بين أعراض الاستنجلّينا والهوبالالا
أستاذ دكتور بجامعة الأزهر كان يلقي محاضرة
عن كيفية تأثير الأخلاق المعاصرة على العقيدة والأعراف، ولإبراز مغزى المحاضرة
عمليّاً سأل الأستاذ تلاميذه:
"مَن منكم على استعداد لخلع بنطلونه
والتخلي عن مبادئ دينه وتقاليد مجتمعه في مقابل أن ينجح في هذه المادة بدرجة امتياز؟"
.. وفوجئ الأستاذ بعددٍ غير قليلٍ يصعد على منصّة إلقاء المحاضرات ويخلع بنطلونه
طمعاً في النجاح .. واكتملت فصول تلك المسرحية الهزليّة بعد أن صوّرها بعض الطلبة
بهواتفهم ونشروها على مواقع التواصل فتحوّل الأستاذ "الفاضل" ذو العقل
"المفضول" إلى إنسانٍ "مفضوحٍ" صاحب فعلٍ "فاضح" ثم
(بعد قرار مجلس الجامعة) إلى شخصٍ "مفصول" ذي مخٍ "فاصل".
ماذا جرى لنا؟ .. أصبحت أشعر أننا جميعاً "فصلنا" ولم نعد نتصرّف بأي عقلٍ أو منطق من فرط ما مر علينا من أحداثٍ جسام لم نكن نتخيّل حدوثها من قبل .. لقد أصبح الشطط واللا معقول هو السائد بيننا الآن .. لقد قابلت في حياتي (بحكم عملي) العديد والعديد ممَن فقدوا عقلهم وأصبحوا في عداد المجانين بعد أن كان يشار لهم بالبنان لرجاحة عقلهم وحكمتهم البالغة .. من كثرة ضغوط الحياة وتقلّبات الظروف وقسوة المواجهات وكثرة غش وخداع البشر أصبحت أخاف أن أفقد عقلي أنا أيضاً وأتحوّل للحماقة والرعونة والنزق كهذا المُربي الذي كان محترماً يوماً ما .. ربنا يستر وما تشوفونيش في يوم من الأيّام وانا قالع ملط باجري ورا عربيّة الرش وأنا أغني صادحاً: "وآدي رقصة المجنونة يا با يا با ع اللمونة"!!!!!