صورة واحد عضو مجلس شعب (1)
الثُلاثاء:
كان صباح ما لهوش
ملامح، حيث أيْقظني صبيّي ودراعي اليمين الواد "تعريفة" على هذه
المُكالمة:
-
آلو .. صباح الخير يا حاج "سطلاوي".
-
صباح العنب ياض يا "تعريفة" .. خير فيه حاجة؟ .. بتتصل بيَّ بدري
قوي كده ليه؟
-
آآآ .. آآآآآآ .. أصل يا معلِّم .. آآآ .. أصل .....
-
أصل إيه ياض ما تنطق .. أنا لِسّه ما اصطبحتِش ودماغي خربانة .. قول فيه
إيه.
-
آآآ .. أصل .. أصل المُكافحة مسكِت الواد الكاحول اللي كتبنا بإسمه شُحنة
اللبن البودرة اللي جايّة من "تركيا".
-
نهارك اسوِد ع الصُبح .. حصل امتى الكلام ده؟
-
لِسّه حالاً الأُستاذ "خلوصي" موظَّف الجُمرُك مبلَّغني ف
الموبايل.
-
الله! .. و"خلوصي" ما أفرجش عن الشُحنة ليه من المينا زي كل مرّة
قبل ما المُكافحة تاخد خبر؟! .. مش انت مدّي له فكرة عن ميعاد وصولها للجمارك
ومراضيه هوَّ واللي معاه بزيادة؟!
-
حصل يا معلِّمي .. بس ظابط المُكافحة الجديد شك ف الموْضوع لمّا الكلب
البوليسي بتاع الكشف عن المُخدِّرات قعد يهوْهوْ على صندوق من صناديق الشُحنة كان
مرصوص ف أوِّل الكونتينر .. ولمّا الظابط دقّق ف صناديق الشُحنة شاف كلام مكتوب
على الصندوق ده بخط صُغيَّر بحروف عربي ملخبطة.
-
ملخبطة إزّاي يعني؟
-
كان مكتوب ع الصندوق "مشخص".
-
ويعني إيه الكلمة دي؟
-
معناها "مخصوص" بلغوة الأفغان .. بَس هوَّ ما كانش يعرف معناها
.. اللي خلّاه يشُك ويستقصى إن باقي الصناديق مكتوب عليها بخط كبير بحروف افرنجي
بتاعة التراكوة ومش مكتوب عليها أي حروف عربي .. ولمّا شاف ورق الشُحنة لقى إن بلد
المنشأ "تُركيا" .. فالفار لعب ف عِبُّه وصمِّم على تفتيش الصندوق ده
بالذات وفتحه وأخد منه كذا علبة لبن وبَعَتهم معمل العيّنات يتحلِّلوا لقوا إن
العلب دي فيها مسحوق أفيون مش لبن بودرة .. قاموا صادروا الشُحنة كُلّها وقبضوا ع
الكاحول .. و"خلوصي" ما قدرش يعمِل حاجة.
-
ومين حَط الصندوق اللي فيه البضاعة فوق الوِش؟! .. فيه حَد يعمِل كِده؟!!
.. مش احنا بنخبّي الصندوق اللي فيه البضاعة وسط الصناديق السليمة وبنرُش عليه
نشادر عشان نبعِد الكلاب ولاد الكلاب دول؟!!!
-
مش عارف مين اللي ستِّف البضاعة ف الكونتينر لمّا اتشحن من
"اسطنبول".
-
إعرف لي مين اللي عمل كده واخرب لي بيته وبيت اللي شغَّله زي ما خرب بيتي
.. إنت عارف البضاعة دي بكام؟!
-
قلبي معاك يا حاج .. بَس ارجع واقول إن انت السبب.
-
سبب إيه يا جحش؟!
-
ياما قُلت لك يا حاج تدخَّل الشُحنات باسمك ولا الحوجة للكواحيل دول اللي
ما لهُمش حيْثيّة ف الجمارك والمواني.
