صورة واحدة أرملة (3)
الجُمعة:
جا لي نِسوان الحِتّة المقاطيع يزوروني، كانت
قعدة ف مُنتهى اللذاذة، فضلنا نجيب ف سيرة الناس ونقطَّع ف فراويهم، كانت فِشِّتنا
عايمة وفضلنا نضحك ع الفاضية والمليانة، لعبنا بَصرة والشايب، و"حَميدة"
فتحت لنا الكوتشينة و"ابتسام" قرِت لنا الفنجان، ما عكننش علينا غير
"أم البُرص" اللي أصرِّت تشرَّبنا عصير كوكتيل كانت جايباه معاها.
قبل أن يمشوا النِسوان اتَّفقنا إننا نتقابل
هنا ف بيتي كل يوم جُمعة بعد ما رِجّالتهم يروحوا القهوة، ولكننا اشترطنا على
"أُم البُرص" إنها ما تجيبش معاها أي عصير.
الأحد:
بدأتُ اليوم مشوار اللَف ع المصالِح
الحكوميّة لجمع الأوْراق المطلوبة مني لاستخراج المعاش، كل مُستنَد بادفع له رسوم
قد كِده وبياخُد إسبوعين تلاتة على ما يطلع، والفلوس اللي كان سايبها جوزي – الله
يحرقه – قرَّبِت تخلص.
الجُمعة:
زاروني النِسوان النهار ده، وقضينا الوقت
كُلّه ف ضحك وهزار، وقصدتني "عديلة" في عمل حواجبها، أصلي شاطرة قوي ف
الحاجات دي، قامِت "عويلة" غارِت من اختها وقالت لي آخُد لها شنبها
ودقنها بالمرّة، شُغلي عجبهم قوي وقالوا لي ح يبقوا يعملوا لي دعاية ف الحِتّة
علشان يدخُل لي قِرش قبل فلوس جوزي – اللي يوْلَع ف نار جهنّم يا رب – ما تِخلَص.
في نهاية القعدة لقينا "أُم
البُرص" بتفتح كيسة كانت جايباها معاها، طلعنا فيها كُلّنا وهدِّدناها بإننا
مش ح نعرفها تاني لو كانت جايبة لنا عصير كوكتيل فواكِه، قالت لنا:
-
لا والمُصحف ما عصير
.. ده انا عاملة لكم سندوتشات مربى.
نزلنا فيه ضرب لمّا عرفنا إنها مربى كوكتيل
فواكِه برضُه.
الأربعاء:
لِسّه باتمَشوَر بين المصالح والمؤسّسات
والهيْئات علشان أكمِّل الورق اللي ما بيخلصش، وكُل مُستنَد محتاج مجموعة مُستندات
فرعيّة ليتم استخراجه، والمُستنَدات الفرعيّة محتاجة مُستخرجات ثانويّة ليتم صدورها،
يعني م الآخِر كِده نظام دوَّخيني يا لَمونة.
فلوس المحروق جوزي خلصت وبدأت استلِف من
نِسوان الحتّة.
الجُمعة:
حضرت صاحباتي ومعهن اتنين سِتّات غُرب طلبوا
مني أظبَّطهم من مجاميعه (شنب ودقن وحواجب وإيدين ورجلين وخلافُه) وادّوني قرشين
كويّسين وقعدوا يتسامروا معانا وانبسطوا قوي وقالوا لي ح يبعتوا لي سلايفهم
وقرايبهم.
الثُلاثاء:
ما زِلت في مرحلة دوَّخيني يا لَمونة.
الثُلاثاء اللي بعده:
دخلت في مرحلة دوَّخيني يا زَتونة (أصغر من
اللَمونة).
الجُمعة:
أصبحتُ تقريباً الحفّافة الرسميّة للمنطقة،
والقعدة كبرِت لدرجة إن كل واحدة ده الوقتِ بتيجي ومعاها كُرسيها، وبدأت أسدِّد
ديوني واحدة بواحدة بعد أن أدرَّ عليَّ عملي الجديد أموالاً تكفيني وزيادة.
الإثنيْن:
انتقلتُ أخيراً إلى مرحلة دوَّخيني يا كمّونة
(أصغر كثيراً من اللمونة والزتونة).
الأحد:
بعد مرور سبعة شهورٍ على وفاة المقصوف عُمره
جوزي استطعتُ أخيراً استكمال أوْراقي وتقديمها إلى مكتب التأمينات فطلبوا مني
الحضور بعد ثلاثة أشهُرٍ لمُتابعة صدور قرار المعاش بعد أن تأخذ الأوْراق دوْرتها
الطبيعيّة بين أروقة المكاتب والإدارات عِلماً بأن هذه الدوْرة تستغرق من ثلاثة
إلى تسعة شهورٍ ميلاديّة، ولكنهم قاموا بمنحي شيك فوْري – تحت مُسمّى "نفقات
جنازة" – قيمته 186 جنيه مصري فقط لا غير.
بعد ما وقفت ساعتين ونُص ف طابور البنك المركزي صرفت الشيك، وانا رايحة اركب م "العَتَبة" لقيت واحد فارِش ع الأرض بيبيع قُمصان نوم فيسكوز، حطّيت 64 جنيه على فلوس الشيك وجِبت لي واحد لونه جانجاه ليلاه.