خبر
أخبار ملهلبة

المواطن العربي المسلم بين حجر الزاوية للدين وفسيفساء الفتاوى


 

كلمة ونص

المواطن العربي المسلم بين حجر الزاوية للدين وفسيفساء الفتاوى

 

 

مع احترامي العظيم لجميع القضايا والمسائل والتساؤلات الشرعية والفقهيّة مهما صغرت .. ومع احترامي الشديد لكل العلماء والشيوخ والدعاة المسلمين .. لكن الأمر زاد كثيراً عن حده وأصبحنا نهتم بالتوافه ونبحث عن الصغائر ونغفل الهام ونتناسى العظائم .. وإذا كان عامة المسلمين على تلك الشاكلة فلا يجب على المفتيين أن يسايروهم في هذه المهزلة.

هل يعقل أن يجلس الشيوخ والدعاة في الستوديوهات المكيّفة ليتنازعوا ويتجادلوا ويفردوا الوقت والمساحة والجهد للإفتاء حول مسألة استخدام الشطّافة في نهار رمضان ويتركوا المسلمين في صعيد مصر وبوادي البلاد العربية وأقاصي البلاد الإسلامية في العالم يعانون من الجهل بالشرع والمناسك والغفلة عن الأركان الأساسيّة لديننا الحنيف وكأنهم مسلمون على الورق فقط.

ماذا يفيد عوام الأمة الإسلامية من استخدام الشطافة وهم يجهلون اسم نبي الرحمة؟ .. ماذا يعود عليهم إن حفظوا حديث الذبابة وهم لا يحفظون الفاتحة؟ .. ماذا يكسبون لو سارعوا بأن يعدلوا الحذاء المقلوب وحرصوا على دخول دورة المياه بقدمهم اليسرى وهم لا يعرفون كيف يصلّون أصلاً؟ .. أي استفادة للناس لو لم تمنعهم قشور الدين التي يكتفون بمعرفتها عن الكذب والغش والسرقة؟ 

وأظُن أن ما أقوله يتوافق ويتماشى مع ما جاء بـ"فِقه الأوْلويّات" .. وقد قال "ابن تيْميه": "مَن جَهَلَ الأصول حُرِم الوصول" .. كما قال الإمام "الغزالي" في كتابه "الغُرور": "إن الله لا يقبل النافلة حتى تُؤدَّى الفريضة، ومَن شَغله الفرض عن النفل فهو معذور، أمّا مَن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور، وإن فَقْد الترتيب بين الخيْرات من جُملة الشُرور".

فلينزل الدعاة من بروجهم العاجية على أرض الواقع المرير وليحاولوا الوصول إلى الدهماء وسواد المجتمعات الإسلامية فذلك أنجع وأنفع للجميع .. والله من وراء القصد.


google-playkhamsatmostaqltradent