الفوارق الملموسة بين التأريخ والبطيخ | أحمر وع السكّين يا تاريخ
"مأجورون وعملاء" .. كدهو خبط لزق
.. بالذمّة فيه واحد بني آدم محترم مسمّي نفسه "مؤرّخ" يقول الكلام
الواطي ده؟ .. المؤرخ يا أستاذ يا جامعي هو العالِم الذي يدرس ويدوّن عن التاريخ
ويُعتبر مرجعًا في هذا العلم حيث يهتم بالسرد المنهجي المتتالي والبحث في الأحداث
الماضية وعلاقتها بالجنس البشري على أن يكون محايدًا بعيدًا عن النزاعات السياسية
والفكرية والعقائدية فهو قاضٍ يقف خارج الحدث بمسافة زمنية تقيه من مغبة التحيّز
إلى أيٍّ من أطراف الحدث وعليه أن يترجل عن منصة القضاء إن وجد نفسه (أو وجده
الناس) متحيزًا غير مُنزّهٍ في متابعة القضية المطروحة أمامه .. وعلى خلاف ما
أُبيح للشاهد فإن القاضي أو المؤرّخ هنا هو باحث عن الحقيقة عليه أن يطالَب
بالحيدة والنزاهة والصدق وإلى غير ذلك .. ومن صفات المؤرّخ الحميدة إنه يستقصي
شهادات الشهود أصحاب الروايات المعروضة أمامه فيقارن بينها ويتأمّل جزئياتها
ببرودة أعصاب ليتوصّل إلى الحقيقة فلا يختلف عمله هنا عن عمل القاضي إلا بفارقٍ
واحد وهو أنه يتعامل مع شهادات مات أصحابها فلم يعد ممكنًا مراجعتهم فيما شهدوا به
ولكنه مع ذلك قادراً على أن يتفحصها فيتعرّف على ما هو صحيح أو أقرب إلى الصحة
منها أو نبذها أحيانًا إن اتبع في ذلك قواعد علم التاريخ أو ما سُمِّي منهج البحث
التاريخي.
طبعاً أي واحد بيحب السيسي ح يقول على معارضيه "مأجورون وعملاء" وأي واحد بيحب محمد مرسي ح يقول على معارضيه "مأجورون وعملاء" وكذلك معارضي مبارك والسادات ونجيب والملك فاروق والحاكم بأمر الله وقراقوش وصلاح الدين وعمرو بن العاص وتحتمس وأحمس والملك مينا .. يعني كل المصريين من قديم الأزل "عملاء ومأجورون" .. اللي بتقوله سيادتك يا أستاذ عاصم مش تأريخ .. ولا بطيخ .. ولا طبيخ .. ولا حتى بطاريخ .. ده ردح وشرشحة وتلطيش وتلطيخ.