9 معلومات عن جدري القرود وحقيقة انتشاره وهل يحمينا التطعيم الذي أخذناه؟
1. تاريخ المرض:
- جدري القردة مرض فيروسي نادر حيواني
المنشأ يظهر في الحيوانات البرية مثل القوارض والرئيسيّات ويُنقل أحياناً إلى
الإنسان.
- وقد كُشِف لأوّل مرّة عن الفيروس في
عام 1958 بالمعهد الحكومي للأمصال في "كوبنهاجن" بـ"الدانمرك"
أثناء التحرّي عن أحد الأمراض الشبيهة بالجدري في أحد قرود التجارب ولذلك سُمّي "جدري
القرود".
- واكتُشِفَت أول إصابة بشريّة معروفة
في 1970 لطفل عمره 9 سنوات كان يسكن في منطقة نائية من "الكونغو".
- وفي خريف عام 2003 تم الإبلاغ عن وقوع
حالات مؤكّدة من جدري القردة في "الولايات المتحدة الأمريكية" وكانت هذه
أولى الحالات المُبلّغ عنها للإصابة بالمرض خارج نطاق القارة الأفريقية وتبيّن أن
معظم المصابين به كانوا قد خالطوا السناجب أو كلاب البراري مخالطةً حميمة.
- كما اندلعت في عام 2005 جائحة لجدري
القردة في ولاية "الوحدة" بـ"السودان" وأُبلِغ عن وقوع حالاتٍ
متفرّقة في أجزاءٍ أخرى من القارة الأفريقية.
- كما تم رصد حالتيْن للإصابة به في عام 2009 في
أوساط اللاجئين الوافدين من جمهورية "الكونغو" الديمقراطية (كونغو
كينشاسا) إلى جمهورية "الكونغو" (كونغو برازافيل).
- فيما جرى احتواء 26 حالة وحالتيْ وفاة
في إطار اندلاع جائحة أخرى للمرض بجمهورية "أفريقيا الوسطى" في الفترة
بين أغسطس وأكتوبر 2016.
- والآن في 2022 كانت المرة الأولى التي
ينتشر فيها جدرى القرود بين الأشخاص الذين لم يسافروا إلى إفريقيا.
2. سبب المرض:
- هو الإصابة بـ"فيروس
جدري القرود" وهو من نفس عائلة الفيروسات المسبّبة للإصابة بمرض الجدري المعروف
ولكنه يسبب أعراضًا أكثر اعتدالاً.
- وهناك سلالتان من
هذا الفيروس: الأولى هي سلالة "غرب أفريقيا" (أقل حدّةً وخطورة)
والثانية هي سلالة "وسط أفريقيا" (أكثر حدّةً وخطورة).
- تبلغ فترة حضانة
الفيروس (وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور
أعراضها) المسبّب لهذه الإصابات من حوالي خمسة أيام
إلى ثلاثة أسابيع ويتعافى معظم الناس في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع دون الحاجة
إلى دخول المستشفى.
3. طرق العدوى:
- نتقل الفيروس عند مخالطة الشخص السليم
لإنسانٍ أو حيوانٍ مصاب بهذا الفيروس عن طريق دخل الفيروس عبر الجلد بعد الملامسة
والاحتكاك مباشرةً مع المصاب أو ربما الاقتراب منه (حيث يفترض بعض العلماء انتقاله
عبر الهواء ولكن لمسافاتٍ قصيرة) .. وكذلك عن طريق عض حيوان مصاب لشخص سليم.
- لم يتم توثيق انتشار جدري القرود عبر ممارسة الجنس ولكنه بالتأكيد
ينتقل عن طريق الاتصال الوثيق مع الأشخاص المصابين وتبادل سوائل أجسامهم وملابسهم
أو الاحتكاك بملاءات سريرٍ واحد يجمع بينهم.
4. الأعراض:
- فترة الغزو: وتتراوح من لحظة الإصابة إلى
5 أيام وأبرز سماتها الإصابة بحمّى وصداع مبرح وتضخّم بالغدد الليمفاويّة والشعور
بآلامٍ في الظهر والعضلات وبخمولٍ ووَهَنٍ شديد.
- فترة ظهور الطفح الجلدي: وتتم في غضون
مدة تتراوح بين يوم واحد إلى 3 أيام عقب الإصابة بالحمى ومن أبرز سماتها ظهور
الطفح الذي يبدأ على الوجه ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم .. ويكون الطفح أشدّ
ما يكون على الوجه (في 95% من الحالات المصابة) وعلى راحتيْ اليديْن وأخمصيْ
القدميْن (في 75% من الحالات المصابة) .. ثم يتطوّر الطفح في حوالي 10 أيام من بقع
ذات قواعدٍ مسطّحة إلى حويصلات صغيرة مملوءة بسائلٍ عَكِر وبثرات والتي قد يلزمها
ثلاثة أسابيع لكي تختفي تماماً.
- وقد يُصاب بعض المرضى - قبل ظهور الطفح - بتضخّمٍ كبير في العقد الليمفاويّة .. وهي سمة مميّزة لجدري القردة عن سائر الأمراض المماثلة.
5. التشخيص:
- في العيادة: عن طريق
صورة المرض المميّزة (الأعراض والعلامات).
- في المعمل: عن طريق قياس المناعة الإنزيميّة أو الكشف عن الأجسام المضادة للفيروس أو اختبار الـ PCR أو عن طريق عزل الفيروس بعد زرعه في خلايا كائنات حية تجريبيّة.
