شعب جميل ومتسامح واهبل بطبعه
جمع السيّد العصامي "عيلاء مبارك" أوّل مليارٍ في ثروته الصغيرة
وهو في العشرينات من عمره بعد تخرّجه في كليّة التجارة بالجامعة الأمريكيّة (كأخيه
الأصغر "جمال") مثله في ذلك مثل أي محاسبٍ مصريٍ شاب في جيله يعمل فوْر التخرج في وظيفةٍ لائقة تدر عليه الملايين في غضون شهورٍ قليلة فلا يحتاج بعدها للبحث عن عقد عملٍ مجحف أو عن هجرةٍ غير شرعيّة يتعرّض فيها للموت لا قدّر الله .. واستطاع "عيلاء" بالكثير من
الاجتهاد والكد والعمل وبالقليل من الدعم من والده الضابط الشريف (الذي لم يستطع
أن يساعده سوى بحفنةٍ من الجنيهات لأنه لم يكن له مصدر دخلٍ آخر غير معاشه الزهيد
من القوّات المسلّحة وراتبه الضئيل كرئيسٍ للبلاد) أن يضاعف من حجم رأس ماله شيئاً
فشيئاً حتى وصل ما يملكه مع أفراد أسرته الصغيرة (والده ووالدته وأخيه) إلي ما
يربو على الواحد وربع تريليون جنيه (بعد
تعويمه) حسب ما جاء في تقرير صحيفة الـ"جارديان" البريطانيّة العريقة التي قدّرت ثروة عائلة "مبارك" بـ 70 مليار دولار ..
أي ما يساوي 2300 مليار جنيه أو 2.3 مليون مليون جنيه أو 2.3 ألف مليار جنيه أو 2.3 ألف ألف ألف ألف جنيه
(يعني حط قدّام الرقم ده 12 صفر) .. وهو ما يعادل أقل كثيراً ممّا يمتلكه
المصريّون جميعاً.
وعقب فشل الحاقدين
في إثبات إدعاءاتهم الباطلة ضد الرجل تم الإفراج عنه مع أخيه بعد أن استمر
احتجازهما ظُلماً طوال أربع سنواتٍ داخل سجن "طُرة" شديد الحراسة حيث ذاقا
فيه أشد صنوف العذاب عندما كان يجبرهما القائمون على السجن على الرضوخ لآلات
التعذيب المختلفة في قاعات الجيم والسبا والبلياردو والبنج بونج وملاعب الكرة
وصالات مشاهدة التليفزيون والسينما والحاسب الآلي للدرجة التي وصلت بهما ليقدّما
العديد من الشكاوى بسبب المعاملة السيّئة التي لاقياها هناك والتفرقة - في حصولهما
على حقوقهما الطبيعيّة - بينهما وبين باقي المساجين العاديين في عموم سجون بر
"مصر" المحروسة كعدم توافر الكافيار الروسي والسيمون فيميه وارد
"ألاسكا" وجبن "مووس تشيز" السويدي بصفة يوميّة في وجبات
السجن والتي عادةً لا تُقدّم لهما ساخنة كآيس كريم "موتشي" الياباني
وعصائر "سبلاش سموثي" .. بالإضافة إلى المضايقات المتكرّرة التي
يتعرّضان لها من إدارة السجن التي تتعمّد توصيل الإنترنِت فائق السرعة عن طريق
راوتر ضعيف لا تصل تغطية شبكته إلى حجرتيْ الجاكوزي والساونا بأقصى الجناح الشرقي
للسجن (تخيّلوا العذاب).
وفي الفيديو المرفق
أعلاه يظهر السيّد "عيلاء" - بعد فترةٍ طويلةٍ من إطلاق سراحه - في جامع
"الحسين" عقب تأديته لصلاة الفجر حاضر (تقبّل الله منه ورزقه أضعاف
أضعاف ملياراته وأغناه عن سؤال سواه وأطعمه كفاف يوْمه) .. ويظهر في الفيديو
أيْضاً جموعٌ غفيرةٌ من المصلّين الذين تركوا صلاة السُنّة والنافلة وهجروا التسبيح
لله تعالى والتفّوا حول السيّد ابن السيّد ليلتقطوا معه الصور (السيلفي) التذكاريّة
داخل رواق المسجد في حين انهمك البعض منهم في محاولة الوصول إليه لعناقه أو تقبيله
(من خدوده أو يديْه أو بُقّه إيّهم أسهل منالاً) أو نيْل كلتيْ الحُسنييْن معاً (حُضن
وبوسة) .. وظلّت هذه الحشود محيطةً بالغالي نجل الغالي (وابن الغالية وأخو الغالي
أيْضاً) تبث له لواعج حُبّها له وصِدْق مشاعرها نحوه اعترافاً منها بفضل والده الذي
حرم نفسه وعائلته وحاشيته وأعوانه من مباهج الحياة وأصر على العيّش بمنتهى الزهد
والورع (حتى لقّبه البعض بسادس الخُـنَـفاء الراشدين خصوصاً بعد تضخّم لحميّته) من
أجل أن يعيش بنو وطنه في كل هذا الرخاء الذي يرفلون في نعيمه وكل تلك الرفاهية
التي يتمرّغون فيها بعد أن اختفى في عهده الميْمون الفقراء والمحتاجون في ربوع هذا
البلد السعيد.