أمثال صعيدية عبقرية مهجورة | خلاصة الحكمة والخبرة

طبعاً مش عايز أهرّج في تعليقي على هذا الخبر احتراماً لبطولات الشهداء .. لكن التهريج الحقيقي هو ما يقوله ويفعله سيادة المحافظ .. هل وصل بنا العبث للتعدي على الطفولة البريئة لأولادنا من أجل أهداف سياسية لا يدركها الأطفال أصلاً؟ .. إلى متى سيظل الهاجس الأمني للمسؤولين مسيطراً على تفكيرهم وتصرفاتهم في جميع الأوقات؟ .. كيف يترك المسؤولون قضايا التعليم الأساسية وينشغلون فقط بتوافه الأمور لتسليط الضوء عليهم وكأنهم جابوا الديب من ديله؟ .. لماذا ينصب تفكير المسؤولين على شهداء العمليات الإرهابية ويتناسون شهداء مصر في حروبها المختلفة ورموز مصر التاريخية في كل المجالات؟ .. هل يعتقد المسؤولون بتفكيرهم القاصر أن مثل هذه الأفكار الساذجة ستزيد انتماء الأطفال وحبهم لبلدهم بالأمر بالرغم من مظاهر التقصير الكثيرة في حقهم والتي تزرع فيهم اللامبالاة نحو الوطن بل والتعلّق بفكرة الهجرة منذ صباهم؟ .. هل ستطالعنا صحف الغد بأنباء عن إلغاء حصص الألعاب واستبدالها بحصص تدريب الأطفال على القتال لمواجهة الإرهاب واقتصار حصص الرسم على رسم صور "منسي" و"مغربي" وشغل حصص الموسيقى بترديد أغنية "قالوا إيه علينا دولا وقالوا إيه"؟ .. كفانا تخلّفاً وعبطاً وهبلاً وهطلاً .. مش ناقصين.

الغريب يا سادة إن المحافظ ده دكتور جراحة مش لواء جيش أو شرطة .. ولكن يبدو أنه تربّى على الفكر الحنجوري أو حاول أن يخطب وِد العسكريين بتطبيلة سريعة كده ع الماشي علشان يثبت لهم إنه مش أقل سطحيّة وديماجوجيّة ودهماويّة وغوغائيّة من أقرانه المحافظين .. يمكن يرضوا عنه ويقعّدوه في المنصب فترة أطول .. صحيح: عُمْر التعليم ما بيفرِق مع العقول الزِنخة.