صورة واحد رئيس حي (2)
-
لأ .. مش انت .. دول
يقصدوا رئيس حيْ "المُنتزة" اللي ف مدينة "سِتّة أُكتوبر" اللي
بتتبع مُحافظة "الجيزة" .. الظاهر كان بياكُل لوحده من غير ما يقاسم
حبايبه ف المدينة والمُحافظة هناك .. قاموا طلّعوا له القديم والجديد على جِتّته.
-
آآآآآآآه .. أتاري
.. الحمد لله .. أنا مش زيّه .. معاليك عارف إن أي مبالغ بناخُدها هنا ف الحيْ
بنطلَّع منها نصيب حبايبنا أوِّل باوِّل .. وأهي لُقمة هنيّة تكفّي ميّة.
-
من الناحية دي كلنا
عارفين إنك راجل بريفيكس وصاحب صاحبك .. علشان كده إنت أوِّل رئيس حيْ تقعُد عل
كُرسيك المُدّة دي كُلّها.
-
آه .. بس الناس اللي
ح تقرا الخبر ح تفتـ.....
-
مفهوم مفهوم .. أنا
أصدرت من شويّة بيان تكذيب وتوْضيح من ديوان عام المُحافظة ننفي فيه أي صلة بينك
وبين الخبر المنشور وطلبت فيه من الجرايد إنها تنشُر الخبر من جديد مع تحديد أنهي
حيْ "مُنتزة" يقصدوه منعاً لإثارة الـ.. الـ.. اللي اسمها إيه دي ..
آآآه: البَلبَلة أو البُلبُلة .. ما اعرفش اسمها إيه.
-
الله يكرمك يا
"علوان" باشا .. ما نتحرمش من جمايلك علينا.
-
تحت أمرك يا
"إكرامي بيه" .. آه بالحق....
-
خير.
-
سيادة اللواء
المُحافظ ح يعمل للحي بتاعك زيارة مُفاجئة على سهوة .. يوم الاتنين اللي بعد
الجاي.
-
الساعة كام؟
-
ما اعرفش هوَّ قال
لي أقول لك من ده الوقت بّس ما حدِّدش بالظبط الساعة كام .. بَس غالباً ح تبقى
الساعة واحدة الضُهر .. على ما يلحق يفطر ويشرب الشاي ويقرا الجرايد ويمضي البوسطة
ويصلّي الضُهر .. وعلى فِكرة هوَّ ح يعدّي على شارع الكورنيش قُدّام شاطئ
"سيدي بِشر" بس .. يعني ما فيش داعي تتعِب نفسك واللي معاك ف شوارع
تانية.
-
تمام .. ح انزِّل
الناس بتوعي يزيلوا الإشغالات هناك .. واخلّي شركة المقاولات تردِم الحُفر
والمطبّات وترصف الشارع .. وأأمُر شركة النضافة تشيل الزبالة المُتراكمة هناك من
إسبوعين تلاتة وترُش ميّه وتلحس المنطقة دي وتخلّيها بتبرُق .. وم الصُبح جناينيّة
الحيْ ح يطلَّعوا قصاري الزرع البلاستيك وبوكيهات الورد المُجفَّف م المخازن
ويرصّوها ع الرصفان والجزيرة.
-
وما تِنساش تشوف الراجل
معرفتك ده اللي اسمه "فريد شمسيّة" اللي واخد حق استغلال الشواطئ وما
دفعش المعلوم بقى له شهرين .. سيادة المُحافظ واخِد على خاطره قوي م الموْضوع ده.
-
معلهش يا باشا ..
أنا سايبه الشهرين دول علشان وقت شِتا والشُغل عنده مش ولا بُد .. أوِّل ما الصيف
يهِل علينا ح آخد منه كل الفلوس المتأخَّرة بزيادة حبِّتين وابعت لكم نصيبكم ف
الإكراميّة.
-
ماشي يا سيدي ..
علشان خاطرك بس وعلشان خاطر العزايم بتاعتك اللي بتتحِفنا بيها كل شويّة .. ولوْ
انك حارمنا منها بقى لك كتير .. ده انا باسمع إنك كل يوم بتاكل ف مطعم شِكل.
-
طب ما احنا فيها ..
أنا ح اعربِن مع مطعم سمك سبع نجوم على أكلة سمك وجمبري واستاكوزا مُعتَبَرة يوم
الزيارة .. ح اخليكم تنوّروا من كُتر الفوسفور .. هههههه.
