أبريل 2018 :
مكتوب في تفاصيل الخبر إن الصحفيّة اللي حاولت
تصوّر مراسم عزاء والد المطربة شيرين كانت ستتحول إلى محاكمة عسكرية بسبب قيامها
بتصوير مسجد تابع لمنشأة عسكرية لولا تدخل المطربة وزوجها اللي أصلاً كسروا
تليفونها (ما اعرفش بصفتهم مين) قبل القبض عليها ومسح جميع الصور به .. وقد ذكّرني
هذا الخبر بأجازتي التي قضيْتها مع أسرتي خلال أحد الأعياد بفندق الماسة التابع
للقوّات المسلّحة بمدينة بورسعيد .. عندما أقمنا (بصفتنا مدنيّون ولا ننتمي
للمؤسسة العسكريّة) في هذا الفندق الفخم وعانيْنا بشدّة من تحكّمات الإدارة
العسكريّة للفندق (رغم حُسن أخلاق طاقم العمل المهذّب) في الدخول والخروج
والمعاملة وكأننا – حرفيّاً – نقضي عطلتنا داخل وحدة صواريخ سريّة شديدة الحراسة وليس
فندقاً ترفيهيّاً مسموحاً فيه بالتعامل مع العسكريين والمدنيين وبه كافيه يشبه
نظيره المدني "سلطنة" ومطعم يقابله في الحياة المدنيّة "مطعم أم
حسن" وقاعة حفلات تماثل تماماً ما نجده نحن المدنيّون في "قاعة سهر
الليالي" .. وقد تقدّمت حينها بشكوى لسيادة العقيد المقاتل قائد الوحدة أو
مدير الفندق وتركت تعليقاً مفصّلاً لاذعاً على صفحة الفندق الإلكترونيّة بموقع
بووكينج الذي حجزت من خلاله تلك الإقامة وقد تم الرد (أسفل تعليقي) على نقاط شكواي
بإجابة لذيذة مُفحِمة (ويبدو أنه ردٌ واحدٌ موحّد يتم استخدامه في أي تعليق دون أن
يوجعوا دماغهم بقراءة تلك الآراء الهايفة لهؤلاء المدنيّين المدلّلين السُذّج) قالوا فيه: "ضيفنا
العزيز: نود أن نشكرك على اختيار فندق جويل بورسعيد ويمكننا أن تؤكد لك أننا سنبذل
جهدنا لتقديم أفضل خدمة من التعليقات التي قدمتها لنا ونتطلع إلى الترحيب بك مرّة
أخرى قريبًا مع خالص الشكر" .. قال يعني مش واخدين بالهم إنه مش ح تبقى فيه "مرّة
أخرى" وإنها "مرّة وعدّت" .. وبعيداً عن تلك الأجازة المريرة
السيّئة أحببت أن أعلّق على الخبر (المذكور بالصورة عاليه) من خلال النقاط
التالية:
· هوَّ علشان دار المناسبات والمسجد متسمّيين باسم قائد سابق في
الجيش وتحت إشراف الجيش يبقوا منشأة عسكرية؟
· إيه الأسرار العسكرية الخطيرة اللي ممكن التجسس عليها بتصويرها
في دار المناسبات والمسجد؟: نوع السجاد وعدد شراشيبه ولّا ماركة المراوح وفيها كام
ريشة ولّا موديل الكراسي ولونها ولّا طراز سيراميك الميضة ونقشته ولّا مكان مخزن
الحُصر وسبل تأمينه ولّا موقع مصلى النساء ولّا اتجاه القِبلة؟
· وإذا كانوا دول منشأت عسكرية طب بتسمحوا ليه بتأجيرها بالفلوس
وبتسيبوا المدنيين يدخلوها إزاي؟ .. وليه المؤسسة العسكريّة بتتصدّى أساساً لعمل
يتبع القطاع المدني ما دامت تصرّفات المدنيّين الهمجيّة بتخالف الأعراف العسكريّة
الصارمة للأوامر المستدامة؟
· وإذا كانوا فعلاً منشأت عسكرية والتصوير فيهم ممنوع والصحفية اتقبض عليها تمهيداً لمحاكمتها عسكرياً نظير ما اقترفته من جريمة شنيعة مريعة فظيعة في حق الوطن طب إزاي يتم إخلاء سبيلها بالسهولة دي بعد تدخّل المطربة وزوجها؟ .. يعني لو انا مثلاً اتجسست على جيش بلادي وقبضوا عليَّ متلبس بجريمتي ينفع أجيب واسطة ويطلقوا سراحي كده ببساطة؟ .. علماً بأن لي واسطة واصلة "لأعلى" المستويات في الجيش وتتعامل يومياً مع أكبر الرتب من جميع أفرع القوّات المسلّحة حيث يتقلّد ابن عم مرات أخو سِلفة عديل اللي جابوا خالة أمي منصباً هامّاً وحسّاساً بوزارة الدفاع: عامل أسانسير بفندق القوّات المسلّحة بسيدي جابر.