مطلوب حرب .. فوراً وبصفة عاجلة .. لماذا؟
دي أشهر أغنية وطنية أيّام حرب الاستنزاف ..
ساهمت في تحفيز وطنية المصريين ولملمة جروحهم بعد النكسة وزرع الأمل في النصر
وتجميعهم حول هدف واضح والعمل من أجله .. يا ترى احنا محتاجين حرب جديدة علشان
نتلم حوالين بلدنا ونحب بعض تاني ونخلق حالة من الإصرار على بناء مصر جديدة جميلة
بدلاً من عيشتنا بلا معنى في ظل الفتور والشقاق والاسترخاء؟ ......
هناك نظريّةٌ
مشهورةٌ أو مبدأٌ شائعٌ في العلوم السياسيّة يُعرَف باسم "ظاهرة الالتفاف
حوْل العَلَم" (Rally 'round the
flag effect) .. وفيه
يلجأ النظام الحاكم أو القائد السياسي في بلدٍ ما إلى اختلاق صراعٍ أو حربٍ (تُسمَّى "حرب التحويل" أي تحويل وعي الشعب وتركيزه) ضد عدوٍ ما بهدف زيادة الحماسة الوطنيّة بين جموع الشعب وحشد
التأييد الجماهيري والدعم الشعبي من أجل تشتيت انتباه هذا الشعب عن المعاناة
التي يتعرّض لها وتقليل سخطه وانتقاده لمشاكله وأزماته الداخليّة والاصطفاف (قصير
المدى) لعامّة الناس خلف ذلك النظام أو القائد بحجّة أنه "لا صوْت يعلو فوق
صوْت المعركة" .. وأظن أن هذا ما حدث بعد تولّي الرئيس "السيسي"
لحُكْم "مصر" عندما ذاع شعار "الحرب ضد الإرهاب" والذي لم يؤتِ
ثماره ولم ينجح تماماً في إقناع أغلب المواطنين المصريين بالخطورة التي يتعرّض لها
الوطن نظراً لغموض ماهيّة العدو وعدم تحديده في هذه الحرب الصغيرة (وهو هنا الإرهاب
بمفهومه الواسع الغائم) ونظراً لعدم خطورة ذلك العدو (الذي ينتفض من وقتٍ لآخر
بعمليّةٍ إرهابيّة محدودة الأثر يتساقط خلالها عددٌ صغيرٌ من الضحايا).
فهل يتم البحث عن حربٍ شاملةٍ (ضد عدوٍ كبيرٍ خارجي يهدِّد الوطن) تجعلنا نحتشد خلف قيادتنا السياسيّة (التي فشلت بالفعل في السيطرة على الملفات الداخليّة الساخنة) لكي نردّد من جديد: "جيت لِك وانا ضامم جراح الأمس حالف لارجع لِك عيون الشمس .. يا يا يا بلدي".