خبر
أخبار ملهلبة

فيمتوثانية من "بنسلفانيا" ف دنيا فانية (3) | فضائح مصر المهروسة لابن النكدي


الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك يمنح الدكتور أحمد زويل قلادة النيل وفي الخلف الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي السابق

لقاء الدكتور أحمد زويل مع المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري السابق

لقاء الدكتور أحمد زويل مع الرئيس المصري السابق الدكتور محمد مرسي

لقاء الدكتور أحمد زويل مع المستشار محمد عدلي منصور الرئيس المصري المؤقت السابق

لقاء الدكتور أحمد زويل مع الرئيس المصري الحالي المشير عبد الفتاح السيسي

فيمتوثانية من "بنسلفانيا" ف دنيا فانية  (3)

 

 

وما إن التحم الرجل بهذا الجمع حتّى فوجئ بأنّهم يجذبونه من ملابسه محاولين الفتك به وسط سبابٍ وشتائم لم يسمعها إلّا من السوقة في مرحلة الطفولة والشباب عندما كان يشرب من نيل "مصر" بلا حساب ؛ فأطلق الرجل وامرأته ساقيْهما للريح هرباً من هؤلاء الدهماء فأصبحا خارج المطار في أقل من فيمتوثانية، وعرف "أحمد" بعد ذلك أن الدوْلة لم تجد مكاناً لمدينته العلميّة إلّا على حساب "جامعة النيل" التي قام طلّابها الأفاضل بهذه التصرّفات الغوغائيّة للمطالبة بحقّهم الذي يدّعونه.

وفي صباح اليوم التالي قابل "أحمد" رئيسَ الجمهوريّة الذي أراد أن يستفيد ويتربّح وينهل من صيت أحد العلماء الكبار فتباسط معه قائلاً :

- أهلاً وسهلاً يا دكتور "أحمد".. أن فخور جداً بيك.. ولو اني واخد على خاطري منّك.

- أهلاً بيك يا فندم.. زعلان مني انا.. خير؟

- إكمنّك يعني كنت بتتعاون مع الريّس المخلوع اللي كان قبل مني.. يرضيك يتقال عليك فلول.

- يا فندم أنا كنت عايز أعمل حاجة للبلد بغض النظر عن مين الرئيس.. ثمّ حضرتك نفسك كنت بتتعاون معاه ف الانتخابات وف مجلس الشعب وغيره وغيره.. وبعدين يعني إيه فلول.. ده غير ام الخلول؟

- عموماً.. إحنا عايزين نفتح صفحة جديدة.

- حاضر.. حاضر.

- وبالمناسبة دي عايزينك تكمّل لنا مدينة الأبحاث بتاعتك.. وانا ح استشير الجماعة ف إننا نرصد لها واحد من ميّة ف الميّة من الميزانيّة.

- بس البحث العلمي بيحتاج تمويل أكتر من كده بكتير يا افندم.

- ما انت عارف إن العين بصيرة والإيد قصيرة.. بس الشاطرة بتغزل برجل حمار يا دكتور.. وانت وشطارتك بقى تجيب لنا إعانات وتبرعات.

- أنا خدّام البلد.. ومش ح اتأخّر ف أي حاجة.. المهم يبقى عندنا النيّة ونبتدي.. ونصفّي المشاكل بينّا وبين "جامعة النيل".

- إن شاء الله.. ياللا بينا ع الحفلة وطبعاً مش ح تمشي إلّا امّا نتصوّر مع بعض ألف صورة.. ها ها.

- يحصل لي الشرف يا فندم.

وانقضى الحفل وانقضت الأيّام والشهور دون أي يطرأ أي تغيير سوى في نظام الحكم الذي سقط مرّةً أخرى بعد أن كفر معظم الناس بالثوْرة واكتشفوا أن ظروفهم قد ساءت أكثر من ذي قبل فاختاروا نظاماً "قديداً" (خليطٌ بين القديم والجديد) علّه يُصلِح ما فسدت من أمور، ونتج عن هذا التغيير حالةٌ من الاستقطاب الحاد والتخوين بين أفراد الشعب ؛ بل أفراد الأسرة الواحدة ؛ فالمخالِف في الرأي خائن والمعارض في الأسلوب عميل، وطال هذا أيضاً الدكتور "أحمد طويل" الذي فوجئ ببعض الناس يتّهمونه بما ليس فيه فمنهم من انتقده بأنه من إرهابيي جماعة "الإخوان المسلمين" لأنه وصف رئيسهم بأنه كان من الأساتذة العلماء وضمنهم من وصمه بعمالته "لأمريكا" لأن رئيسها اختاره مستشاراً علميّاً وفيهم من شانه بتعاونه مع "إسرائيل" في برنامج تطوير الصواريخ بعد أن أغدقت عليه بالمال ومنحته جائزة "وولف" في الكيمياء فقنط الرجل من تغيّر الأوضاع وزاده قنوطاً ما اكتشفه من إصابته بمرضٍ عُضال فآثر أن يثوب إلى رشده الذي تشوّش بعاطفة الوطنيّة ويؤوب إلى البلد التي تقدّر قيمة ما يفعله ويذوب في عمله الذي أهمله جرياً وراء سرابٍ خدّاع.

