صورة واحد ميكانيكي (1)
الإثنيْن:
- السلام عليكم.
- وعليكم.
- ما لِك يا وليّة؟! .. بتتكلِّمي من تحت
ضِرسِك ولابسة لي وِش السلندر الخشب كِده ليه؟!! .. ما ترّدّي السلام عِدِل
.. ردِّت المَيّه ف زورِك.
- كنت فين لغاية ده الوقت؟
- هوَّ انتي فيكي حيل يا وليّة تستجوبيني
هنا كمان .. مش كفاية ف البيت؟
- رُد عليَّ .. كُنت فين يا اسطى "مروان"
يا "جوان" يا ابن الحاجّة "عَـجَلة"؟
- ما كُنتِش ولا حاجة .. كُنت مطبَّق لغاية
امبارح الفجر ف وَرشة الاسطى "خاطر" الخرّاط عشان اظبَّط الطنابير
بتاعِة عربيّة الدكتور "حجاب حاجز" .. فصحيت النهار ده ع
الضهريّة .. جيت على هنا وقعدت الِف ف المخروبة دي ساعة ما لقيتش دكتور العِظام ..
قالوا لي خلّص عيادته ومضى انصراف وروّح.
- وانت عايز دكتور العِظام ف إيه؟
- وقعت ف بير الوَرشة من كام يوم ..
ومن ساعتها وانا وِسطي محلول والظاهر الشاسيه اتعوج .. ده غير مفصَّلات
رِجلي اللي صَدِّت والظاهر صواميلها عايزة تتربّط أو تتزيِّت
أو تتشحَّم .. قُلت اكشِف عظام والدكتور ياخُد المرَمّة دي كُلّها ف
روشِتّة واحدة.
- تقوم تسيبني لغاية ده الوقت من غير لُقمة!!!
- الله .. ما انا جايب لِك أكل كتير أوِّل
امبارح.
- خُلُص يا خويا .. هوَّ بيوْلِد .. مش
كفاية امبارح داخِل عليّا بوَرد! .. هوَّ انت جاي القرافة!!
- يعني انا غلطان؟! .. ده انا شاري لِك بوجيه
وَرد مُعتَبَر .. ثم انتي الدكتور مانعِك م الأكل الكتير وقال لِك ما تاكليش غير
أكل المستشفى هنا وبّس.
- دول بيجيبوا لي عيّنات.
- الرك ع التغذية .. مش على كميّة
الأكل .. لازم الأكل يبقى خفيف.
- ليه؟! .. هوَّ انا بطني اللي تاعباني! ..
ده قلبي.
- ما تِنسيش إن فيه رفرفة ف القلب
وشويّة رجلشة في الصمامات .. وتروس القلب بتضُخ الدَم
بالتيلة .. والأكل الكتير بيكبس على مراوح القلب.
- يعني ح اموت؟!
- بعد الشَر عنِّك يا سِت الكُل .. إن شا
الله انا .. ده انتي حُبّي القديم يا بِت .. ده انتي المُحرِّك الرئيسي
لمشاعري وموبينِة إشعال أحاسيسي وشاحن بطاريّات
معنويّاتي .. هوَّ انا والعيال نسوى حاجة من غيرِك؟ .. ده انتي عامود كِردان
البيت .. من غيرِك كل حاجة تُقَف وتبطَّل وما تدورش.
- يا سلام يا خويا .. كُل بعقلي حلاوة ..
ما انا لو كُنت غالية عندك ما كُنتِش رمتني ف المُستشفى المعفّنة دي.
- هوَّ انتي ح تسمَّعيني نفس الاسطوانة
دي كُل مرّة .. أنا زي ما اكون بانفُخ ف قِربة مخرومة
.. ما انتي عارفة البير وغطاه .. إحنا آخر الشهر وجوزِك حبيبِك ع الجنط
.. وبعدين المُستشفى هنا مش وِحشة قوي كده .. ما هو فيه تكييف آخر موديل
أهو .. صحيح هوَّ مش شغّال وبينقَّط على طول بَس تلاقي ماسورة
الصرف محلولة أو دوْرة التبريد عايزة فريون .. والسِت
اللي ف السرير اللي جنبِك ف العنبر هنا جايبة مروحة وهواها بيوْصل لِك
أهو.
- ده احنا بنقعُد ف الضَلمة بالليل.
- تلاقي بَس لمبة بلادوس السقف محروقة
.. ح ابقى اجيب لِك شمعة الزيارة الجايّة.
- طب والريحة النِتنة اللي هنا؟!
- تلاقي النِسوان ف الهنجر هنا
بياكلوا كرُنب ويطلَّعوا عادِم ياما .. ها ها ها ها .. الظاهر الشكمان
بتاعهم بايظ .. ههههههه.
- طب والـ.....
- أبوس إيدِك تفرملي على كده وبلاش تفتَّحي
أكتر من كِده يا بنت الحلال .. هوَّ انا كل مرّة ح احرق بنزين ع الفاضي
كده؟!! .. إحمدي ربّنا .. كتّر خيرهم هنا اللي لحقوكي .. ده انتي كُنتي جايّة على
آخرِك .. بتسخني وشرقانة ومش عارفة تاخدي نَفَسِك .. إحنا كُنّا فين
.. وبعدين يا سِتّي كلّها يومين وتُخرجي بالسلامة .. إعتبري نفسِك في مرحلة نقاهة
أو صيانة سريعة .. اصبُري يومين بَس .. دول بيقولوا ف الأمثال: الصبر مُفتاح
عشرة .. هاهاهاها .. والنبي ما تزعلي ولا تقفِشي بقى .. خلاص خلوص
خلاويص .. هههههههه.
- .......... (تبتسم ابتسامةً خفيفة).