الموتُ لـمَن استطاعَ إليه سبيلا
بسم الله الرحمن الرحيم
"ألهاكُم التكاثُر حتّى زُرتُم
المقابِر"
صدق الله العظيم
بُشرى لأهالي القاهرة الكبرى والعاصمة
الإداريّة
سارع بحجز مقبرتك السوبر لوكس الآن بالنقد أو
التقسيط في "كومباوند الآخرة للراحة الأبديّة" .. كومباوند متكامل
الخدمات في أكثر المواقع تميُّزاً:
·
إطلالةٌ رائعةٌ على
مُلتقى الطُرُق الرئيسيّة – هواءٌ عليلٌ نقيٌّ غير مُلوَّث.
·
أمنٌ وحراسةٌ
وكاميرات مراقبة 24 ساعة لضمان عدم سرقة جُثّتك أو جُثث أحبابك وبيْعها لطلبة الطِب
(ولاد الكلب).
·
استراحةٌ مُكيَّفةٌ
للمعزّين والزائرين مع وجود شاشات عالية النقاء إل سي دي (LCD)
وإل إي دي (LED) تعرض قنوات دينيّة بتِقنية HD و 4K.
·
باركينج واسعٌ مرصوفٌ
بالزِفت والقطران يتَّسِع لأربع سيّاراتٍ بخلاف سيّارة نقل الموْتى.
·
تراك خاص حوْل القبر
لقراءة الفاتحة وما تيسّر من سورة "يس".
·
كراسي مريحة من
الحديد الستينلس ستيل والفير فورجيه الفاخر لمَن يقرأ القرآن لفترةٍ طويلةٍ كسورة "البقرة".
·
تشطيبات هاي سوبر
ديلوكس: رُخامٌ إيطالي طاردٌ للحشرات – دهاناتٌ ثابتةٌ بألوانٍ مُفعَمةٍ بالموْت –
أرضيّات سيراميكا "لابوتيه" العالميّة بتصميماتٍ مُقبِضةٍ تبعث على
الحزن – حوائطٌ بتكسياتٍ عازلةٍ للحرارة والصوْت – صبّارةٌ (ليست راقصة) خضراء
فاخرةٌ في كُل رُكن – كما يُمكِنك الاختيار بيْن أربع تصميماتٍ وديكوراتٍ مُختلِفةٍ
من شركة "ديث ديزاينرز المحدودة" (Death Designer
Limitid).
·
سبيلٌ مُثلَّجٌ من
"توشيبا العربي" مُعبّأٌ بمياهٍ معدنيّةٍ ومُلحَق به كوزٌ من الفُخار
الهندي المُطعَّم بفصوص اللازوَرد الزرقاء لمنع الحَسَد وطرد الأرواح الشرّيرة مع
ضمان لمدة يوميْن.
·
مول تجاري به وحداتٌ
خاليةٌ للإيجار والتمليك لمحلّات بيْع جميع أنواع الأكفان المستوْرَدة وأحدث صيْحات
الملابس السوداء للسيّدات والرجال والأطفال .. مُلحق به قاعة (Food Court)
بها مطعم "الأكل علينا حق" للوجبات السريعة وكذلك بوفيه
"وحدوووه" الذي يقوم بدليفري جميع أنواع القهوة السادة و ع الريحة والزيادة
كما تتوافر أيضاً القهوة الأمريكانو والبريف والكافيه لاتيه والكابتشينو والفلات
وايت والإسبرسّو والموكا والكون بانا برعاية فراشة "الحاج جعيدي" (هاج
جعيدي بَترفلاي).
·
كما يوجد مُستقبِلو صدقاتٍ (شحّاتين) مودرن يرتدون زِيّاً موحَّداً ويقبلون الدفع كاش أو بالكروت
الائتمانيّة (فيزا أو ماستر كارد أو أميريكان إكسبريس) مع دعواتٍ مُتدرِّجةٍ
بالرحمة والمغفرة حسب قيمة الصدقة المدفوعة.
·
ويتوافر أيضاً
قُرّاء لتلاوة القُرآن الكريم لايف مُباشِر على رأس الميّت أو تشغيل سيديهات لأشهر
الشيوخ بنظام الصوْت المُجسَّم "دولبي ستريو ديجيتال" (Dolby
Technology).
