صورة واحد إعلامي (2)
-
ما فيش حاجة كتيرة
عليك ولا حاجة بعيد عن ربّنا طبعاً .. بس ازّاي؟! .. اسمح لي يعني .. بصراحة ..
أصلك .....
-
قول ما تخافش مش ح
ازعل منك .. ما لي بقى؟
-
أصل انت ما عندكش أي
حاجة من مواصفات الإعلاميّين .. خصوصاً اللي بيقدِّموا برامج سياسيّة.
-
ليه يا خويا؟!!! ..
أوّلاً: أنا فاضي كل يوم وما وراييش أي حاجة 30 ساعة في الـ 24 ساعة يعني مُمكِن
أبقى مقطوع للإعلام .. ثانياً: عندي قُدرة هائلة على الرغي المتواصل رغم إني اتأخّرت
ف الكلام لحد ما بقى عندي سبع سنين وبعدين اتعالجت لمّا ودّوني لواحد بربري وتَف
في بُقّي فانحلِّت عُقدة لِساني وبقيت أبلبِل بالكلام فَشَر البرابرة يعني مُمكِن
أحشي أو أعبّي أربع أو خمس ساعات متواصلة ع الهواء مُباشرةً بدون فواصل إعلانيّة ..
ثالثاً: دايماً حاطِط خاصيّة التفكير عندي على وضع Off علشان
أريَّح نفسي م المشاكل لإني لمّا بافكَّر بعقلي بأذي نفسي وغيري وباقُع في مشاكل كتيرة
.. ده انا حتى متهيّأ لي إني لو اتعملِت أشعة مقطعيّة على مُخّي ح تظهر بقايا من
خلاياه مُرتَّبة ترتيباً دقيقاً على هيْئة شعار "أديداس".
-
هههههه.
-
ورابعاً: ربّنا وهبني
ذاكرة ببغائيّة شنيعة مُريعة فظيعة واقدر أردِّد كُل اللي يتملّى عليَّ مئات
المرات من غير كلل أو ملل .. تأسيساً على القاعدة الذهبيّة للإعلام المصري:
"الزن ع الوِدان أمر م السحر" .. خامساً: لساني طوله خمسة وأربعين بوصة
مع إمكانية سنّه بأي حجر تجليخ عادي وإطلاقه على أي شخص يسيّبوني عليه من غير
تمييز .. سادساً: عندي إمكانية التحوّل السريع بين الوَشوَشة والصراخ والزعيق
والسرسعة أو العكس ف أقل من تسعة أعشار الفيمتوثانية مع استخدام أقل لوقود
النسكافيه المُسال في ماجّات .. سابعاً: مُلحق بقفايا زِر 3 مراحل خاص بالتحكُّم ف
سرعة الأكاذيب والتلفيقات .. ثامناً: على استعداد تام للتناقُض مع نفسي ف كل
المواقِف .. فأنا مثلاً اقدر أأمُر الناس بالزُهد والفطار ف شهر رمضان على تمرة
وشَربة ميّه وبعدها على طول أوْصِف لهم سحوري المكوّن من فخذة ضاني مُحاطة بما
تيسَّر من الكَبسة وقطع البطاطس داخل صينيّة لا يقل نُص قُطرها عن ستين سنتي .. واقدر
كمان أردح واشرشح لأي أمير عربي وبعدين أجري عليه لعمل لقاء تليفزيوني شاكراً له
حُسن ضيافته وروْعة هداياه .. ثامناً: أتمتّع بكفّين ضخمين ليهم القُدرة على التصقيف
بمُعدَّل عالمي يصل لثمانية وثمانين فصلة تلاتة صقفة بالدقيقة زي ما هو مُسجَّل
بموْسوعة "جينيس" الخاصّة بالأرقام القياسيّة للثدييّات ده غير إن
شفايفي كبيرة واقدر أطرقع بيها على إيد أي مسؤول أو وزير لمّا اقابله .. عاشراً: الحمد
لله ربّنا رزقني بقدر كبير من البرود وخلّى جلدي طخين وبالتالي ما باتأثَّرش بأي
نقد أو سَب أو حتى بَلْغَم يوْصلني م المشاهِدين فافضل قاعِد على مراوح قلبهم بكل
أريحيّة رغم إني مُتأكِّد أنهم مش بيطيقوا لي زفرة .. إحنا وصلنا لكام؟
-
ههههههه .. مش فاكِر
.. كمِّل.
-
وبعدين كمان أنا
باطبِّل حِلو قوي لدرجة إني مُمكِن آخُد جائزة الطبلة الذهبية في ضبط الإيقاع من
معهد "الكونسرفتوار" وآخُد كمان المركز الأول ف مهرجان الدفوف المُستطرَقة
من جامعة "الدفرسوار" راخر .. وكمان شهيّتي مفتوحة دايماً لمّا باكُل
على كل الموائد .. وأخيراً: مقاس ذِمّتي 46 ومُمكِن أوصلّها 48 أو أوول سايز مع
استعمال شويّة قُطن للحشو .. ها .. كُل ده وما اقدرش اكون إعلامي؟!!! .. ده انا
ياراجل اشتريت موبايل "سامسونج" مخصوص علشان لمّا اقدِّم برنامج سياسي
استقبل عليه الأوامر والرسايل م المُخابرات اللي بتوجِّه الإعلام.
-
بصراحة أقنعتني أنا
شخصيّاً .. بس انا اقدر اعمل لك إيه؟ .. أنا حيال الله فنّي صوت .. يعني ما ليش
قرار ف القناة.
-
يا عم انت الخيط
والبكرة .. قصدي الخير والبركة .. عرّفني بس على حَد كبير عندكم وسيب لي الباقي ..
حُطّني بَس على أوّل الطريق وانا مش ح انسى لك الجميل ده أبداً .. وبعدين ده حقّي
الدستوري كمواطن مصري لايفقه شيء عن الإعلام إني أتولّى تقديم برنامج يوْمي في أي
قناة أرضيّة أو فضائيّة أو حتى برمائيّة .. يعني زيّي زي باقي الإعلاميّين اللي
عندنا ده الوقت اللي بياخدوا ملايين الجنيهات .. إيش معنى انا يعني؟ .. ده انا
حتّى مش راجل مادّي على الإطلاق وعلى استعداد اعمِل شُغل زي الفُل وآخُد مائة ألف
جنيه بَس في كل حلقة .. ومُمكِن كمان أخفّض الراتب اليوْمي ده لخُمسميت جنيه .. ولوُ
صاحب القناة شايفهم كتير وضغط عليَّ فما فيش مانع آخُد ميتين جنيه وتبقى اتعشِّت
.. إنما بقى لو زوِّد الضغط أكتر فمُمكِن أقبل إنه يطبَّق لي ورقة بخمسيناية ف
إيدي أو جيبي أو حتى ف صدري بعد كل حلقة .. ها؟ .. قُلت إيه؟
-
طب بُص .. أنا بُكره
الساعة سِتّة المغرِب عندي تصوير مع الاُستاذ "مُباشِر الهوا" كبير
المُخرجين ف القناة وحبيب صاحب القناة الروح بالروح .. مُمكِن أعرّفك عليه بعد
البرنامج ما يخلص وانت وشطارتك بقى.
-
ماشي .. ح اجي لك
الاستوديو م النِجمة .. بَس انت ادّي لبتوع الأمن خبر علشان يرضوا يدخّلوني.
-
خلاص اتَّفقنا ..
أتِّكِل انا على الله بقى عشان اشوف اللي ورايا.
-
مع السلامة يا
"هرتز" يا حبيبي .. صحيح نِعمَ الصديق والأخ.