خبر
أخبار ملهلبة

مفاجأة النكسة: "عبد الناصر" كان يعرف بموعد هجوم "إسرائيل" على "مصر" قبلها بثلاثة أيام









هلّت علينا السيّدة "هدى" بنت الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" في إطلالةٍ جديدة مع السيّد "مصطفى بكري" وصرّحت بأنها عثرت مؤخّراً على وثائقٍ بخط يد والدها يرجع تاريخها إلى عام 1964 .. وقد أشاع بعض الخبثاء أنها وجدت هذه الوثائق السريّة شديدة الأهميّة في درج الشرابات بدولاب الزعيم الخالد .. في حين نفى البعض الآخر ذلك بشدّة وأكّدوا أن هذه الوثائق أو المذكرات كانت مخبّأة في الرف التحتاني لضلفة (دَرفة) الغيارات الداخليّة بنفس الدولاب تحت كومةٍ من الكلاسين واللبسَة (قبل تغيير اسمها إلى سلبّات ثم بوكسرات) الخاصّة بالقائد المعلِّم .. وقد وصف "ناصر" في هذه المذكّرات الوضع في مصر بأنه "مخيف" .. واردفت السيّدة "هدى" مسترسلةً في تصريحاتها فألقت بقنبلةٍ مدويّة عندما كشفت النقاب عن أن الرئيس المُلْهَم قد أماط اللثام – في اجتماعٍ موثّق مع مجلس الوزراء المصري والقادة العسكريين وقد طلبت "هدى" محضر هذا الاجتماع من أونكل وزير الدفاع المصري – عن موعد هجوم الجيش الإسرائيلي الضعيف (الذي يتدرّب أفراده الاحتياط عسكريّاً مرّة واحدة كل عام على حد قوْلها .. أومّال لو كان قوي كان عمل فينا إيه تاني؟) على سيناء والجولان وما تيسّر من أراضٍ عربيّةٍ أخرى .. بل ذهبت سيادتها بعيداً وقالت بكل أريحيّة أن باباها المرحوم كان قد حدّد يوم الاثنين 5 يونيو موعداً دقيقاً لنكسة 1967 أو "هزيمة" 1967 (علشان معاليها عندها حساسيّة من كلمة "نكسة" وكل ما تسمعها بتضطر تاخد كورتيزون) .. ولم يكن هذا التحديد الحاذق راجعاً لتقارير من أجهزة المخابرات (العامّة أو الحربيّة) لا سمح الله (فقد كانت هذه الأجهزة مشغولة بقضايا أخرى أكثر أهميّة من مصير الوطن كاعتقال المعارضين وتلفيق التهم لهم وتعذيبهم وتسجيل الأفلام الجنسيّة للفنّانات والفنّانين ثم ابتزازهم بها فيما بعد) بل كان راجعاً لكوْنه قارئاً جيّداً للأحداث (وربما جاءه الشيخ "علّام" في المنام وأفصح له عن هذه المعلومة التي لا تهم الكثير من المسؤولين المصريين الجاثمين على مراوح الشعب آنذاك).

