أحيه يا عماد
رغم فشلها في أوّل تجربة لها للهبوط على سطح
القمر وتحطّم مركبتها الفضائية إلا أن "إسرائيل" قد اكتسبت سمعةً علميةً
هائلة لنجاحها في تدريب الكوادر واستخدام أحدث التكنولوجيا في عالم الفضاء بعد أن
اقتحمت هذا المجال وأصبحت نِداً للدول العظمى .. وفي الوقت نفسه ما زالت الشعوب
العربية غارقة في مشاكلها المزمنة ومستمرة في البحث عن بديهيّات الحياة الطبيعيّة
كلُقمة العيش والحريّة والعدالة الزِفت الاجتماعيّة .. والفضل يرجع طبعاً للحكّام
العرب الذين نهبوا خيرات بلادهم وسخّروها في سبيل استمرارهم أطول فترات ممكنة تحت
حكمهم الجائر ولم يتفقوا إلّا على الاختلاف ولا يتّحدوا سوى في الفُرْقة ولن يتعاونوا
على شيءٍ غير إفقار شعوبهم وإتعاس محكوميهم.
ولكن أعود فأقول أن الله لا يغيّر ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم .. وأن هؤلاء الحكّام هم مِنّا ونحن منهم وهم النِتاج الحقيقي لطباعنا القميئة وتكاسلنا الشديد وفسادنا المطبق .. إذ أننا لا نتفوّق إلّا في التوافه من الأمور ولا نمتاز سوى في الأغاني الحنجوريّة ولن نبرع في شيء غير الرقص والحنجلة وقِلّة القيمة .. ومن أعمالكم سُلِّط عليكم .. وربنا بيسلّط أبدان على أبدان.