يوليو 2019 :
لا أعلم سبب سيطرة اللواءات على رئاسة الجهاز
المركزي للتعبئة العامّة والإحصاء (الرئيس الحالي اللواء خيرت بركات الذي تم
التجديد له 4 مرّات والسابق اللواء أبو بكر الجندي والأسبقون: اللواء إيهاب علوي
واللواء فاروق سعيد عبد العظيم واللواء مختار عوض والفريق جمال الدين محمود عسكر)
رغم أن علم التعداد والإحصاء من أهم العلوم الإنسانية التي تعتمد على حزمة من
البحوث الاجتماعيّة القائمة على كفاءة وخبرات مجموعات متخصّصة دارسة لهذا العلم
لتطويعه لخدمة المجتمع بعد إنشاء قاعدة بيانات متكاملة لتحديد احتياجاته من الخطط
والسياسات اللازمة للتنمية والتقدّم شرط أن تكون جميع الإحصائيّات صادقة بالفعل
ومعبّرة بشفافية عن مدلولاتها وليست مسيّسة أو صادرة بناءً على توجيهاتٍ عليا
لخداع الرأي العام (الداخلي والخارجي) وإعطاء صورة تجميليّة كاذبة عن أوضاع البلد
الحقيقيّة.
ربما كان اختيار اللواءات لرئاسة هذا الجهاز
الحسّاس (ولا مؤاخذة) من قبيل أن العسكريّين عموماً هم الأجدر بالحفاظ على سريّة
المعلومات الحقيقيّة وهم الأوْلى بالحفاظ على بقاء تفاصيل وبيانات الواقع المرير
في طَيْ الكتمان من أجل إضفاء السَتْر على النظام (العسكري أيْضاً) وعدم فضح
السياسات الفاشلة للحكومة.
ما علينا .. كشف الجهاز أمس عن نتائج بحث
الدخل والإنفاق والاستهلاك لعام 2017/2018 والتي تم صرف الملايين من أجل تجميعها
وتم الإعلان عن الآتي :
· ارتفاع متوسط الدخل السنوى للأسرة المصرية إلى 58.9 ألف جنيه
مقارنة بـ 44.2 ألف جنيه فى بحث عام 2015 .. وفي هذا خداع للمواطن الذي ارتفعت
الأسعار من حوله أكثر من ثلاثة أضعاف في نفس الفترة.
· ارتفع المتوسط السنوى لإنفاق المصريين من 36.7 ألف جنيه فى بحث
2015 إلى 51.4 ألف جنيه فى نتائج البحث الأخير .. وهو ما يثبت حجم التضخّم وتآكل
مدخرات المصريين أيضاً.
· خط الفقر في مصر وفقا لنتائج البحث والإنفاق لعام 2017-2018
ارتفعت قيمته إلى 8827 جنيها في السنة .. وهذا غير حقيقي فقد حددت الأمم المتحدة
خط الفقر العالمي بـ 1.9 دولار يوميّاً وهو ما يساوي 11800 جنيه مصري سنويّاً.
· خط الفقر "المدقع" في مصر وفقا لنتائج البحث
والإنفاق لعام 2017-2018 ارتفعت قيمته إلى 5890 جنيها في السنة .. وهذا أيضاً غير
حقيقي فقد حددت الأمم المتحدة خط الفقر "المدقع" العالمي بـ 1.25 دولار
يوميّاً وهو ما يساوي 7750 جنيه مصري سنويّاً.
· "تطور" معدل الفقر في مصر على مدار الـ 19 عاما الماضية حيث سجل 16.7% في عام 1999-2000 وارتفع إلى 32.5% (يشمل حوالي 30 مليون مواطن) في عام 2017-2018 .. ويبدو أن سيادة اللواء الغير متخصّص اعتبر "زيادة" نسبة الفقراء إلى الضِعف بمثابة الإنجاز فلم يتردد في إعلان ذلك بكل فخرٍ وفشخرة.