·
لا تنسى أن تستفسر
عن العرض الخاص لدافعي الثمن الكامل كاش (لوكشة واحدة) والخاص بالتعاقُد المجّاني لمُدّة
سنتيْن مع عشر سيّدات (أُم دِج دِج) لزوم البُكاء والعويل واللطم وإضافة جَوٍّ من
الكآبة في الجنازة الماستر الأولى ثم في الأربعين الجنرال ثم في الذكرى السنويّة
الأولى والثانية فقط.
·
استلم هديّتك
الكومبو بعد توْقيع العقد: زُجاجة مياه عبوّة نِصف لتر من ماء "زمزم"
لاستخدامها في الشطفة النهائيّة بعد التغسيل + كفن من الحرير السوري الأصلي يدوي
الصنع الخالي من البوليستر والألياف الصناعيّة + زجاجة من المِسك السعودي المستوْرَد
رأساً من الحَرَم المكّي (ون مان شو للرجال وسكسي كوكو شانيل للسيّدات) + قُطنة
طويلة التيلة مُتوسِّطة الحجم وارد "غزل المحلة" (إنت عارف كويّس ح تتحط
فين).
لا تتردَّد كثيراً ومُتْ بدون تفكيرٍ واترك
لنا تدبير كل شيء فمعنا ستتملّك قبراً يرُد الروح (ملحوظة: العرض غير شامل حساب
الملكيْن وعذاب القبر وفاتورة الثُعبان الأقرع مع العِلم بإضافة 5% خِدمة قبر أو
جريف سيرفيس بخلاف ضريبة القيمة المُضافة).
تُطبَّق الشروط والأحكام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تصوّر إن الإعلان التخيّلي الساخر ده ممكن يقراه أولادنا أو أحفادنا في المستقبل لو فضل الوضع الحالي قائم بالشكل ده .. حتى مظاهر الفساد طالت الموت والرقدة الأخيرة .. الحكومة الرشيدة تترك مافيا المحافظة والحي لتتحكّم في أسعار المدافن التي قفزت لتصل إلى خمسين ألف جنيه للقبر المتواضع (متر في مترين) الموجود ضمن آلاف المقابر وحتى مليون جنيه للمقبرة المتميّزة المستقلّة بحوش وساحة ومدخل خاص (لو مش مصدّق إسأل أقرب تُربي تعرفه) .. ح تقول لي هيَّ الحكومة ح تتدخّل في الموت كمان؟ .. طبعاً .. سيادتك الحكومة المفروض تراقب كل حاجة بدل ما هي سايبة الناس تصطفل لوحدها وتاكل في بعض كده .. الحكومة هيَّ سند الفقير ومحامي المواطن العادي ولازم ترعى حقوقه اللي ممكن المسؤولين يغتصبوها .. أصل اللي بيحصل الآتي: المحافظة بتصرّح بمكان جديد للدفن من غير ما تعلن عنه فالناس ما تعرفش .. يقوم اللي ياخد تخصيص كل النمر (كل قبر له نمرة) همَّ موظفو المحافظة أو الحي أو تابعوهم خاصّةً إن المدافن دي بتبقى برخص التراب (النمرة بحوالي ألفين لخمس آلاف جنيه حسب الموقع) .. وبعدين المافيا دي تسقّع المدافن لسنة أو أكتر .. وفي الآخر يبيعوا النمرة بأكتر من خمسين ألف جنيه .. وإذا كان عاجب .. ولو مش ح تدفع خلّي جتّة أبوك أو أمك تعفّن وياكلها الدود أو ادفنها في مقابر الصدقة حيث دفن الرجّالة مع الستّات فوق بعضهم أو دوّر على مدفن جماعي بتاع مسجد أو جمعية خيرية .. طبعاً ح تحاول تبيع اللي وراك واللي قدّامك علشان تكرم أبوك أو أمك في دفنتهم وما تبهدلهمش .. يا راجل دول الناس في الصعيد والفلاحين عملوا المقابر تلات أو أربع أدوار فوق بعض (وده أصلاً حرام) علشان يعرفوا يدفنوا أو يحشروا جتت قرايبهم (شوف البهدلة) من غير ما يكعوا دم قلبهم .. ده إذا فضل لهم دم أو قلب أصلاً (شوف الفيديو ولاحظ إزاي التربي متشعلق في الهوا زي البهلوان في السيرك وتخيّل إزاي اللي شايلين جتة الميّت ح يعملوا أكروبات علشان يدفنوه .. هَم يضحّك وهَم يبكّي).