خبر
أخبار ملهلبة

صورة واحدة مخطوبة اتجوِّزت (5) | صور مشقلبة | د. أحمد صادق


كاريكاتير عن زوج يكره زوجته فيعطيها مسدس بدلاً من سيشوار مجفف الشعر

صورة واحدة مخطوبة اتجوِّزت (5)

 

 

فين خطيبي "كركر" بتاع زمان اللي كان في منتهى الألاجة ومتشيّك ع الآخر وحاطط أفتر شيف وكولونيا جذّابة وحالق دقنه ومسشور شعره، ده كان زمان بياخُد باله إذا اشتريت فُستان جديد أو قصّرت سنتي واحد من القُصّة بتاعة شعري أو حتى لوْ حطيت أستِك جديد ألِم بيه شعري، وكان بيوْصف في محاسني وشياكتي وذوقي الراقي، ده الوقتِ – يا حسرة – ما بيلاحظش أي هدوم جديدة (طبعاً هوَّ ما بيشتريش ليَّ هدوم أساساً وانا اللي باشتريها من الفلوس اللي باخنصرها من مصروف البيت) بالبِسها ولا بياخُد باله إذا كُنت قصّيت شعري كاريه أو جرسون أو صبغته أحمر أو حتى أزرق، فالح بس ينقرظني بالكلام ويقعُد يتريق عليَّ ويقول لي:

-       إيه منظرِك المُقرِف اللي يعلّم الشيْطان الفضيلة ده؟! .. ما انتي كنتي بتبقي ف الخطوبة على سنجة عشرة وحاطّة بارفان ومكياج كامل ولابسة هدوم شيك وشوز سمباتيك .. مش بتبُصّي على نفسك ف المراية يا وليّة: لابسة جلابيّة وِسخة وريحتها بصل وتوم وزفارة ومش غاسلة وِشِّك وماشية ف البيت تبرطعي بقبقاب أو شبشب زنّوبة عمّال يطرقع ف كل خطوة  لحد ما صدّعني .. ده انتي مش هاين عليكي تحلقي شنبِك أو تشيلي شعر دقنِك .. بلا قرف.  

المُصيبة كمان إنه ما بيتكسِفش على دمّه ويراعي تعبي ف عمايل البيت كأني الخدّامة اللي اشتراها من سوق عكاظ للعبيد أو كأني رهينة خاطفها بموجب عقد الجواز، ما بيمدّش إيده ف حاجة تخُص البيت ويا ريته يسكُت على كده ويكفيني شرُّه، الافندي داير ف كل أوضة يدخُلها يعيث فيها فساداً وانا ألِم من وراه: يزبّل ف الصالة – ينعكش ف السرّاحة – يهبّد ف دُرَف دواليب المطبخ – يكركِب ف رفوف التلّاجة – يزروط ف الحمّام – ده حتى كوبّاية الشاي ما بيشطفهاش، ده كمان ساعات بيبهدلني لوْ اتأخّرت عليه ف أي حاجة، ده ديك النهار ممرمط بيَّ البلاط علشان نسيت أكوي شرابُه والمّع جزمته بالورنيش .. منه الله .. حسبي الله ونِعم الوكيل فيه.

الإثنين:

صحيت الفجر على سكاكين بتقطّع ف بطني، الظاهر من الكُسكي البايت اللي كنت عاملاه الأسبوع اللي فات واتعشّيت بيه بالليل قبل ما انام، فضلت انازع وصراخي يصحّي الأموات والراجل البارد اللي نايم جنبي ومدّيني ضهره ما كلِّفش خاطره يصحى يشوف فيَّ إيه، ولمّا صحّيته – بعد ما نزلت بالاقلام على وِشّه – قال لي دون أن يفتح عينه أو يلتفِت ناحيتي:

-       فيه حَد يصحّي حَد بالغشوميّة دي .. قومي خُدي لِك اسبريناية وانتي تبقي زي القِرد .. ورّبنا هوَّ الشافي.