6. المضاعفات:
يمكن أن يكون جدري القرود قاتلًا بنسبة تتراوح
بين: واحد من كل مائة مصاب في المصابين بسلالة "غرب أفريقيا" إلى واحد
من كل عشرة مصابين بسلالة "وسط أفريقيا" .. كما يُعتقَد أنه يكون أكثر
حدّةً عند الأطفال والحوامل ومَن يعانون ضعف المناعة.
7. إجراءات الوقاية:
- على مستوى المواطنين: رفع
الوعي والتثقيف بعوامل الخطر المرتبطة بالمرض واتخاذ التدابير التي يمكنها الحد من
معدل التعرّض له .. والبعد التام عن التجمّعات الجماهيريّة غير الضروريّة كالمباريات
والمهرجانات والحفلات .. والحرص الشديد على تجنّب المخالطة الجسديّة الحميمة
للمصابين بالمرض أو لأدواتهم المستخدّمة مع ارتداء الكمامات والقفازات اليدوية عند
الاعتناء بالمرضى وضرورة المداومة على غسل اليديْن بالماء والصابون أو بالكحول والمطهّرات
.. وكذلك الامتناع تماماً عن لمس الحيوانات المريضة أو التى تم العثور عليها ميّتة
بأماكن وجود المرض.
- على مستوى الدول والمنظمات المعنيّة: تطبيق اجراءات الترصّد
والإسراع في تشخيص الحالات الجديدة والتشدّد في مراقبة التدابير الاحترازيّة .. مع
الحجر الصحي على أي إنسان أو حيوان مشتبّه به أو منتقل حديثاً من المناطق
الموبوءة.
- في عام 1980 أعلنت منظمة الصحّة العالميّة عن انقراض مرض
الجدري وانتهاؤه من العالم للأبد فتوقّفت "مصر" وأغلب البلاد العربيّة
عن إعطاء الأطفال التطعيم الإجباري ضد الجدري (كان التطعيم يتم بتقطير قطرة من
مادة التطعيم على الجلد أعلى الفخذ ثم وخز الموضع بصورة سطحية للغاية بواسطة إبرة
تؤدي إلى امتصاص المادة داخل الجلد وهو ما كان يعرف بـ"تفصيد الجلد" أو
"الفصادة") .. وبعد ذلك التاريخ لم يتم التطعيم سوى لبعض الفئات
المختارة فقط (كالعاملين بالمعامل والمختبرات الذين يتعاملون مع مثل هذه الفيروسات
وكالعاملين بالجيش والشرطة المحتمل تعرّضهم لهذا الفيروس أثناء الحروب الكيماويّة
أو مكافحة الهجمات الإرهابيّة) .. ولذلك فإن الأشخاص من مواليد ما قبل عام 1980 والأشخاص
من الفئات المختارة فقط هم آمنين من فيروس "جدري القرود" بنسبة كبيرة
تصل إلى 85% تقريباً وذلك لتشابهه مع نفس سلالة الفيروس المسبّب لمرض الجدري.
-
والآن يمكن إعطاء
الأشخاص المعرّضين للفيروس واحداً من عدة لقاحات متاحة ضد مرض الجدري والتي ثبت
أنها فعّالة ضد جدرى القرود أيضاً.
8. العلاج:
- عزل جميع الحالات المشتبَه فيها.
- مع غياب العلاج أو اللقاح المخصوص
لهذا الفيروس فلا يسع الأطباء سوى علاج الأعراض التي تظهر على المصاب كالتوصية
بتناول خوافض الحرارة والمسكّنات والعناية بالمراهم الموضعيّة على ما يطرأ على
الجلد من طفحٍ أو بثور .. مع الاهتمام بتناول السوائل والأغذيّة الصحيّة لزيادة
المناعة.
- يجري حالياً تطوير لقاح وأدوية مضادة لهذا الفيروس.
9. التوزيع الجغرافي:
- على الرغم من استئصال مرض الجدري منذ
عام 1980 إلا أن جدري القردة لا يزال يظهر بشكل متفرّق في بعض أجزاء قارة أفريقيا
خصوصاً في المناطق النائية بوسط وغرب القارة السمراء.
- تسارع الإعلان مؤخّراً عن إصابة بعض الأشخاص (أكثر من مائة حالة) في كثيرٍ من الدول .. فقد أعلنت "إنجلترا" و"إسبانيا" و"البرتغال" عن تواجد من 20 إلى 30 حالة بكل دولةٍ منها (من 60 – 90 حالة بتلك الدول الثلاث مجتمعة) .. في حين تم الإعلان عن وجود أقل من 5 حالات فقط في كلٍ من "الولايات المتحدة الأمريكيّة" و"كندا" و"أستراليا" و"بلجيكا" و"فرنسا" و"ألمانيا" و"إيطاليا" و"هولندا" و"السويد" (أقل من 45 حالة في تلك الدول التسع).
- أعلنت "مصر" وشقيقاتها العربيّة عن خلوّها تماماً من تسجيل أي حالات مصابة بهذا المرض حتى الآن .. وندعو الله أن يبعد عنّا وعن أهلنا وبلادنا الأمراض والوباء والبلاء .. قال رسولنا الكريم (عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم): {{مَنْ قَالَ حينَ يُمسِي: "بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِي}}.