لماذا لا تحل البطاطس محل المؤتمرات؟
تعتبر "مصر" من أكبر الدول في
تصدير البطاطس الطازجة بالغة الجوْدة حيث يتم سنوياً تصدير 547 ألفاً و458 طناً
(روسيا وحدها تستورد مننا 275 ألفاً و300 طن) رغم اعتمادنا على الطرق القديمة
التقليدية في الزرع والري والحصد .. فما بالكم بقى لو اتبعنا الطرق الحديثة ..
أكيد المحصول ح يتضاعف بإذن الله.
في الفيديو الأوّل طريقة الزراعة الحديثة
للبطاطس والتي يتم فيها تسميد وتقسيم وحرث وترديم وتزحيف وتسوية وتنعيم التربة
وترقيد درنات التقاوي معاً على أعلى مستوى في خطوة واحدة فقط توفيراً للمجهود
والتكلفة والوقت ومنعاً لإختلاف سطح التربة الذي يؤدي إلى تعفن بعض قطع التقاوى
(بالعفن البني المنتشر لدينا والذي يتسبب لنا في خسائر طائلة إذا رفضت بعض الدول
المستورِدة شراء محصولنا المصاب) أو اختناق الجذور أو عدم وصول المياه إلى الأماكن
العالية بالحقل.
وفي الفيديو الثاني طريقة حصاد المحصول
بطريقة بسيطة ورخيصة وسريعة والتي يتم فيها فصل العروش (الأوراق الخضراء التي
تستخدم في تغذية الحيوانات كعلف أخضر نظيف ومغذّي) عن الدرنات (حبّات البطاطس نفسها)
وكذلك يتم في نفس الخطوة التخلص الكامل من بقايا التربة والشوائب بدرجة 100٪ ثم
إعادتها لمكانها مرة أخرى بعد تقليب وحرث التربة لتصبح جاهزة للزراعة في أقرب وقت.
يجب على الدولة تعميم هذه الميكنة على جميع
الأراضي المزروعة بالبطاطس قدر الإمكان وذلك بأن تشتري هذه المعدات المتطوّرة على
نفقتها (ويمكن لها أن تؤجّرها لكبار المنتجين) لأن الفائدة ستعم على الدولة قبل
الفلاح العادي الذي لا يقوى على شرائها لارتفاع ثمنها .. ولن اقترح هذه المرة أن
توفّر الدولة هذه الأموال من تقليص (وليس إلغاء) ميزانية الدفاع والتسليح حتى لا
يغضب مني بعض الأصدقاء والأعدقاء ويتهمونني بالخيانة وبأنني أريد تجريد جيشنا البطل
من أسلحته كما حدث في مقالٍ سابق .. ولكنني اقترح هذه المرة أن نقلّل من مؤتمرات
الشباب (التي كلّفتنا حوالي المليار ونصف جنيه في سبعة مؤتمرات خلال سنتين) ونستغل
هذا التوفير في تمويل هذا المشروع التنموي الرائع.
وقد يعترض البعض على كلامي مبرراً سلوك الحكومة في توسعها في سياسة المؤتمرات بأن الدولة لا تتكلّف مليماً واحداً في هذه المؤتمرات وأن الذي يرعاها ويموّلها مجموعة كبيرة من البنوك والشركات الخاصة الرائدة للدعاية عنها والإعلان عن نشاطاتها بتحفيز معنوي وأدبي فقط من الدولة .. حسنٌ سأوافقك على هذا التبرير (وأنا على غير اقتناعٍ به) ولكن دعني أسألككك وأحرجكككك (على طريقة مفيد فوزي): لماذا لا تحفّز الدولة هذه البنوك والشركات وتحثّها على تمويل مثل تلك المشروعات الزراعية (أو الصناعية الأخرى) المفيدة للوطن وشعبه والمفيدة أيضاً للدعاية والإعلان والتي تؤدي لزيادة الناتج العام للدولة بدلاً من تلك المؤتمرات التي لا يُنتَج فيها سوى الكلام المحدّد سلفاً والتصريحات المحسوبة من قبل واللقاءات المعروفة أسئلتها وإجاباتها النموذجية المعتادة مع ما تيسر من بعض القفشات البليّة المصطنعة السمجة التي تُبكي أكثر مما تُضحِك!!!!!!؟؟؟؟؟؟