خبر
أخبار ملهلبة

انقذوا أبناءنا في أوكرانيا | يا سيدي اعتبروهم فنانات وراقصات



انقذوا أبناءنا في أوكرانيا

 

 

خمسة آلاف شاب وفتاة هو العدد التقريبي لأبنائنا الطلاب المصريين الذين يدرسون في جامعات "أوكرانيا" .. وللأسف فهم عالقون هناك بعد غزو "روسيا" لـ"أوكرانيا" دون استطاعتهم الهروب من ذلك الجحيم هناك.

شبابٌ غَض بعيدٌ عن أهله .. لا تجارب لهم في الحياة ولا خبرة لديهم بهذه الظروف القاسية ولا طاقة لهم بالسفر إلى بلدهم دون مساعدة حكومتهم .. فاضطروا للجوء إلى الإقامة الكاملة (منذ الأسبوع الماضي) على أرصفة المترو والمخابئ تحت الأرض خوفاً من أن يطولهم القصف الروسي العشوائي .. وباتوا مشرّدين بلا مأوى .. وأصبحوا جوْعى وعطشى بعد أن أغلقت المطاعم والمحال التجارية والأسواق أبوابها .. حتى أنهم صاروا يقضون حاجتهم في دورات المياه العامّة (إن ظلّت مفتوحة) أو بين قضبان المترو أو بالأزقّة المظلمة .. منتهى المعاناة في ظروفٍ جويّةٍ كارثيّة حيث تصل الحرارة هناك إلى ما دون العشرين درجة تحت الصفر.

بعض الطلبة تمكّنوا من الفرار إلى مدينة "خاركيف" (شرق "أوكرانيا") ومنها إلى العاصمة "كييف" ثم مدينة " لفيف" (غرب "أوكرانيا") بهدف الوصول إلى المشارف الحدوديّة مع "بولندا" .. وذاقوا – وهم في هذه السن الصغيرة – أثناء رحلتهم (التى قاموا بها في ثلاثة أيّام عن طريق القطارات) كل صنوف العذاب فباتوا في العراء (أثناء تنقّلهم من قطارٍ لآخر) وتلحّفوا بالسماء وتقاسموا قليل الغذاء والماء (الذي أذابوه من الجليد بالشوارع والغابات) .. ولكنهم في النهاية ما زالوا عالقين على الحدود التي تم غلقها تماماً بعد الغزو الروسي انتظاراً لنجدتهم وإجلائهم لوطنهم.

الطلبة وآباؤهم تواصلوا مع السفارة المصريّة هناك فكان الرد واحد: "ليبقى الطلّاب في أماكنهم (بالمترو والملاجئ) لحين التوصّل لاتفاق مع السلطات الأوكرانيّة والروسيّة من أجل فتح ممرٍ آمنٍ لهم حتى أقرب مطار ثم ترحيلهم .. ولحين حدوث ذلك (ربنا يدّينا ويدّيكوا طولة العُمر) فيجب متابعة صفحة السفارة على الإنترنت لمعرفة ما يجِدّ بخصوص هذا الأمر (ده لو كان فيه اتصالات أو نِت أساساً في هذه الظروف) .. والله الموفّق والمستعان".

منتهى اللامبالاة والسلبيّة في قضيّة تخص خمسة آلاف أسرة تتقلّب على الجمر دون أكلٍ أو شُرب قلقاً على فلذات أكبادهم منذ بداية الأزمة .. وفي نفس الوقت تنهال علينا الحكومة (على لسان وزيريْ الخارجيّة والهجرة) بسيْلٍ من التصريحات وسيلانٍ من المداخلات التليفونيّة على قنوات التليفزيون المختلفة بأن الطلّاب بخير والوضع تحت السيطرة والجهود تُبذَل على أحسن ما تكون والمأساة في سبيلها للحل .. والمحصّلة في النهاية: لاشيء .. مجرّد صفر كبير يضاف إلى أصفار الحكومة السابقة في ملف نجدة أبنائها بالخارج والذين يشعرون بأنهم – في نظر الحكومة – عديمي القيمة في ميزان الإنسانيّة.        

أناشد حكومتنا الرشيدة الآن وقبل فوات الأوان معاملة هؤلاء الشباب (الذين سافروا بعيداً عن أحضان عائلاتهم طلباً للعلم) نفس معاملة الفنّانات الفاتنات اللواتي تم إجلاؤهن من "لبنان" بعد وساطةٍ من الصحفي الواصل "مفيد فوزي" خوفاً عليهن (باعتبارهن ثروة وقوّة "مصر" الناعمة الطريّة المهلبيّة) من تداعيات وباء "كورونا" منذ عاميْن .. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

(هذا المقال تمّت كتابته في 1 مارس 2022)

google-playkhamsatmostaqltradent