خبر
أخبار ملهلبة

من الأمور التي لا نراها إلا في البلاد العربية فقط: اختلال الغني واعتلال الفقير



اختلال الغني واعتلال الفقير

 

 

هذا الفيديو تم تصويره آخر شهر شعبان سنة 1440 هجريّة عندما استخدم أحد المتبرعين ببناء مسجد في الدقهلية ( قرية الزهايرة بمركز السنبلاوين) خرطوم المياه في تفريق المواطنين المتجمعين حول شباك توزيع كراتين المواد الغذائية بمناسبة حلول شهر رمضان بعدما تكالبوا عليه للظفر بما قد يسدون به جوع أطفالهم في هذا الشهر الفضيل .. ولي ملاحظتان على هذا الفيديو البائس الذي يدعو للحزن والبكاء على ما صرنا إليه:

-       الأولى: عن السيّد الغني الذي يقدّم هذه الصدقة (أو من ينوب عنه في توزيعها):

هل طاوعك قلبك على التلذّذ بإذلال إخوانك من المحتاجين بل والتنكيل بهم وإهانتهم أثناء تلقّيهم صدقتك التي لا أعلم إن كان الله سيتقبّلها منك قبولاً حسناً أم لا؟ .. لماذا تستغل احتياج الفقراء لإطعام أولادهم وإشباع جوعهم دون مراعاةٍ لشعورهم بالعجز والعَوَز؟ .. ألم تعلم يا أخي أن الله تعالى قد قال في محكم آياته: "الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى ۙ لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" و"إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ"؟ .. ألم تسمع حديث الرسول عن أن "الصدقة في السر تُطفئ غضب الرب وتقي ميتة السوء" وأن "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، ورجلٌ ذَكَرَ اللَّهَ في خَلَاءٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، ورجلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسْجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ، وَرجلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إلى نَفْسِهَا فقالَ: إنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَ رجلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما صَنَعَتْ يَمِينُهُ"؟

-       الثانيّة عن الإنسان الفقير الذي يتلقّى الصدقة:

لماذا تنحدرون بأنفسكم وبأولادكم إلى هذه الدرجة من المهانة والمذلّة؟ .. ألا يكفيكم أنكم أصبحتم لاجئين في وطنكم بعد أن تنازلتم عن حقوقكم وتركتم الفاسدين والمفسدين يسوقونكم إلى حيث الهوان والخزي؟ .. ألم تسمعوا يا إخواني قوْل الحق: "لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ"؟ .. ألم تعلموا أن رسولنا الكريم قد قال: "اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وابْدَأْ بمَن تَعُولُ، وخَيْرُ الصَّدَقَةِ عن ظَهْرِ غِنًى، ومَن يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، ومَن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ"؟

ولا حول ولا قوّة إلا بالله.

google-playkhamsatmostaqltradent