المقال الأوّل: أحد الفنادق في عاصمة الجمهوريّة الجديدة
لا حوْل ولا قوّة إلا بالله .. وصمة عار على جبين "مصر" .. منتهى البؤس والإذلال .. فئة كبيرة من المواطنين يعيشون أمواتاً .. هل يستطيع واحدٌ من المسؤولين أن يقيم ولو نصف ساعة فقط في إحدى هذه الأماكن التي تفيض فقراً وحرماناً وضنكاً؟ .. كيف يستطيع معاليه أن ينام ويغمض له جفن وفي رقبته هؤلاء الملايين من البشر الرازحين تحت هذه الظروف التي يرفض أو حتى يتأفف أن يعيش فيها كلب معاليه أو قِطّه؟ .. أين هذا المسؤول (الذي تجاهل إقامة مساكنٍ آدميّة لفقراء شعبه لن تكلِّف ميزانية الدولة ما كلّفها بناء فندقٍ واحد) مِن سيّدنا الفاروق "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه وهو القائل باكياً: "ويلك يا عمر لو أن بغلةً تعثّرت في العراق لسُئِل عنها عمر لِمَ لَمْ تمهِد لها الطريق"؟ .. أليس لهؤلاء المساكين حقوقاً مزعومة في وطنهم المزعوم رغم مطالبتهم باستمرار بأداء ما عليهم من واجباتٍ (كالتجنيد والعمل ودفع الضرائب) وأخذها منهم عنوةً دون تمهّل؟ .. بأي وجهٍ يظهر الإعلاميون وأذناب السلطة على هؤلاء الغلابة مردّدين العبارات الوطنيّة الرنّانة على غرار: "ما تقولش إيه إدتنا مصر .. قول ح تدي إيه لمصر"؟ .. كيف تطالبونهم بالعطاء وهم على هذه الحال التي جعلتهم أعداءً كارهين لبلدهم ومجتمعهم بل ولأنفسهم أيضاً؟ .. أين العدالة الاجتماعيّة التي يدّعي حكّامنا وجودها رغم الفارق الشاسع بين الأغنياء الجاثمين على صدر الوطن الذين لا يقف أمامهم شيء والمعدومين المهروسين تحت أقدامه الذين لا يحنو عليهم أحد؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقال الثاني: بعض البيوت في صعيد الجمهوريّة الجديدة برضه
بسم الله ما شاء الله .. إنجاز آخر مشرّف تفخر به "مصر" .. حاجة تِفرِح .. أهي دي البلد اللي تليق فعلاً تكون أم الدنيا ولّا بلاش .. فخامة .. ثراء .. عظمة .. شوف المعمار الحديث الجميل منتشر في كل مكان إزاي .. شوف التجهيزات الرائعة والديكورات البديعة التي تملأ الأركان .. شوف الأرضيات الضخمة والحوائط الرخمة والأسقف الفخمة .. فعلاً ماسة فريدة ودرة وحيدة على جبين الوطن .. شوف سعادة المواطنين وفرحتهم بالإنجازات اللي بتتحقق يوم ورا يوم وبتبشّر بمستقبل مشرق لكل المصريين .. يا سلام بقى لو "مصر" تبقى كلها بنفس الطراز المتقدم وبنفس البهاء والروعة .. شكراً للقيادة الحكيمة والحكومة البكيمة ووزرائها ذوي الشكيمة .. شكراً لكل مَن جمّل وجه "مصر" وأضفى عليه مزيداً من الرونق والبهاء .. فلتذهبوا جميعاً إلى المجد والسؤدد تصحبكم دعوات الشعب: "روحوا يا شيخ .. ربنا يعمر بيتكم".