الفصل الثاني (6)
عادل: اتركيه أنتِ!
..
سامية: دعه يكشِف
عليك .. إنه جاء من أجل ذلك ..
عادل: لا .. سأكشِف
له أنا السبب الحقيقي ..
سامية: لكن ليس هذا
ممّا .. ممّا .....
عادل: هذا ما يجب ..
سامية: أنت لا تدرِك
ما تفعل .. تعالَ هنا يا دكتور ..(تجذب الدكتور) .. أرجوك ..
عادل: ولكن الدكتور
يهمّه أن يعرف ما أريد أن أعرضه عليه .. وأنا واثقٌ من ذلك .. أرجوك يا دكتور ..
اسمع کلامی .. (يجذب الدكتور) .. تعالَ ..
الدكتور: اسمحوا لي
.. (يحاول التخلُّص منهما) .. اسمحوا لي ..
سامية: أنا آسفة يا
دكتور .. ولكن .. "عـادل" زوْجي لا يقدر .....
عادل: لا أقدر ماذا؟
.. كيف لا أقدر .. أنا أعرف تماماً ما أصنع .. ومُصِّر على رأيي ..
سامية: أنا حذّرتك
يا "عادل" .. أنا أحذّرك ..
عادل: أنا متحمِّل
المسئوليّة ..
سامية: وهو كذلك ..
أنت حر ..
الدكتور (حائراً):
ما هو الموضوع .. من فضلكم .. قولوا لى؟! ..
عادل (يسحبه إلى
الحمّام): تعال معي يا دكتور وأنا أشرح لك الموضوع ..
الدكتور (في دهشة):
أين؟ ..
عادل (أمام الحوض):
هنا .. انظر .. ماذا ترى داخل هذا الحوْض؟ ..
الدكتور (ينظر): لا
شيء .. ليس به ماء ..
عادل: طبعاً ليس به
ماء .. لكن أليس به شيءٌ آخر؟ ..
الدكتور: لا .. أبداً
.. إنه فارغ ..
عادل: ولكن مع ذلك
يوجد فيه شيءٌ؟! ..
الدكتور: شيء؟! .. مثل
ماذا؟ ..
عادل: أتراه ناصع
البياض تماماً؟ ..
الدكتور: نعم ..
تماماً ..
عادل: ولكن لا يمكن
أن تقول إنه نظيف تماماً ..
الدكتور: وهل يصح
الطعن في نظافتكم؟! ..
عادل: شكراً على
المجاملة .. لكن الحقيقة الواضحة هي أن الحوْض به شيءٌ قذر ..
سامية: اعترفت الآن
أنه قذر ويجب إزالته؟ ..
عادل: قذرٌ شيء، وإزالته شيءٌ آخر! ..
الدكتور (ينظر إليهما غير فاهم): اسمحوا لي
..
عادل: انظر هنا في الحوْض يا دكتور وأنت تفهم!
..
الدكتور (ينظر مدقِّقاً): .....؟! ..
عادل: ألا ترى هناك شيئاً يتحرّك؟ ..
الدكتور (بغير اهتمام): صرصار ..
عادل: صرصار .. عليك نور ..
الدكتور: ولكن! ..
عادل: هذا الصرصار يا دكتور هو بيْت القَصيد ..
الدكتور: بيْت القَصيد؟! ..
عادل: انظر إليه جيّداً يا دكتور .. ماذا ترى
فيه؟ ..
الدكتور: من أي جهة؟ ..
عادل: من جهة سلوكه ..
الدكتور: سلوكه؟! ..
سامية: اسكت أنت يا "عادل" .. دعني
أنا أُفهِم الدكتور ..
عادل: لا .. أرجوكِ يا "سامية" ..
أتركيني أنا أتكلّم ..
سامية: ولماذا لا أتكلّم أنا؟ .. على الأقل
لن أغلط ..
عادل: وهل أنا أغلط؟ ..
سامية: لا تحرجني .. دعني أتكلّم أنا .. لأنك
أنت لا تُحسِن الشرح أكثر مني ..
عادل: طبعاً .. لكن فقط أنا .....
سامية: أنت اليوم تخالفني على طول الخط بشكلٍ
غير معقول ..
عادل: ليست مخالفة .. أنا لم أقصد .. لكن فقط
..
سامية: فقط ماذا؟ .. اسمع يا دكتور ..
عادل: لحظة يا "سامية" أرجوكِ! ..
دعيني أنا أولاً أتكلّم .. لأن لي وجهة نظرٍ أخرى ..
سامية: وأنا أيضاً لي وجهة نظر ..
