"مصر" تتأرجح بين أسلوب التفضيل وأسلوب التفشيل
قياساً على ألقاب "أكبر" مسجد و"أوسع"
كنيسة و"أعلى" برج و"أعرض" كوبري و"أحدث" مونوريل
و"أطول" مائدة رمضانيّة و"أعظم" نهر أخضر و"أضخم"بوكسر و"أكبر" هرم من قشر اللب و"أطول" خط من نوى البلح وباقي
الألقاب التافهة الأخرى التي يسعى إليها – بمنتهى الشغف – القادة والمسؤولون عن هذا الوطن
المنكوب .. فسوف أحاول أن أحاكي هذا الأسلوب لأصف لكم الصورة المرفقة بـ"أعلى"
هذا المقال:
الأم قاعدة بابنها على حافة "أعلى"
رصيف .. وست بنت حلال ماسك للواد المحلول من "أبعد" نقطة .. ربما ليتم
مكافحة جفافه لعلاجه من "أخطر" مرض يهدد الأطفال .. أمام بوّابة
"أقذر" مستشفى في قلب الدلتا (مستشفى بني عبيد العام بالمنصورة) وليست
في "أقصى" الصعيد .. والتي أغلقت "أعرض" باب للرحمة في وجه
"أفقر" المرضى .. حيث لا يتوافر بها "أدنى" الإمكانيّات ..
لإنقاذ "أضعف" أفراد هذا الشعب "الأوْلى" اهتماماً
و"الأكثر" احتياجاً إلى "أقل" التكاليف لمحاربة المرض .
"أعلى" .. "أبعد" .. "اخطر" .. "أقذر" .. "أقصى" .. "أعرض" .. "أفقر" .. "أدنى" .. "أضعف" .. "أوْلى" .. "أكثر" .. "أقل": أرجو – قبل أن تكون كل اسماء التفضيل السابقة (أو بالأصح اسماء التفشيل التي تدلّل على فشل الحكومة) هدفاً نسعى إليه في موسوعة جينيس – أن يتم استيعابها وتصحيحها من قِبَل "أذكى" عقول و"أحن" قلوب لـ "أكبر" المسؤولين عن اتخاذ "أهم" القرارات في حياة "أغلب" الشعب الذي لم يجد مَن يحنو عليه .. ولله الأمر من قبل ومن بعد.