ولم تبخل "أمريكا" على عالِمها بمالٍ أو اهتمام حتى كتب الله له الشفاء فانغمس العالِم المكلوم في أبحاثٍ جديدة واستطاع - مع أفراد مجموعته البحثيّة – أن يكتشف ظاهرةً جديدة تتعلّق بالتوصيلات الكهربائيّة في مجال الترانزيستور والإلكترونيّات وتطبيقاته العديدة.

وفي نفس الوقت تلقّى الرجل دعوةً جديدة لإكمال حلمه في رد الجميل لأمه "مصر" فلم يسعه الرفض وحاول مرةً أخرى وربما أخيرة أن يتحاشى اللدغ للمرة الثالثة فلم يكن مؤمناً إلّا بعشقه لتراب بلده الجافية التي قُدَّ قلبها من حجر ولم تغدق حنانها إلّا على من لا يستحق.

وعند وصوله برفقة زوْجته هذه المرّة كان كل شيءٍ مختلفاً عمّا قبله فقد كان مندوب رئاسة الجمهوريّة شخصيّاً في انتظارهما بصالة كبار الزوّار بالمطار فأنهى إجراءات خروجهما في لمح البصر وأرسل في طلب متعلقاتهما وأمر بوضعها في السيّارة الفارهة التي أتت خصّيصاً لتقلّهما إلى إحدى الاستراحات الرئاسيّة، وأثناء خروجهم من الصالة شاهد الدكتور "أحمد" زحاماً شديداً بالخارج فسأل مستقبِله مستفسِراً :

- هوَّ المنتخب أو "الأهلي" أخدوا بطولة "إفريقيا"؟

- مؤخّراً يا فندم : لأ.

- أوعى يكون اللي عامل الزحمة دي العيال بتوع جامعة النيل؟.. أنا ما فيّاش حيل أجري.

- لا يا باشا.. العيال دول اتلمّوا خلاص.. ما بقاش حد يستجري يعمل شغب اليومين دول.

- الله!.. أومّال مين كل الناس دي؟.. معقولة يكونوا جايين علشاني!

- لأ طبعاً مش علشان حضرتك.. دول صحفيّين ومعجبين بالرقّاصة "صافيناز".. أوعى تكون مش عارفها.. دي كانت مع سيادتك على نفس الطيّارة وأكيد حضرتك مضيت منها أوتوجراف أو أخدت منها صورة طابعة عليها بأحمر الشفايف.

- لا واللهِ.. ما حصلّيش الشرف.

- ولا اتصوّرت معاها سيلفي!؟

- أنا أصلاً ما اعرفش شكلها.. ودي طلعت إمتى دي؟.. أنا آخر رقّاصات سمعت عنهم قبل ما اهاجر كانوا "سهير زكي" و"نجوى فؤاد".

- لا يا باشا دول اتكهّنوا خلاص ف الأرشيف وبقوا جزء من تاريخ "مصر" الحديث.. ديكهه رقّاصة أجنبيّة جات "مصر" على فيض الكريم وف خلال كام شهر بقت أشهر من نار على علم بعد ما المصريّين أهل الكرم وقفوا جنبها وخدوا بإيدها وساعدوها.. أصل "مصر" قِبلة الفن ف الشرق وبتفتح دراعاتها وبتحتضن أي مواهب جديدة تستحق الشهرة.. زي ما تقول كده اللي يفشل برّه "مصر" ينكتب له النجاح والتوفيق ف "مصر" بس.. دي ما شاء الله بتاخد نص مليون جنيه ف وصلة الرقص بتاعتها.. أصلها عالْمة على حق.

- أومّال يا خويا "مصر" ما احتضنتيش ليه كعالِم؟.. ولّا هيّ ليها ناس ناس.

- ما حدّش بياخد أكتر من نصيبه يا فندم.. عموماً العربيّة ح توصّل سيادتك للاستراحة.. وانا ح اعدّي على سيادتك الساعة تسعة الصبح علشان مقابلة الريّس عشرة بالتمام.

- أمري إلى الله.

وفي الصباح اليوم قابل رئيس الجمهوريّة ضيْفه الكبير قائلاً :

- ألف مبروك يا دكتور "أحمد".. أنا فخور جداً بيك.. ولو اني واخد على خاطري منّك.

- الله يبارك ف حضرتك.. خير؟

- إكمنّك يعني كنت بتتعاون مع الرئيس المعزول اللي قبلي.

- يا فندم أنا ما ليش ف السياسة.. كل همّي البلد وبس.

- طبعاً طبعاً.. تحيا "مصر".. علشان كده أنا عايزك تحط كل مجهودك علشان نعوّض اللي فات.. ونخلّص مدينة "طويل" بقى.. أنا خصّصت لها واحد من ألف ف الميّة من الميزانيّة.

- بس البحث العلمي بيحتاج تمويل أكتر من كده بكتير يا افندم.

- ما انت عارف إن العين بصيرة والإيد قصيرة.. بس الشاطرة بتغزل برجل حمار يا دكتور.. وانت وشطارتك بقى تجيب لنا إعانات وتبرعات.. عايزين نشوف "مصر" ف المكانة اللي تستحقها وترجع أم الدنيا وقد الدنيا زي زمان.

- يا رب بقى يا ريّس.. أحسن العمر بيجري ومش جاي قد اللي راح.

- إن شاء الله.. ياللا بينا ده الوقت ع الحفلة وطبعاً مش ح تمشي إلّا امّا نتصوّر مع بعض مليون صورة.. ها ها ها.

google-playkhamsatmostaqltradent