إساءة جديدة للإسلام من المسلمين أنفسهم
عندما تشاهد إحدى هذه الفيديوهات أوّل الأمر
تشعر بالزهو والفخر لكونك مسلماً .. وتنظر بإعجابٍ وخُيلاء لهذا الشخص المسلم ..
وربما تأخذك الحماسة لتتشاركها مع أصدقاءك على مواقع التواصل ليتكرّر معهم ما حدث
معك .. ولكنك إذا أمعنت فيها جيّداً فسترى أنك وقعت بمشاعرك ضحيّةً لهذه
الفيديوهات المفبركة التي تمثّل أسوأ دعاية للإسلام لأنها تقوم على خداع مَن
يشاهدها بتقطيع المشاهد وعمل المونتاج بطريقة خبيثة .. وربما يدّعي مَن قام ببطولة
تلك الفيديوهات أنه يريد أن يلفت نظر الناس إلى روْعة الآذان فربما يجدون فيه
تجميلاً للدين الإسلامي ودعوةً له.
ما هكذا تورد الإبل أيها الغافلون المحتالون
.. "يجب على الوسيلة التي نستخدمها أن تكون بنفس نقاء الغاية التي نسعى
إليها" كما قال "مارتن لوثر كينج" .. وليس صحيحاً أن "الغاية
تبرر الوسيلة" كما قال "نيكولو ميكيافيللي" .. مجرّد سعي هؤلاء المسلمين
للحصول على نسبة مشاهداتٍ عالية (تجاوزت العشرة ملايين) ولحصد الإعجاب على قنوات
الـ"يوتيوب" يجعلهم يظهرون بمظهر الكاذبين المدلّسين وهو ما ينعكس على
انطباعات غير المسلمين الذين يظنون – على غير الحقيقة - أن هؤلاء الأفّاكين
المضلِّلين يدعون إلى دين ضلالٍ مثلهم لا يرشدهم للصدق ولا يدعوهم للأمانة ولا
يردعهم عن الكذب.
الإسلام يا سادة هو دين الحق الذي لا يدعو له
غير الصدوقين ذوي الثقة فقد كان نبينا – صلّى الله عليه وسلّم – صادقاً أميناً
وكان يدعو الناس للإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة .. أدعوكم أحبّتي للدخول على هذه
الفيديوهات والإبلاغ عنها أو تسجيل عدم إعجابكم بها أو ترك تعليقاتكم بالعربيّة أو
الإنجليزيّة لتعربوا عن استيائكم منها وعن رفضكم لها وعن استنكاركم لوصفها بأنها
تمثّل الإسلام وتعبّر عن المسلمين وكذلك لتحذير غيْركم من الوقوع في فخّها .. وقد
صدق الشاعر حين قال:
لا يكذبُ المرءُ إِلا من مهانتِه
أو عادةِ السوءِ أو من قلةِ الأدبِ
لَبعضُ جيفةِ كلبٍ خيرُ رائحةٍ
من كذبةِ المرءِ في جدٍّ وفي لعبِ