صورة واحد دجّال (1)
الإثنيْن:
اسمحوا لي أعرَّفكم
بنفسي: أنا "مُسيْلَمة البُهتاني" الموْلود في قرية "أبو
منجوج" بمركز "شُبراخيت" بمُحافظة "البحيرة"، أدخلني
والدي المعهد الديني الابتدائي الأزهري بقرية "فرنوي" القريبة حيث خرجتُ
نهائيّاً من التعليم وانا ف سنة تالتة لفشلي الذريع في الدراسة حتى أنني لم أحفظ
غير سورة "الفاتحة" وأوّل آيةٍ فقط من سورة "الإخلاص"، أصل
انا بصراحة مش بتاع علام، كان نِفسي من صُغري اطلع حاوي خصوصاً بعد أن انبهرتُ
بلعبة الثلاث ورقات والبيضة والحجر والطرطور وباقي ألعاب خِفّة اليد التي استمتعتُ
بمشاهدتها من الساحر "تيْمور المغناطيس" خلال مولِد "أبو حَصيرة"
بقرية "دمتيوه" بمركز "كوم حماده" بـ"البحيرة".
وبعد خيبتي القويّة
ف المدرسة ألحقني أبي بعِدّة أعمالٍ علَّني أفلح فيها، فعملتُ صبيّاً عند الأسطى
"حمزة رادياتير" الميكانيكي والمعلِّم "حمّو سيكا" القُرداتي
والحاجّة "موزة الدوش" صاحبة محل الجزّارة بالقرية، ولكنني لم أستمر في
أيٍّ من هذه الأعمال أكثر من شهريْن، وأخيراً استقر بي المقام عند الشيخ
"أبانوخ" مُحضِّر الأرواح والمُتخصِّص في الأعمال السُفليّة والسِحر
بجميع أنواعه (الأبيض والأحمر والأسود)، وقد تدرَّجتُ في عملي عند الشيخ ابتداءً –
وأنا صبيٌ صغير – من تنظيف المكان وشراء البخور وقص أوراق الأعمال السُفليّة وتخييط
الأحجبة والتمائِم وقضاء باقي حوائج الشيخ الشخصيّة وانتهاءً – وأنا شابٌّ يافع –
بتنظيم عمليّة إدخال الزبائن واستلام طلبات الأسياد والقيام بأعمال الزار
والحَضْرة وتحضير أدوات السِحر المشروب والمرشوش والمدفون وخلافه.
وبعد أن قضيْتُ أكثر
من 17 عاماً عند الشيْخ "أبانوخ" صِرتُ ذراعه الأيْمن القوي وكاتم
أسراره الأمين، ولكني بعد أن شربتُ المِهنة وعرفتُ دهاليزها وأتقنتُ أُصولها قرَّرتُ
أن أخرُجَ من عباءة الشيْخ وأستقِلَّ بعملي الخاص وأبني مُستقبلي على أُسُسٍ
جديدةٍ خصوصاً بعد أن تأثَّرتْ المِهنة بالكثير من المُستجدّات التي طرأت على
عصرنا الحديث وصارت الأساليب القديمة غير ذات جدوى، يعني بالبلدي كده نويت أجاري
الجوْ الجديد وأوسَّع اختصاصات الشُغلانة حتى لا أحصر نفسي في تحضير الأرواح
وقراءة الطالِع وعمل شويّة أحجبة وعرايس وأعمال وعكوسات وكلام فارغ من ده،
واتَّجهت لممارسة تلك الأعمال القديمة بجانب استحداث الأعمال الجديدة: مثل الرُقية
الشرعيّة والعلاج بالقرآن والمُعالَجة الروْحانيّة وتسخير الجِن والخط الساخن لحل
المشاكل والعكوسات بالتليفون وأعمال السِحر أون لاين عن طريق الإنترنِت .. إلخ
إلخ.
وبدأتُ أولى خطواتي
في هذا الطريق عندما سافرتُ "المغرب" لأتتلمذ على يد الشيخ "سيدي
دجيل المغربي" الذي يُدير بنفسه مركزاً عالمياً لتعليم الدجل والشعوذة أمام
مسجد "سيدي موسى" بمدينة "سلا" الساحليّة، وعكفتُ هُناك أكثر
من عشرة شهورٍ تشرّبتُ فيها أسراراً دفينةً وأساليبَ عصريّةً حتى أُصبِحَ جديراً
بأن أكون الشيْخ "مُسيْلمة البُهتاني" العالِم الفلكي والمُعالِج الروْحاني
والفقيه الإسلامي.
الثُلاثاء:
بعد أسبوعٍ من
عوْدتي لـ"مصر" تعاقدتُ مع شركة "السراب" للدعاية والإعلان
لتدشين حملاتٍ إعلانيّةٍ وإعلاميّةٍ واسعةٍ لتسويق عملي وتلميعي في جميع مواقع
التواصُل والقنوات الفضائيّة اللي تحت السِلِّم.
