خبر
أخبار ملهلبة

صورة واحد محلل كروي (3) | صور مشقلبة | د. أحمد صادق


أحد الاستوديوهات التحليلية لمباريات كرة القدم

صورة واحد مُحلّل كورة (3)

 

 

السبت:

قناتي ع اليوتيوب عملِت ضجّة واشترك فيها 7 مليون مُتابِع ف يوم واحِد، كل التعليقات والإنبوكسات والتليفونات عايزين يعرفوا مين اللاعّيبة والمُدرِّب اللي شنَّعت عليهم امبارح، كان ردّي واحد على كل دول: "أنا عندي كل التفاصيل بالوقائع والمُستَنَدات بس اللي ستره الرب ما يفضحهوش العبد".

الإثنيْن:

جاءني عرضٌ مغرٍ من قناةٍ فضائيّةٍ جديدة عشان اسيب برنامج "حلبوكّة" واقدِّم برنامج خاص بيَّ مع استعدادهم لدفع الشرط الجزائي المكتوب في العقد القديم وتحرير عقدٍ جديد بضِعف الأجر .. وافِقت طبعاً .. ولو جا لي عقد تالِت بمبلغ أزيد (إن شا الله باتنين جنيه أكتر) ح اوافِق على طول .. أصلي بصراحة كلب فلوس .. ما هي الحكاية عرض وطلب ولازم القناة اللي اشتغل فيها تقدَّرني وتقدَّر مواهبي العظيمة.

السبت:

تم استدعائي من "المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام" لإجراء تحقيق معي بسبب شكوى البعض من مُمارستي لمهنة الإعلام دون دراستها وبتُهمة إثارتي للتعصُّب بين الجماهير .. ناس جَهَلة ما يعرفوش الهدف الأساسي م الشُغلانة وهي الإثارة: إثارة جماهير إثارة بلبلة إثارة أتربة إثارة غرائز مش مُهِم، المُهم إنها تكون إثارة وخلاص، تِسوى إيه الرياضة والإعلام الرياضي من غير الإثارة والشَعوَطة .. بهايم.

الأحد:

اتَّصلتُ بالكابتن الكبير "خيخو" حامي الإعلاميّين والرياضيّين الأهلاويّة .. طمأنني وقال لي إنه عرف حكاية التحقيق ده النهار ده الصُبح م الجرايد وقال لي ما اروحش وهوَّ ح يخلَّص الموْضوع ده بالتليفون .. ربّنا يخلّيك لينا يا أُسطورة.

السبت:

زارني كابتن "حلبوكّة" في قصري المُتواضع بـ"الرحاب" اليوم وأقنعني إني أرجع برنامج "مساء الأسوار" تاني بأجر سنوي ضخم يتعدّى السبعة مليون جنيه ف السنة غير نِسبة من الإعلانات .. عملت نفسي باخُد أكتر من كده ف القناة الجديدة لغاية ما وصَّل العرض لعشرة مليون .. تظاهرتُ بأنني مُوافِق على مَضَض لأن العرض المالي لا يُرضيني ولكني ادَّعيت بأنني وافقتُ بسبب حُبّي للكابتن على المستوى الشخصي والإنساني، وذكَّرته بأن يدفع الشرط الجزائي للعقد الأخير بتاع القناة التانية قبل ما نِمضي العقد الجديد.

الجُمعة:

الليلة دي مباراة الكلاسيكو المصري بين "الأهلي" و"الزمالك"، كُنت سهران امبارح سهرة بنفسجي مع الشِلّة وما نمتِش كويِّس، اتَّصلت بالكابتن "حلبوكّة" واستسمحته إني آجي الاستوديو التحليلي اللي بعد الماتش بَس، لإني لو حضرت الاستوديو اللي قبل وبعد ح اسقَّط ومش ح ابقى مركِّز، الكابتن سمح لي، بَس أكِّد عليَّ إني اروح له قبل نهاية الماتش برُبع ساعة ع الأقل، فقرَّرت أنام لي شويّة لغاية ما الماتش يخلص علشان اشبع نوم وابقى ملعلع ف الاستوديو، وإن كان ع التحليل الفنّي ح ابقى اقول نفس الكِلمتين اللي باقولهم ف كُل ماتش من غير ما اشوفه .. هيَّ كيميا.

السبت:

فتَّحت عيني م النوم لقيت الساعة 5 من فجر يوم السبت، يا نهار اسوِد شواشيه كُحلي منيّلة بقطران مزفَّت: ده انا راحِت عليَّ نومة، فتحت الموبايل لقيتني عاملُه سايلانت ع الوضع الصامت وفيه عُشرميت ميسد كول أو مُكالمة فائِتة من كونترول برنامج "مساء الأسوار"، كابتن "حلبوكّة" ح ينفُخني، لمّا اقوم اتَّصِل بالكابتن زمانه لِسه مروَّح م البرنامج اللي بيشطَّب ع الفجر، كل ما اتَّصل بيه يكنسِل ويقفِل عليَّ، زمانه مقموص مني طبعاً، عموماً الصباح رباح وبُكره ح ابقى اروح له وأراضيه واحِب على راسه وهوَّ راجل طيّب وح يسامحني، المُهم بَس ألحق أسجِّل فيديو لايف مُباشِر على قناة اليوتيوب بتاعتي عشان اعلَّق ع الماتش وما يفوتنيش تريند المُباراة، ما هي ما تِبقاش خساير من مجاميعه.