-
وافرِض اتقبض عليَّ يا خويا .. ح تنفعني بسلامتك لمّا اروح ف كلبوش.
-
يا حاج ما انت مش ح تِعمل حاجة إلّا امّا تِبقى عضو ف مجلِس الشَعب وتاخُد
الحصانة .. ساعتها ما يستجراش أجعص جعيص ف المينا يقرَّب لبضاعتك اللي ح تخرُج ف
يوم ولّا اتنين بالكتير بدل ما تقعُد ف الجُمرُك لغاية ما ريحتها تفوح .. ثمَّ إن المُكافحة
لو ظبطِت أي مُخدِّرات مش ح تقدر تستصدر إذن من النيابة بالقبض عليك لإنك ساعتها ح
تِبقى راكب الحصانة وشارِخ.
-
طب ح ابقى اشوف الموْضوع ده بعدين .. خلّينا ف المُصيبة بتاعة النهار
الاسوِد ده .. إبعت للواد الكاحول ده قرشين بَس من تحت لتحت .. وما تخلّيهوش
يتكلِّم لغاية ما تشِد له مُحامي .. بَس برضه من غير ما حَد يحِس إن له أي صِلة
بينا .. مفهوم؟
-
ما تقلقش يا حاج .. سيب لي الموْضوع ده .. بَس انت فكّر ف اللي قُلتهولك ..
انتخابات مجلس الشعب فاضِل لها خمس شهور .. شِد حيلك وادخُلها بقلب جامد واصرِف
عليها ملايين ما تبخلش .. ولمّا تنجح ح تلِم قُصادهم مليارات .. وبُكره تِدعي لي.
وفي المساء فتحت
النِت وسرِّشت ف جووجل على: "شروط الترشُّح لعضويّة مجلس الشعب"، وبعد
أن عرفت المواصفات والاشتراطات والأوْراق اللازمة زقزقت تلك الفكرة في دماغي بصفةٍ
مبدئيّة، ولكني بعد أن قرأت وأُعجِبتُ بهذا المقال في إحدى المواقع قرَّرتُ خوْض
هذه المعركة بصفةٍ نهائيّة حيث وجدتُ أن أهم الشروط تنطبق على العبد لله:
{{{أهم 12 شرطاً
للترشُّح لمجلس الشعب:
1.
أن يكون المُرشَّح
للعضويّة واسع الخيال، واسع الحيلة، واسع الذمّة، قادر على الكذب بمهارة، مُحترِف
في إطلاق سيْلٍ من الوعود والشعارات البرّاقة التي يخدع بها الناخبين فيغرقون
لآذانهم في أحلام الطحينة التي يصنعها سيادة العضو - ولا مؤاخذة - من بحر أوهامهم
بإنشاء المدارس والمستشفيات والمصانع .. إلخ.
2.
أن يكون معالي المُرشَّح
العضو طاهر اليد، طاهر القلب، طاهر النيّة، وأن تكون دلائل طهارة العضو – ولا
مؤاخذة – محفوظةً بتقاريرَ رسميّةٍ ومُستَنداتٍ مُوثَّقة من المُدَّعي العام وهيئة
الكسب غير المشروع أو الجهاز المركزي للمُحاسَبات.
3.
أن يكون سيادة المُرشَّح
ذو صوْتٍ جهوريٍ ليهتف به بحياة الرئيس والحكومة في مُختلَف المواقف، على ألّا يقل
مقاس كفّيْه عن 40 في 20 سنتيمتراً للمُساعدة بقوّة في التصفيق لمُددٍ
قياسيّةٍ عقب أي كلمةٍ تصدُر من السيّد الرئيس ووزرائه الكرام.
4.
أن يكون حضرة المُرشَّح
صاحب شفاهٍ غليظةٍ قادرةٍ علي تقبيل يد المسؤولين الكبار، على أن يحمل معه دائماً
ما يستطيع به مسح أحذيتهم ومسح جوخهم وقت اللزوم.