّه الشكلي الظاهري بالغرب؟
- لماذا لا يتم توْجيه كل تلك الأموال
المُهدرة وكل هذه الجهود المبذولة في تطوير التعليم والبحث العلمي وإنشاء المصانع الحديثة
واستصلاح الصحراء للزراعة وإقامة المُدُن الجديدة وترقية التجارة (بزيادة الموانئ
والطرق مثلاً) ومُحاربة الفقر في "السعوديّة" (هناك واحدٌ سعوديٌّ فقير
من بين كل سبعة مواطنين) أو لتقليل الفقر في العالم الإسلامي (هناك واحدٌ مُسلِمٌ فقير من بين كل ثلاثة
مسلمين)؟
- هل تنزلق بلد الإسلام ومعقل الدين
التي تستقبل حجّاجنا ومُعتمرينا إلى هاويةٍ أكثر انحطاطاً لتُعيد سيرة صاحبات الرايات الحُمر في الماضي وتبحث في المستقبل عن نصيبها
من سياحة الدعارة كـ"تايلاند" والفلبّين" والدوْلة الإسلاميّة
"ماليزيا" وقريباً الدوْلة العربيّة "الإمارات"؟