"الفرق الجوهري بين كلمتيْ "رَزق" و"رِزق
رداً على أخي الأكبر الأستاذ "محمد حسن" أعطاه
الله الصحة والعافية الذي علّق على البوست الذي نشرته عن حاملي الماجستير والدكتوراه (كما في الصورة المرفقة):
فعلاً أنا أسخر من الرزق ولكنني لا أسخر من الرزق .. واخد بالك يا عم محمد .. شكلك مش واخد بالك .. فيه حاجتين مختلفتين: "رَزْق" و"رِزْق" .. الأولى بفتح الراء والثانية بكسرها .. الأولى هي مصدر "رَزَق" وتعني العطاء المرتّب الناتج عن عملٍ وسعي والثانية هي مصدر "رُزِقَ" وتعني كل ما يتهيّأ للعبد من الله بدون سعي منه أو نيّة في تحصيله .. وأنا بالفعل أسخر من الرَزق الذي يأتي من عملٍ باطل .. فما يتحصّل عليه المرابي من الربا هو رَزقٌ حرام يستوجب السخرية .. وما تكتسبه الراقصة من رقصها هو رَزقٌ حرام يجب انتقاده والتحذير منه .. كذلك فأنا أسخر عندما تعمل حضرتك بكد في عملٍ شريف طوال اليوم ويكون رَزقك من ورائه درهماً ويعمل غيرك باستهتار ساعةً فيكسب رَزقاً ألف دينار .. أسخر عندما يلتمس الحاصلون على الماجستير والدكتوراه سُبل العلم ويطرقون أبواب الاجتهاد فيجلسون في بيوتهم بلا عملٍ أو حياةٍ كريمة ويكون رَزقهم صفراً واحداً على الشِمال في حين يتكاسل آخرون ويلهون فيكون رَزقهم أصفاراً عديدة على اليمين .. ولكنني لا أجرؤ على السخرية من الرِزق الذي يهبه الله لعبده دون حساب لحكمةٍ لا يعلمها إلا هو .. باختصار أسخر من الرَزق الذي يأتي من وراء مَن يزرع أرضه خشخاشاً أو مَن يكد في زرعته ولا يجني من ورائها شيئاً ولكني لا أسخر من الرِزق الذي يمنحه الله للفلاح عندما يبارك له في زرعته التي تعب في زرعها فتكون أضعاف ما يجنيه فلاحٌ آخر تعب أيضاً ولكنه لم يُرزق مثل أخيه .. أرجو أن أكون قد أوضحت ما هو ملتبسٌ عند الناس الذين يخلطون بين الاثنيْن .. يعني يا عم محمد ما ينفعش تقول : "ربنا مقدّر الأرزاق وبيسبب لها الأسباب .. كورة بقى ولّا أي حاجة تانية" .. يعني ينفع نقول إن ربنا بيرزق تجّار المخدرات والعاهرات علشان كده أغنيا وما يصحّش نبص في رزقهم اللي ربنا كاتبه لهم؟ .. في حين نقول على الفقير الشريف إن رزقه على قد كده وإن دي حكمة ربنا أو أمر ربنا؟ .. ربنا أمر بالسعي والعمل بشرف .. ربنا عادل بين البشر .. إحنا بس اللي بنظلم بعض وبنجور على حقوق بعض .. وإذا كانت أي رقّاصة بتكسب أضعاف أي إمام مسجد فده بسبب اختلال قيمة العمل عندنا واللهث وراء الذنوب والبُعد عن الإسلام .. والدليل إن العدالة الاجتماعية تسود بلاد الكفر (كما نزعم) ففي الغرب الكافر (كما نتوهّم) يمكن لعامل النظافة المجتهد أن يكسب رَزقاً أكثر كثيراً من الطبيب المتكاسل .. تصبح على خير يا عم محمد خليني أروح اتخمد علشان باشتغل يومياً ستاشر ساعة متواصلة زي ما حضرتك عارف ورَزقي محدود لكن رِزقي من عند ربنا بلا حدود.