فتحت النِت عشان أعرف نتيجة المُباراة واعرف اتكلِّم عنها بالتفصيل المُمِل علشان أطوِّل مُدّة الفيديو وبالتالي عدد الإعلانات اللي فيه يزيد واكسب أكتر، كتبت على بحث جووجل: "نتيجة آخر مُباراة بين الأهلي والزمالك"، طلعِت لي النتيجة تلاتة لـ"الأهلي" وواحد لـ"الزمالك" واللي سجِّل الأهداف ل"الأهلي" المُهاجِم "شريف الجربوع" هدفين و"أمادو مامادو" هدف وسجِّل للزمالِك لاعبه المُخَضرم "كالابالا"، سُبحان الله!!! .. نفس نتيجة السنة اللي فاتِت ونفس اللاعبين اللي جابوا الأهداف، عموماً كرة القدم لعبة الغرائب والطرائف، أومّال هُمَّ قالوا عليها الساحرة المُستديرة كده من فراغ؟!

فتحت الإضاءة والكاميرا والميكروفون وبدأتُ البَث ع الهوا بآيةٍ قُرآنيّةٍ قصيرة والصلاة على "مُحمَّد" نبي الرحمة، وقعدت أهاتي واصفاً طريقة لعب كل فريق وكيف استطاع المُدير الفنّي الأهلاوي أن يتفوَّق على نظيره الزملكاوي، وازّاي الحكم المُنحاز لـ"الزمالك" احتوى لاعبيه وساهم في إيقاف النتيجة عند هذا الحد ولم يسمح للاعبي "الأهلي" بمُضاعفة النتيجة اللي كانت مُمكِن توْصَل للنتيجة التاريخيّة السابقة 6 / 1، ووصفت لاعبي "الأهلي" بعدم الطموح لأنهم اكتفوا بالفوز فقط وتحقيق الثلاث نقاط الكافية لحسم بطولة الدوْري المُفضَّلة للأهلي، وهاجمت لاعبي وجماهير "الزمالك" لإن ما عندهُمش روح رياضيّة ولم يتقبّلوا النتيجة بصدر رحب، ووعدت المُتابعين بكشف اسم لاعب "الزمالك" الذي رفض لعب المباراة قبل الحصول على مُستحَقّاته المتأخِّرة وماذا دار داخل غُرف خلع الملابس في الفريقين وكواليس المُباراة بالكامل ولكن في الفيديو القادم، وأخيراً انتقدت الناس اللي دخلوا البَث وشتموني بالأم والأب والخالة في تعليقاتهم أثناء إذاعة الفيديو وعذرتهم لأنهم أكيد زملكاويّة وزعلانين على فِرقتهم، ثم ختمت الفيديو بآيةٍ قرآنيّةٍ أُخرى والصلاة ع الحبيب.

قفلت الإضاءة والكاميرا والميكروفون ورُحت ع التلّاجة قزقزت لي نُص فرخة وشربت إزازة بيرة مشبّرة وغسلت إيدي ورجعت انام تاني.

صحيت بعد العَصر على تليفون م الكابتن "حلبوكّة" وهو يصرُخ فيَّ قائلاً:

-       إيه اللي انت هبّبته ده يا "تيتو"؟!

-       معلهش يا كابتن ما عرفتِش اجي الاستوديو التحليلي امبارح عشان جا لي مغص كلوي كان ح يموِّتني.

-       ما باتكلِّمش ع الاستوديو الزِفت .. ما هو ما كانش فيه استوديو أصلاً.

-       أومّال بتتكلِّم على إيه؟ .. وما كانش فيه استوديو تحليلي ليه؟

-       باتكلِّم ع اللي نيّلته ع اليوتيوب يا أُستاذ .. ده انت فضيحتك بقِت بجلاجِل.

-       فضيحة إيه بَس يا كابتن؟ .. ما تفهِّمني صدر مني إيه؟

-       كمان مش عارف .. إنت سكران ولّا مسطول ولّا مبلبع حاجة؟!! .. باقول لك إيه يا نجم: ما تورّينيش وِشّك ف البرنامج تاني .. واعتبر العقد لاغي لإن "تنظيم الإعلام" وقَّفك لأجل غير مُسمّى .. اسفوخس عليك لاعب عِرّة.

وهبد الكابتن السمّاعة ف وِشّي، أُصِبت بالدهشة وتساءلت عمّا حدث، وبينما أنا غارقٌ في حيرتي رن الموبايل وكان على الخط حبيبي واخويا "رومان صليبي" الذي قال لي:

-       إيه يا عم "تيتو" .. هُمَّ النَفَسين اللي شربناهم سوا أوّل امبارح لِسّه شغّالين معاك ولّا إيه؟! .. فيه حَد يعمل اللي انت عملته ده؟!! .. دي الدنيا مقلوبة عليك.

-       عملت إيه بَس يا "روما"؟!!! .. يا جماعة حَد يفهِّمني بتتكلِّموا عن إيه؟

-       عن فيديو تحليل ماتش الكلاسيكو اللي انت عملته.

-       ما لُه؟!!! .. ما هو فيديو زي أي فيديو .. نفس الكلام ونفس الطريقة .. زي كل مرّة يعني.

-       لا يا حبيبي مش زي كل مرّة .. ماتش الكلاسيكو امبارح ما اتلعبش أساساً .. الحكم الأجنبي ألغى المباراة بعد نُص ساعة من ميعاد إقامتها لعدم وصول فريق "الزمالك" للاستاد .. إلبِس بقى يا حِلو.

google-playkhamsatmostaqltradent