خبر
أخبار ملهلبة

ما بين الطعن في المؤخرة وبتر الأصابع | ماضي "ليبيا" يهدّد مستقبلها


 

كلمة ونص

 ثورات "لف وارجع تاني"

 

 

بعد أن قطع ثوّار "ليبيا" ثلاثةً من أصابعه لم يتعظ "سيف الإسلام" ابن الديكتاتور الليبي السابق "معمّر القذافي" (الذي قتله أحد الثوّار بطعنةٍ نافذةٍ في مؤخرته) وعاد للظهور مرّة أخرى على الساحة السياسيّة بعد أن غاب عنها طوال العشر سنوات الماضية .. وقال في حوارٍ لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكيّة: أعتقد أن الحركة التي أقودها (أسماها الحركة الخضراء) بإمكانها أن تعيد للبلاد وحدتها المفقودة وذلك تحت شعار "السياسيّون لم يقدّموا لكم شيئاً سوى المعاناة وحان وقت العودة إلى الماضي" .. وأضاف: لقد اغتصبوا بلادنا وأذلّوها وليس لدينا مالٌ ولا أمنٌ ولا حياة فإذا ذهبتَ إلى محطة الوقود فلن تجد وقوداً رغم أننا نحن الذين نصدّر النفط والغاز إلى "إيطاليا" ونُضيء نصفها ولكننا نعاني من انقطاع الكهرباء .. إن ما يحدث مهزلةٌ تتخطّى حدود الفشل.

وقد أثار ظهوره الجدل بين القبائل الليبيّة ما بين معارضٍ يؤمن بأهداف الثوْرة وما زال يأمل فيها وبين مؤيّدٍ كفر بها ويأس منها .. فهل يترشح "سيف الإسلام القذافي" لرئاسة "ليبيا" لينطبق على ثورة "ليبيا" اللقب الذي أُطلق على باقي الثورات العربية: "ثورات المارشدير"؟

ليس بعيداً أن يترشّح وليس غريباً أن ينجح ليعتلي عرش أبيه الضائع .. فنحن العرب نرى مثل هؤلاء الأقزام عمالقةً كباراً طالما نحن ساجدون أمامهم .. ونظن أنه من العيب والوقاحة أن يتمرد العبد على سيّده طالما يطعمه ويسمح له بمجرد العيش في سلامٍ واستقرار دون تنكيلٍ وإهانة .. ونشتاق إلى الماضي التليد مهما كان قبحه .. فلسنا أهلاً للجهاد والتضحية والمعافرة ومعاقرة الصعب من أجل الحرية وتحمّل المسؤولية.

وكما قال السينمائي التشيلي المولد والأوكراني الأصل "أليخاندرو جودوروفسكي برولانسكي": "الطيور التي تولد في الأقفاص تظن أن الطيران جريمة".

google-playkhamsatmostaqltradent