عادل: طبعاً .. طبعاً .. ووجهة نظرِك محترمة
.. محترمة جداً .. لكن اسمحي لي بدقيقة .. دقيقة واحدة لا غير ..
سامية: لا .. ولا نصف دقيقة ..
عادل: أرجوكِ يا "سامية" ..
سامية: لا يمكن ..
عادل: "سامية"! ..
الدكتور: يا جماعة .. لا داعي لكل هذا الخلاف
.. فهّموني أولاً، ما هو الموضوع بالضبط ..
سامية: الموضوع يا دكتور .....
عادل: الدكتور جاء من أجل مَن فينا؟ .. أليس
من أجلي أنا؟! .. أخبرني يا دكتور .. أنت جئت هُنا مِن أجل مَن؟ ..
الدكتور: من أجلك ..
عادل: من أجلي .. إذن أنا الذي سأشرح لك ..
الدكتور: أنت أو السِت .. المهم أعرف الموضوع
..
سامية: سمعت يا "عادل" .. أنا أو
أنت .. وما دمت أنا السِت فأكون المقدَّمة ..
عادل: حتى في هذا يا ناس .. حتى في مرضي؟! ..
سامية: اعترفت الآن أنك مريض؟ ..
عادل: في نظر الدكتور .. إنه جاء طبعاً لأن
في البيْت يوجد مريض .. والمريض مفروض أنه أنا .. لكن الحقيقة يا دكتور .....
سامية: الحقيقة أنه .....
عادل: الحقيقة أني .....
سامية (في عنف): وبعدها لك يا "عادل"
.. أرجوك .. لا تضطرني إلى ..
عادل: أنا غلطان .. غلطان كالعادة .. لأني
أنا دائماً الغلطان ..
الدكتور: المهم .. الموضوع يا جماعة ..
سامية: أنا آسفة يا دكتور .. نحن نعطِّلك
أكثر من اللازم ..
الدكتور: لا .. أبداً .. فقط .. أريد أن أفهم
..
سامية: ستفهم يا دكتور .. ستفهم .. إذا سكت
هو لحظة أستطيع أنا أن أُفهِمك ..
عادل: بالعكس ..
سامية: ما هو الذي بالعكس؟! ..
عادل: إذا سكت أنا فإنه لن يفهم الموضوع ..
سامية: تقصد أني عاجزةٌ عن إفهامه .. أو أنك
تقصد أني مضلِّلة وكاذبة ومزيِّفة؟! ..
عادل: حاشا لله! .. أأنا قصدي شيءٌ كذلك؟! ..
الدكتور: اسمحوا لي .. اسمحوا لي قطعـاً لكـل
خـلاف .. اتركوني أنا أعرف الموضوع بنفسي .. أرجـوك يا أستاذ "عادل" ..
تفضّل على السرير لأكشِف عليك .. وأنا أعرف الحقيقة بنفسي ..
عادل: لا يا دكتور .. الحقيقة ليست على
السرير .. الحقيقة هنا في الحوْض ..
الدكتور: في الحوض؟! ..
عادل: نعم .. في هذا الحوْض .. هذا الصرصار
..
الدكتور: اسمحوا لي .. لا تؤاخذوني .. أنا ..
أنا غير فاهمٍ أي شيءٍ بالمرّة ..
سامية: معذور .. طبعاً لا يمكن أن يفهم بهذه
الطريقة ..
عادل: سأوضِّح الموضوع في كلمتيْن .. اسمع يا
دكتور .. انظر جيّداً إلى هذا الصرصار .. وقل لي ماذا يصنع الآن؟ ..
الدكتور (ناظراً إلى الحوْض): يصنع ماذا؟ ..
لا يصنع شيئاً ..
عادل: دقِّق النظر يا دكتور ..
الدكتور: ما هو المقصود بالضبط؟ ..
سامية: "عادل" يقصد أنه .....
عادل: لا .. لا .. اتركي الدكتور يكشف بنفسه
..
الدكتور (ينظر في الحوْض مليّاً): أكشِف؟ ..
عادل: نعم .. ألا ترى مثلاً أن الصرصار يحاول
شيئاً؟ ..
الدكتور: طبعاً .. يحاول الخروج من الحوْض ..
عادل: عظيم .. عظيم .. وصلنا ..
الدكتور (ينظر إليه): وصلنا إلى ماذا؟! ..
عادل: إلى سر الموضوع كله ..
الدكتور (يهز رأسه): مفهوم .. مفهوم .. كل
شيء اتضح الآن ..
عادل: فهمت قصدي یا دکتور؟ .. هذه هي نقطة
البداية .. وسأشرح لك وجهة نظري ..