يوليو 2017 :
التنوير ونشر المعرفة .. هوَّ ده دور الإعلام
المثالي .. بالذات في الدول المتخلفة علمياً وثقافياً واقتصادياً وصحياً .. ومن
الآخر كده كلياً.
شاهدت اليوم على شاشة التلفاز دكتورة
"مها العطار" الخبيرة في علم الطاقة (ما اعرفش العلم ده بيتدرس في كلية
إيه؟) وهيَّ بتصحح معلومات الجهلة أمثالي عن طريق النصيحتيْن التاليتيْن:
1.
غلق شباك المطبخ
وبابه (وإن كان المطبخ بدون باب فيجب تركيب ستارة محكمة) أثناء الطبخ حتى لا تخرج
البركة والرزق منهما واستعواض الشباك بشفاط للتهوية ..... ورغم تحفظي على هذه
النصيحة في بادئ الأمر إلا أنني تحت تأثير الحضور الأنثوي الطاغي للدكتورة ولون
الآي شادو الزاهي في عينيْها الساحرتيْن اقتنعت بكلامها ومسمرت الشباك وفصلت
الكهرباء عن الشفاط (احتياطياً حتى لا يشفط البركة هوَّ راخر خارج المطبخ) وأمرت
المدام بتربسة باب المطبخ عليها من الداخل أثناء الطبخ .. وبالفعل كانت النتيجة
مذهلة بكل المقاييس .. فقد انعدم تقريباً استهلاك الطعام في المطبخ بعد أن امتنعت
المدام عن الطبخ نهائياً إثر إصابتها بأزمة تنفسية حادة بعد أن فطست من الأبخرة
والدخان والحر داخل المطبخ المغلق بإحكام .. وهي الآن بفضل عيون الدكتورة محجوزة
بالعناية المركزة بمستشفى الصدر وبتاكل مسلوق ببلاش على حساب المستشفى .. توفير ده
ولا مش توفير؟
2. اختبار واختيار الوضع المثالي للتلاجة داخل المطبخ .. لأن بعض أوضاع التلاجة (وما حدش يفهمها غلط) تجعل الاستهلاك يفوق الحد .. وهذا هو سر شكوى المصريين المفتعل من زيادة إنفاق الأسرة ومن الحالة الاقتصادية المتردية في البلاد (وطبعاً فشل سياسات الحكومة في السيطرة على الأسعار وغياب رقابتها على الأسواق ليس هو السبب لا سمح الله) ..... وبالرغم من أن عمري تقريباً نص قرن ودرست الطب بكل فروعه فوق التلت قرن ومتزوّج من حوالي ربع قرن إلا أنني لم أسمع بتاتاً بـ "وضع التلاجة" ده خالص .. ولأني مؤمن بأن "فوق كل ذي علمٍ عليم" فقد جرّبت أوضاعاً مختلفة مع التلاجة (ولا مؤاخذة) وفوجئت بأن نصيحة الدكتورة "مها" سديدة جداً وصائبة تماماً .. فقد اكتشفت (بالصدفة البحتة) أن استهلاك الأطعمة داخل التلاجة يضمحل وينتهي تماماً بل ويصل للمستوى صفر عند وضع التلاجة خلف خلاف .. بحيث يكون بابها مواجه وملاصق للحائط (حتى لا يمكن فتحه) وشبكة السربنتينا الخلفية مواجِهة لمرتادي المطبخ من الداخل .. ولقد اهتديت أخيراً لهذا الوضع الصعب بعد ما طلع سربنتينة أهلي.