غزوة تنضيف البلد من الغلابة
ربنا ع الظالم ..
لمّا تشوف الفيديو ده تلاحظ الآتي :
- ضابط الشرطة الذي يزن حوالي 170
كيلوجرام يتنفس من كرشه ويتكلّم من طراطيف أنفه ويدعي أن مهمته تنضيف البلد اللي
شعبها مش عايز ينضف على حد قوله .. بل تجاهل سيادته أن كنس وتنظيف السلم يكون من أعلى
لأسفل .. أي يجب تنظيف البلد أوّلاً من الحرامية الكبار والمسؤولين الفاسدين
والموظفين المرتشين.
- مجموعة المخبرين والعساكر وباقي أفراد
الشرطة الذين تكالبوا على البائع المتجوّل اكتفوا بمصادرة الغنائم التي لا نعرف ما
هو مصيرها؟ .. هل سيتم إعدام تلك الخضروات والفاكهة أم رميها في أقرب كوم زبالة أم
تقسيمها على صائدي هذه الفريسة أم توريدها لقسم الشرطة أم بيعها والاستفادة من
ثمنها في تمويل غزوات أخرى؟
- البائع المتجوّل الغلبان الذي حاول
استعطاف الضابط (مع بعض المارة) وتقبيل يده علّه يعفو عنه ثم بكى وانتحب كالولايا
بعد أن فقد رأس ماله البسيط الذي يعينه على كسب رزقه الحلال بعد تعبٍ وشقاء وكأنه
أجرم عندما ابتعد عن السرقة والتجارة بالمخدرات والبلطجة كغيره ممَن تركتهم الشرطة
يعيثون في المجتمع فساداً.
- هل بكى البائع من شدة إحساسه بالقهر والذل أم ربما تذكّر عجزه عن توفير ما يسد به جوع أطفاله واحتياجات أسرته من مأكل ومأوى وكساء وعلاج؟ .. وهل سيكون لمثل هذا الرجل انتماء لبلده وهل ستبقى بقلبه ذرة حب لوطنه تجعله يضحّي من أجله أم ستتراكم لديه أكوام من المشاعر السلبية العدائية تجاه بلده ومجتمعه؟
- لماذا لا تلاحق الشرطة منافذ بيع
السلع الغذائية التابعة للجيش والشرطة (أمان) والتي تحتل مساحات هائلة من الأرصفة
والشوارع والميادين الرئيسية ضاربة بكل القوانين عرض الحائط .. بل لماذا لا تصادر
بضائع الباعة الآخرين الكبار ذوي النفوذ الذين يكتفون بتعليق لافتة عليها صورة
"السيسي" ومكتوب عليها: "تحيا مصر" أو "كلّنا واحد" أو "معاً لمحاربة الغلاء" رغم أنهم
يبيعون سلعهم بأسعار مرتفعة؟
- هل تم تنظيف البلد من كل المخالفات
بالشوارع ولم يبقَ إلا أمثال هذا البائع المسكين؟ .. لا تُجِب عن هذا السؤال قبل أن
تنظر للمحال التجارية والمقاهي التي تستبيح ما أمامها من أرصفة وشوارع لفرش
بضائعها وكراسيها تاركةً المشاة ليسيروا في نهر الطريق.
- هل تم توفير أماكن ثابتة منظّمة
ومجهّزة للأسواق بكل منطقة بديلاً عن تلك المناطق العشوائية قبل قطع عيش الغلابة؟
- دائماً الرحمة تأتي قبل العدل .. والرأفة مفضّلة فوق القانون .. ورِقّة القلب أكبر من حجم الكِرش.