-
بَس احنا مش عايزين
نكلِّفك يا "إكرامي" .. ده احنا عددنا ف الزيارة ح يبقى أكتر من عشرين
مسؤول.
-
ولوْ حتّى ميّة يا
باشا ما يهمَّكش .. أنا ما بادفعش حاجة أصلاً ف أي مطعم باروحه .. حَد يقدر يفتح
بُقُّه؟! .. ما انا سايب المطاعم والكافيهات دي كلّها تِفرِش برّه المحلّات
ترابيزات وكراسي وتِبلع الرصيف كُلّه .. والناس بتمشي ف الشارع مع العربيّات ..
واللهِ يا باشا ولا ليك عليَّ حِلفان: أنا باخُد أنا ورِجّالتي مبالغ هايفة وهُمَّ
بيحطّوا ف كروشهم فلوس بالهَبَل.
-
ماشي يا سيدي ..
مولّعها انت ورِجّالتك للصُبح .. على الله ينوبنا م الحُب جانِب.
-
طبعاً يا سعادة
الباشا .. هوَّ احنا من غيركم نِسوى حاجة.
-
طب يلّا بقى سلام ..
سيادة المُحافِظ بيرِن لي أهو.
-
مع ألف سلامة ..
ربّنا يسلِّم طريقك وينعم عليك بالصحّة والخير على قَد ما بتخدِم الناس وتشوف
مصالحها.
الثُلاثاء:
اجتمعتُ اليوْم مع رؤساء الإدارات والأقسام
وأصدرت لهم مُجدَّداً تعليماتٍ صارمةً بمُناسبة قُرب انتهاء العام لإتمام
المُتأخِّر من الأعمال وتحقيق المُستهدف من الخطة السنويّة وتسديد باقي الأوْراق
والمُستندات قبل حلول العام الجديد، وكان مُلخَّص هذه التعليمات الإداريّة:
-
الإهتمام بإنجاز
الأعمال التي يحق لنا فيها أخذ نسبةٍ رسميّةٍ قانونيّةٍ (تُضاف إلى المُرتَّب
الأساسي والعلاوات والحوافز) مثل: تكثيف حملات إزالة إشغالات الطريق من الشوارع
والأسواق والإستيلاء على بضائع الباعة الجائلين المُخالفين وبيعها في المزاد
العلني والتحصيل الفوْري للغرامات المنصوص عليها قانوناً والتي لنا (أنا وباقي
الموظَّفين الكبار) فيها نسبة 10%، ومثل: تحصيل جميع متأخِّرات تراخيص الإعلانات
الموْجودة في نطاق الحيْ (حتى لافتات المحلّات واللافتات المُعلّقة على العمارات
وأعمدة الإنارة) والتي يحق لنا منها نسبة 6%، ومثل: اختتام جميع الأعمال
المُنفَّذة من الخُطة الاستثمارية للحي كأعمال الخدمات والتشجير والإنارة والحفر
ثم الردم ثم الرصف ثم الحفر ثم الردم ثم الرصف ثم الحفر ثم الردم ثم الرصف
(وهلُمَّ جرا) والتي يُرصد لنا فيها نسبة 5%، ومثل: تكثيف الاجتماعات الدوريّة
للجان المُختصّة والمجالس التنفيذيّة للحيْ والتي لنا فيها مكافأةٌ معلومةٌ عن كُل
اجتماعٍ حتّى لوكان صوريّاً على الورق فقط.
-
إزالة أي أكشاكٍ
مُقامةٍ بالميادين والشوارع والأرصفة لا تحمل ترخيصاً سارياً مع مُصادرة بضائعها
بعد هدمها فوق رؤوس أصحابها دون شفقةٍ أو هوادة، أمّا في حالة الأكشاك التي ترفع
لافتات وشعارات التأييد للسيّد الرئيس فيُمكِن استثناؤها من تلك الإجراءات
التعسُفيّة شريطة أن يدفع أصحابها مبالغ ترضيةٍ مُجزية لمندوبي الحيْ، مع منع
المساس بأي كُشكٍ أو منفذ بيْعٍ تابعٍ لجهاز خدمات القوّات المُسلّحة أو تابعٍ
لشركة "أمان" المملوكة لوزارة الداخليّة حتى لو كانت هذه الأكشاك
مُقامةً دون ترخيصٍ أو مبنيّةً في نهر الطريق.