المواطن المصري الغلبان: هل هو جاني أم مجني عليه؟
الخبر ده يشير إلى حجم الكارثة التي يواجهها
المجتمع المصري بسبب موت ضمائر تجّار اللحوم وعدم تغليظ عقوبة المتاجرة بسلع
غذائية فاسدة تهدد حياة وصحة المصريين .. الألفين كيلو لحوم فاسدة التي يتم ضبطها
يومياً دول مجرّد القمّة الظاهرة لجبل الجليد اللي أغلبه غارق في مستنقع الفساد
بعيداً عن الأعين .. شوف كام ألف كيلو لحوم غير صالحة للإستهلاك الآدمي بياكلهم
الشعب المصري يومياً دون ضبطها أو إعدامها .. لو تمّت محاسبة التاجر الفاسد بتهمة
الشروع في القتل (لإنه بالفعل بيعرّض المواطن للتسمم والموت) واتسجن عشرة خماستاشر
سنة كان فكّر مليون مرّة قبل ما يعمل كده مهما كانت المكاسب.
بس بصراحة الناس برضه بتستعبط أو بتستغبى لمّا يروحوا يشتروا مثلاً رغيف الحواوشي بخمسة أو سبعة أو عشرة جنيه (في المناطق الشعبية) مع إنهم عارفين كويّس إن الرغيف المفروض يحتوي على مائة جرام لحمة على الأقل (واللي بعد خلطها بباقي مكونات الخلطة زي البصل والبقدونس والفلفل وخلافها بتعمل حوالي ربع كيلو) وتمن المائة جرام من اللحم لوحده (بدون تمن عجين الرغيف والخلطة والتسوية على النار وأجر العامل وربح صاحب المطعم) حوالي عشرة جنيه (ده على أساس إن كيلو اللحمة المجمّدة بتمانين جنيه) .. يعني الرغيف الفاضي الخالي من اللحم بيتكلّف أكتر من خمسة جنيه أصلاً .. يبقى بالعقل كده أكيد اللحمة اللي في رغيف الحواوشي ده فاسدة أو من لحوم الحمير أو الكلاب والقطط .. هل يدفع الفقر وقلّة الحيلة هؤلاء الناس الغلابة للمجازفة بحياتهم وبحياة أولادهم لسد جوعهم فيستحقون الشفقة والدعاء لهم أم يستحقون اللوم واللعنات بصفتهم شركاء في الفساد لإنهم بشرائهم للحوم الفاسدة دي وعدم مقاطعتها بيعطوا الفرصة وبيشجعوا التجار الفَسَدة على الاستمرار في ممارسة هذه التجارة الرائجة الرابحة؟ .. ما رأيك أنت يا صديقي: هل الفقراء جناة أم مجني عليهم؟ .. ربنا يتولّانا جميعاً.