السبت:
جاءني مدير شركة
الدعاية وعرض عليَّ سكريبت الحملة (يعني سيناريو أو مُخطَّط الحملة) الذي وافقتُ
عليه على الفوْر لجوْدته وحبكته في تقديمي للناس واستعراض خدماتي لهم بكل التفاصيل
والمُميّزات في وقتٍ قياسيٍ قصيرٍ لا يزيد عن 35 دقيقة فقط، وكان مُلخَّص هذا
السكريبت هو:
||||| تظهر في
الكادر سيّدةٌ مُحجَّبةٌ تُلطم صارخةً:
-
يا لهوي .. جوزي طلّقني واتجوِّز عليَّ واحدة تانية .. قولي لي أعمل إيه يا
"ام ندى"؟
وهُنا تبتعد الكاميرا
زووم آوِت عن السيّدة المُحجَّبة لتدخُل في الكادر سيّدةٌ أُخرى بشوشةٌ ترتدي
خِماراً وتُربِّت بيدها على كتف السيّدة الأولى وهي تنصحها قائلةً بهدوء:
-
ولا يهمِّك يا "رُقيّة" .. أنا عندي الحل.
-
أبوس إيدِك يا ختي الحقيني بيه.
-
الشيخ "مسيْلمة البُهتاني" هوَّ اللي ح يلحقِك .. ح يرجَّع لِك
جوزِك زاحف على أيديه ورجليه .. وح يخلّيه يشوف مراته التانية قِرد مسلسِل لغاية
ما يرمي لها ورقة الطلاق.
-
معقولة!! .. إزّاي؟!
وهنا تتوقّف الصورة
كلوز إن على "رُقيّة" وهي تفتح فمها عن آخره تعبيراً عن اندهاشها
ولهفتها، حينئذٍ يأتي صوْتٌ رجاليٌ رخيمٌ فخيمٌ عميقٌ يقول في لُغةٍ عربيّةٍ فُصحى
(مع عرض صورٍ لسيّداتٍ يبكين وعفاريت تظهر وأشباحٍ تطير وأدخنة بخورٍ تتطاير مع
بعض صورٍ أُخرى لمصاحفَ مفتوحة وشيوخٍ تدعو ومساجدَ بها رجالٌ راكعون ساجدون ..
إلخ):
-
الشيْخ "مُسيْلمة البُهتاني" يُبشِّر "أم رُقيّة" وكل
من يقع بمُشكلةٍ عويصةٍ بحلّها بإذن الله تعالى .. الشيْخ "مُسيْلمة"
يرُد المُطلَّقة مرفوعة الرأس في سُرعة البرق ويُعالِج الفُراق بين الزوْجيْن
ويفُك المربوط والمنحوس ويُبطِل العكوسات والتعطيلات .. الشيْخ "مُسيْلمة"
يُتقِن الرُقية الشرعيّة الصحيحة على الكِتاب والسُنّة والتحصين ضد الأزمات ..
وأيضاً علاج المَس والعيْن والحَسَد وجلب الحبيب وزيادة الرِزق وفك جميع الأعمال
السُفليّة المُستعصية بمشيئة الله وعلاج جميع أنواع السِحر .. بسم الله الرحمن
الرحيم: "فلمّا ألقوا سحروا أعيُنَ الناسِ واسترهبوهُم وجاءوا بسِحرٍ
عَظيم" صدق الله العظيم .. الشيْخ "مسيْلمة" يُعالِج روْحانيّاً من
الأمراض الحادّة والمُزمِنة سواء كانت جِسميّةً أو نفسيّةً في جلسةٍ واحدة .. كما
يقوم الشيْخ "مُسيْلمة" بالتعامُل مع الجِن وتسخيره بإذن الله تعالى
لتنفيذ جميع الأوامر ولتحرير القرين الملبوس .. بسم الله الرحمن الرحيم:
"وأنّه كانَ رِجالٌ من الإنسِ يعوذونَ برِجالٍ من الجِنِّ فزادوهُم
رَهَقا" صدق الله العظيم .. ولا تنسوا أن الشيْخ "مُسيْلمة"
متخصِّصٌ أيضاً في قراءة الطالع والتنبّؤ بالمستقبل وتوقُّعات الأبراج الفلكيّة
وحساب النجوم .. إن كُنتم تبحثون عن المِصداقيّة والعلاج الصحيح وتجنُّب الدجّالين
والنصّابين الذين يجهلون طُرُق العلاج الصحيحة ويعتمدون على البِدَع والخُرافات فعليكم
الاتصال بالشيْخ "مُسيْلمة البُهتاني" على موبايل رقم: زيرو صفرين دبل
أوو أربع أصفار زيرو أو التواصُل معه على الواتساب والإنستاجرام في أي وقت .. ولا
تنسى أن تُطالب بهديّتك بعد كل اتصال: حجابٌ مجّانيٌّ مكتوبٌ باللُغة السومريّة
ليحفظك من الشياطين والعوارض.
وهُنا تعود الكاميرا
لـ"أُم رُقيّة" و"أُم ندى" وهما تواجهان الكاميرا وتضحكان
رافعتيْن أبهامهما الأيْمن وتقولان:
-
مع الشيْخ "مُسيْلمة البُهتاني" أنتم في أمان مع شعار: الوَحا
الوَحا العَجَل العَجَل الساعة الساعة.|||||
إعلان عظيم جداً .. ربّنا يطرح فيه البَرَكة ويجعله سبباً في كل خير إن شاء الله.