السادة القادة السيكوباتيّون في مؤتمرات الشباب
طبعاً كانت فقرة ظريفة ولطيفة وخفيفة في
مؤتمر الشباب الكيوت وكان الغرض منها إنهم يوصّلوا للشعب إن الريّس راجل سبور
ومودرن وديمقراطي وصدره رحب من المقاس الكبير (تريبل إكس لارج) الذي يتسع لسماع
انتقادات الشعب دون أن يضيق بها ذرعاً أو يضجر منها أو يتأفف تجاهها أو يعترض عليها
دليلاً على أزهى عصور الديمقراطية والحرية التي يعيشها الشعب المصري المحظوظ ابن
المحظوظة.
ولكن للحق فقد فهمها الكثيرون منّا على العكس تماماً: فالرئيس ورجالاته يعرفون تمام المعرفة أن الشعب المصري استمرأ واحترف اللجوء - من قديم الأزل - إلى طريق السخرية والتنكيت أمام كل المشاكل والمعضلات التي تواجهه لأن هذا الطريق هو الطريق الوحيد الآمن (أحياناً) للتعبير عن اعتراضه على قرارات مسؤولي الدولة ورفضه لها وسخطه عليها حيث كل الطرق الأخرى مسدودة ومحفوفة بمخاطر الاعتقال والتنكيل والمطاردة .. وعليه فقد كان يجب على الرئيس ألّا يضحك على معاناة الناس وألّا يسخر من سخريتهم التي تمثّل عذابهم ومكابدتهم ومشقّتهم في حياتهم اليوميّة خصوصاً أنه وحكومته مسؤولون عن ذلك بسبب فشل سياساتهم الاقتصادية .. وكان يجب عليه أن يحزن لا يضحك وأن يأسف لا يسخر وأن يواسي الناس المطحونين وأن يعدهم (ولو كذباً كالعادة) بالعمل على النظر في الحلول التي تنهي شكواهم وتخفّف عنهم هوانهم ومذلّتهم .. للأسف كانت فقرة مبتذلة وثقيلة الظل أظهرت أن المسؤولين في الدولة لا يعبأون بمشاعر الناس وأنهم من أصحاب الجلد السميك الذين لا يتحسسون لواعج شعبهم وآلامه لأنهم يعيشون في وادٍ ظليلٍ ذو جنّات غير ذاك الوادي المقفر ذو الأشواك الذي يعيش فيه الشعب .. وأن أغلبهم مصاب بالسيكوباتيّة (Psychopathy)وهي مرض نفسي يتميّز بالسطحيّة وانعدام الشعور بالكسوف أو الخجل والسلوك المعادى للمجتمع والفقر العام فى الانفعالات والبعد عن العلاقات الشخصيّة وعدم التعاطف مع الغير والهروب من المسؤوليّة.
لقد ودّعنا مرحلة "خلّيهم يتسلّوا" المباركيّة و"خلّيهم يتشلّوا" المُرسيّة ودخلنا - بحمد الله - عصر "خلّيهم يتفقعوا" السيساويّة ..... مرحباً بكم في وطن المفقوعين.