-       يا راجل خلّي عندك مروّة .. قوم ودّيني المستوْصف اللي ف العمارة اللي جنبنا .. ده انا باموت.

-       عُمر الشقي بقي .. ما يصحِّش نزعج الدكتور في ساعة زيْ دي .. استهدي بالله وحاولي تنامي والصباح رباح.

وظللتُ طول الليل أتلوّى من المغص وأتردّد على الحمام لكثرة الإسهال والقيء حتى انبلج النهار فقام الجبِلّة – الله لا يبارك له – وودّاني مستشفى "كُلّه فاني" العام لإن تذكرتها بخمسة جنيه فقط حيث لحقوني في آخر لحظة وقاموا معي بعمل غسيل معدة وأعطوني بعض الحُقَن في محلول جلوكوز، واحنا مروّحين دخل جوزي – ربّنا ينتقم منه – الأجزخانة واكتفى بشراء شريط من كل دواء مكتوب في روشِتّة الطبيب بعد أن رفض الأجزجي طلب اللي ما يتسمّى جوزي بصرف حبّايتين فقط من كل صنف .. ربّنا ياخده بحق جاه السما.

الخميس:

عرفت – من برنامج "اتوِكسي يا سيّدتي" – إن النهار ده عيد "الفالانطاين"، نيّمت الواد "البرنس" من بدري ولبست الجلابيّة الفيسكوز الديكولتيه البطّيخي واستنّيت المأسوف عليه يدخل عليَّ بهديّة  أو حتى بقرطاس حرنكش أو كيلو يوستفندي، البيه راجع لي آخر الليل من ع القهوة يجُر ف رجليه الظاهر مستعطي حاجة، يا دوبك راح التلّاجة زَيْ الطروبش حط صوبعين كُفتة ف بُقّه وأربع وراهم إزازة بيرة "ستيلّا" ودخل أوضة النوم واتقلب ع السرير وهاتك يا شخير .. إلهي يسخطك دكر بط يمكن اطلع منك بفايدة.

الجُمعة:

اتخانقت مع المدعوق جوزي النهار ده مرّتين: الأوّلانيّة لمّا اتأخّرت عليه في تنزيل السَبَت م البلكونة علشان يحُط لي فيه واحدة بامبرز ألبِّسه للواد قبل ما نروح لماما اللي ما بنزورهاش غير م السنة للسنة، لمّا نزلت له فتح لي جاعورته:

-       واقف ف الشارع ساعة علشان تنزّلي السَبَت يا وليّة يا لُكعيّة يا باردة.

-       (في سِرّي: وليّة لمّا يوَلوِا عليك ساعة وينفضّوا يا بعيد) ما انت ناديت عليَّ وانا لِسّه بالبِس عباية الخروج فرُحت حاطّة الإسدال فوق الكومبيل .. ح اطلع البلكونة عريانة يعني؟!

-       ما تطلعي زَيْ ما انتي يا ختي .. يعني هيَّ الناس مستنيّة طلعتِك البهيّة قوي .. فاكرة نفسِك "يُسرا اللوزي" .. مش كفاية إنك محسوبة عليَّ واحدة سِت.

والخناقة التانية لمّا كُنّا واقفين في الأتوبيس (لإن الراجل الرِمّة استخسر يوصّلني بالعربيّة علشان يوفّر في البنزين) والواد كان على كتفي عمّال بيعيّط، ساعتها سألني سبع البُرومبة:

-       الواد بيعيّط ليه؟ .. ما تسكِّتيه بدل ما ارميهولِك م الشبّاك.

-       أصله جعان .. ما لحقتش أرضّعه قبل ما انزل .. ما انت مسربعني.

-       طب ماترضّعيه مستنيّة إيه؟

-       هنا؟ .. مش لمّا نروح عند ماما.

-       يا سِتّي طلّعي له صدرِك ورضّعيه وانتي واقفة كده قبل ما قلبه ينفطر م العياط .. همَّ يعني الناس ح يشوفوا الأَمَلة .

صحيح راجل ديّوث ما عندهوش نخوة.

google-playkhamsatmostaqltradent