خبر
أخبار ملهلبة

صورة واحد حرامي (3) | صور مشقلبة | د. أحمد صادق


خبر عن إلقاء القبض على شركات سياحة تنصب على الحجاج والمعتمرين

صورة واحد حرامي (3)

 

 

وبعد أن أنهى مُهمِّته في رشوة الموظَّف توجَّه المُهندِس للجزار صاحب تلك العمارة الجديدة ليأخُذ منه مبلغاً كبيراً تحت حساب تكاليف إنشاء العمارة رغم أن المُهندِس لن يُنفِق كُل هذا المبلغ لأنه يُوفِّر في نِسبة خَلْط الرِمال بالأسمَنت الناقص توافُره ويتلاعب كذلك في سُمْك وقُطْر الحديد المُرتفع سِعره.

ووصّى الجزّار المُهندِس – وهو يُعطيه المبلغ – بالعناية في إنشاء العمارة والانتهاء منها سريعاً، وكان أثناء هذه التوْصية – التي ذهبت سُدىً بالطبع – يُزيد بعضاً من الُدهن والشَغَت إلى ما يزنه من لحمٍ لجاره في الحي: كهربائي السيّارات الأُسطى "عبدُه كتاوِت"، ولم يفُت الجزّار قبل ذلك أيْضاً – أن يضع على الميزان لفّتيْن من ورق الكرتون السميك الثقيل ليلُف به ذلك اللحم المُختلِط.

الأربعاء:

في حانوته الصغير كانَ الأُسطى "عبدُه كتاوِت" يشرح للدكتور "فؤاد العَظْمة" ما أصلحه في عربته من تغييرٍ للأسلاك ولفٍّ للدينامو وضَبْطٍ للبطّاريّة واستِبدالٍ للبوجيهات وخلافه ممّا يجعل ما يطلبه من أجر زهيداً بالنسبة لكل هذا المجهود رغم أنه لم يفعل في الواقع غير تغيير فيوزٍ فقط.

واضْطُر الطَبيب لدَفع المطلوب دون إضاعةٍ لوقته الثَمين حيْثُ كانَ على مَوْعِدٍ لإجراء عمليّةٍ جِراحيَّةٍ لأحد الشيوخ المشهورين نَظير مبْلَغٍ خَياليٍ لا يستَحِقّه، ولِـمَ لا وهوَ يعلم أن الشيْخ "أبو العُرّيف" يتقاضى أجْره بالدولار من القنوَات الفَضائيَّة.

وقبل أن يتوجَّه للمُستشفى كان الشيخ "أبو العُرّيف" قد أدلى لتوِّه في إحدى القنوات بفتوى تُبيح القروض الربويّة من البنك الدوْلي للحكومة ناكِصاً ومُجهِضاً بذلك فتواه السابقة التي لم تعِش سِوى شهرٍ واحد، وكان سبب تغيير رأيه هو ما أمره به "طالح الوَزير" – وهو أحد الوزراء السياسيّين الكِبار – بعد أن لَفَتَ نظره لأهميّة هذا القرض للبلاد من أجل زيادة فُرَص العمل للشباب وأيضاً زيادة رصيد الشيْخ شخصيّاً في البنك الوَطني.

الأحد:

اجتمع السيّد "طالح الوزير" – الذي كان أيضاً رئيساً لمجلس إدارة أحد النوادي الكُبرى – بأحد اللاعِبين القَدامى – وهو نجم الكُرة "محمّد أبو طريشة" – لتدريب النادي رغم أن هذا اللاعب لم يحصُل على أي دوراتٍ تدريبيّةٍ تُؤهِّله لتولّي تدريب أي نادٍ فهو يعتبر التدريب مَهِمَّةً سهلةً لا تحتاج إلّا إلى القليل من المهارة والشطارة وكثيرٍ من العلاقات العامّة واللِسان اللَبِق، وهَدَفَ الوزير من وراء تعيين هذا اللاعب المُعتَزِل إلى أَلّا يُعارِضه أَي مُدَرِّبٍ آخَر في صَفَقات اللاعبين المغمورين الذين يشتريهم النادي بأسعارٍ باهِظةٍ نَظيرَ سَمْسَرةٍ وعُمولاتٍ هائِلةٍ للسَيِّد الوَزير مُدير النادي.

وكانت أُولى طلبات المُدَرِّب الجَديد هى سَفَر الفريقِ لإقامة مُعَسْكَرٍ تدريبيٍّ في "أُوروبا" استِعداداً للموسِم الجَديد، كما طَلَبَ أن يكون هو المُشْرِف على جميع جوانِب هذا المُعَسْكَر؛ وبالذات السَفَر والإقامة.

الأربعاء:

تَسَلَّم "أبو طريشة" حَقيبةً بها ببعض الآلاف من الجُنيْهات كرِشوةٍ من مدير وصاحب شركةٍ سياحيّةٍ كبيرة مُقابل أن تُسنَد للشركة مهمّة تنظيم وسفر وإقامة فريقه الكروي الكبير بما لها من مكسَبٍ عظيم.

وبعد انصراف المُدرِّب دخلت سكرتيرة صاحب الشركة واستأذنته في إدخال شيْخٍ ذي لِحيةٍ بيْضاءٍ جاء من أجل تنظيم رحلة عُمْرةٍ لمجموعةٍ كبيرةٍ من الناس الذين فوّضوه – بصفته شيْخهم الموْثوق فيه – لمُقابلة صاحب الشركة للتفاوض والاتفاق معه في هذا الخصوص، وفَرِحَ صاحب الشركة كثيراً بعد أن فكَّر في المال الذي سيكسبه من وراء هؤلاء المُعتمِرين حين يدفعون له أضعاف ما يستحق بدون وجه حَق نظير التأشيرة والسفر والإقامة والانتقالات التي ستتولّاها شركته، وقبل أن يسمح صاحب الشركة لسكرتيرته بمُقابلة الشيْخ سألها عن اسمه فأجابته:

-       الكارت بتاعه أهُه .. اسمه الحاج "حرامي السلّاب".

google-playkhamsatmostaqltradent