وقبل أن يسألها المذيع اللامع عن السؤال الذي قد يتبادر إلى ذهن أي طفل دون العاشرة (تفكيره محدود وسذاجته بلا حدود) عن السبب الذي جعل حبيب الملايين لا يأخذ حذره أو يخطّط لدرء العدوان عن بلده أو على الأقل يرقع بالصوت الحيّاني و يروح يكلّم حَد كبير من أجل الاستعداد لذلك الهجوم الإسرائيلي القادم الذي أنهى - بعد ذلك - على قدرات وإمكانيّات وتسليح الجيش المصري تماماً في أقل من نصف ساعة وراح فيه آلاف الشهداء (حوالي 15 ألف شهيد مصري و7 آلاف شهيد عربي مقابل 800 قتيل إسرائيلي) والأسرى (حوالي 5 آلاف مصري وألف عربي مقابل 15 إسرائيلي فقط) والمصابين (حوالي 42 ألف مصري و3 آلاف عربي مقابل 5 آلاف إسرائيلي) .. تطوّعت "هدى" من تلقاء نفسها وبادرت بالإجابة عن هذا السؤال البديهي فقالت أن دادي الديمقراطي (ربنا يرحمه ويبَشْبِش الطوبة اللي تحت راسه) لم يستطِع أن يحتاط للأمر أو يغيّر شيْئاً من ذلك الوضع المخيف (على حد تعبيره) الذي تقبع فيه "مصر"  لأن أوامره وتعليماته لم تكن محل التنفيذ ولم يكن يجرؤ - من فرط رِقّته وخجله وحيائه الجَم - على النظر في عيون مرؤوسيه ناهيك عن إلزامهم باتباع توْجيهاته أو الاهتمام بما يقوله أصلاً .. فقد كان الغلبان - حيا الله - رئيساً للجمهورية العربية المتحدة وقائداً أعلى للقوّات المسلّحة ورئيساً لمجلس الوزراء ورئيساً لمجلس قيادة الثوْرة ورئيساً للاتحاد الاشتراكي العربي ورئيساً لمنظمة الوحدة الأفريقيّة وأميناً عامّاً لحركة عدم الانحياز وبَس (كان ناقص يمسك بوفيه قصر القبّة) .. وبناءً على تلك المناصب القليلة غير الهامّة فلم تكُن معارف زعيم الأُمّة كثيرة بل كانوا قليلين يُعَدّون على أصابع اليد الواحدة وكان أهم واحد في معارفه القُمباشا "مطاوع مهاود الدلدول" المسؤول عن شؤون الجراية في قسم التعيينات بالوِحدة (أ.ح.ا) بالجيش الثاني الميداني الذي لم يكن في موقعٍ يؤهّله لاتخاذ أي قرار لأنه ببساطة "دلدول".

كما أضافت السيّدة "هدى عبد الناصر" أن والدها القائد العسكري المُحنّك الفِتِك كان قد تيقّن من هزيمة "مصر" منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي، فأصدر أوامره للقوّات المصريّة بالإنسحاب بسرعة وبوضع ديلها ف سنانها والفرار من أمام وجه العدو والرمح بمنتهى السربعة في صحراء "سيناء" الواسعة، ولكن جلالته نسى - وجلَّ مَن لا يسهو - أن يضع خطّةً للإنسحاب أو تصميماً للقهقرة أو حتى مُخطّطاً للكسكسة (على حد تعبير إخوتنا الفلّاحين) ممّا أدّى إلى مُضاعفة خسائر الأفراد والمُعِدّات على طول الجبهة. 

 وللحق فإنني أوافق السيّدة "هدى" على كل ما قالته فوالدها غير مسؤول بتاتاً البَتّة عن هزيمة 67 أو عن أي بلاوي أخرى حدثت في عهده الميْمون فمن المستحيل على "ناصر" أو غيره من عباد الله الضعفاء تغيير القَدَر الواقع لا محالة، فالمكتوب ع الجبين لازم تشوفه العين، والمكتوب ما مِنّوش هروب، وتروح فين يا قفا الفلّاح من شمس الأَيّالة، واجري يا ريّس جري الوحوش غير نكستك لن تحوش، وضِل ريّس ولا ضِل حيطة، وساعة القدر يعمى البصر، والحذر لا يمنع القدر، والجزر يقوّي النظر ..... ولا عزاء للشهداء. 

حاشية:

لم يُحاكَم "عبد الناصر" أبداً بسبب مسؤوليّته – فقط – عن نكسة يونيو بل ظل حاكماً متربّعاً على عرش "مصر" وعلى قلوب غالبيّة شعبها واستمر على نفس النهج بل زاد عليه إلى أن توفّاه الله فبكاه ملايين المصريّين العاطفيّين .. وإلى الآن تقام الأحزاب على مبدأه وتذاع البرامج والندوات لسيرته وتُعقد المآتم في رثائه ويسبّح الكثيرون بأفضاله ..... وعند الله تجتمع الخصوم .. "اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُون" .. "فاليَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً ولا تُجْزَوْنَ إلّا ما كُنْتُم تَعْمَلون".

google-playkhamsatmostaqltradent