خبر
أخبار ملهلبة

صورة واحد ميكانيكي (3) | صور مشقلبة | د. أحمد صادق

 

كاريكاتير عن ميكانيكي على علاقة غرامية أو حب من طرف واحد مع مطب في الشارع وهو يقبله أو يبوسه

صورة واحد ميكانيكي (3)

 

 

-       قال لي إنه ح يودّيها للاسطي "حَمام أبو صمام" بتاع الراديتيرات .. قُلت له فتَّح مُخّك وبطَّل غباوة .. لمّا بتاع الرادياتيرات يشتغل ف العربيّة ح نكسب احنا إيه؟!! .. روح الحِم الشرخ بأي حاجة إن شا الله بـ"أمير".

-       بَس كده اللِحام ح يفُك مع السخونيّة ويرجع الرادياتير يخُر ميّه تاني والعربيّة ح تولَّع م السخونيّة ومُمكِن تجيب وِش السلندر كُلّه بعد كده.

-       صحيح اللي خلِّف ما ماتش .. ما هو قال لي كده برضُه .. فقُلت له يبقى احسن .. ساعِتها ح نشتغل ف وِش السلندر والجوانات والتاكيهات والصبّابات والدلايل والروديه .. إلخ إلخ .. يعني ح ناخُد مصنعيّة قد كده .. طب بلاش دي .. مرّة جا لنا دكتور كبير بيخُر فلوس بيشتكي إن العربيّة بتصفَّر لمّا يفرمِل .. قام جاي الننّوس ابنك مطلّع تيل الفرامل وسنفره.

-       طب ما هو صَح كده .. السنفرة ح تضيّع صوت التصفير ده .. وعملت كده؟

-       ما تآخذنيش يا حاج .. ده مُخّكم اللي عايز يتسنفر .. طبعاً ما عملتش كده .. هوَّ انا كوريك ولّا كاوِرك ولّا حَد قال لك عليَّ خُبُؤ؟!! .. بدل ما نعمِل الشُغل ده كُلّه وتِطلَع عينينا وناخُد ف الآخر ميّاية نخلّي الزبون يشتري طنابير جديدة وتيل جديد ونركِّبهم على نضيف من غير تعب وناخد ميتين ولّا تُلتميّة .. ده غير تَمَن الطنابير والتيل القُدام اللي ح يُدخُل جيبنا لمّا نركِّبهم لزبون تاني على أساس أنهم قِطَع غيار جديدة.

-       بَس كده سِرقة يا معلِّم.

-       (وهو يُشيح بنظره بعيداً) وبعدين بقى ف العيلة الضاربة دي .. ح تخليني اتنرفِز عليك ليه يا حاج وانت ف سِن والدي .. دي ما اسمهاش سِرقة مِنّك لُه .. دي اسمها لحلحة .. شطارة .. برمجة .. أومّال ح نجيب تمن إيجار الوَرشة منين؟! .. وندّي للصنايعيّة يوميّاتهم ازّاي؟!! .. ومنين ح ندفع فواتير الكهربا والميّاه وإتاوات الحي والشُرطة وغيرهم وغيرهم؟!!! .. وح نأكِّل عيالنا ونعلّمهم ونكسيهم ونعالجهم ازّاي؟!!!! .. ده انا مراتي مرميّة ف مُستشفى "إنك ميّت وإنهم ميّتون" العام وباصرِف عليها فلوس علاج قَد كِده علشان المُستشفى ما فيهاش حتى سرنجة .. ده انا يا مؤمن ما معاييش فلوس اجيب بيها نضّارة جديدة بدل القديمة اللي الشمبر بتاعها اتكسر .. اضطرّيت ألحمها بـ"أوهو" وماشي فوانيسي ضاربة وعمّال اخبَّط ف خَلْق الله.

-       ما هو يا ابني لمّا تراعي ربّنا ف أكل عيشك وتِمشي بما يُرضي الله ربّنا ح يبارِك لك ف رِزقك ويبعِد عنّك وعن عيلتك المرض والبلاوي دي .. يعني انت ح تصرف على أهل بيتك من فلوس حرام؟!!!

-       شكلك كده عايش لي فيها دور الشَرَف زي ابنك .. كده الكلام مات يا حاج .. خلّي ابنك يبعد عن طريقي احسن له .. مش عايز منه أي احتكاك معايا .. أنا راجل فيوزات مُخّي ضاربة ومُمكِن اطبّق وِشه .. وسِكِّتي مليانة مطبّات وما فيهاش كورنيش .. ما تخلّيهوش يلعب ف عدّاد عُمره .. وانا لمّا ربّنا يسهِّل ح ابقى اشتري نصيبه وارميهوله ف وِشه علشان ما يحُطليش ف الوَرشة مُسمار "جُحا" .. (وانتصب قائماً وهو يُلقي بكوب المشروب على الأرض) .. وآدي كوبّاية الكاوتشينو بتاعتك أهِه .. ومن غير سلام.

الخميس:

الحمد لله مراتي طلعِت م المُستشفى وهي على قيْد الحياة (رغم وفاة أربع سِتّات في العنبر اللي كانت قاعدة فيه)، أخدتها ورجعنا ع البيت اللي كان مقفول في غيابها بعد ما ودّيت العيال عند خالتهم وقعدت انا عند اختي، وما إن وصلتُ المنزل حتى فتحتُ قفل جنزير الباب ثم فتحت الطبلة ودفعت باب الشقّة للداخل لتدخل هي أوّلاً، فدخلت ببطءٍ وهي تتسنّد على ذراعي، ولم أشعر بنفسي إلّا وأنا أؤدّي نفس الحركة الأوتوماتيكيّة التي أقوم بها وأنا داخل البيت: وهي مسح قدميَّ في الدوّاسة القُماش الموْضوعة على الأرض أمام الباب، ولكن للأسف تعثَّرتُ فيها ممّا أدّى لسقوطي بشِدّة (زرع بصل) على الأرض ساحباً معي زوْجتي المُتعلِّقة بذراعي، ووسط صراخي وعويلها هُرِع إلينا الجيران ونقلونا إلى مستشفى "يُحيي العِظام وهي رميم" الأميري الجامعي.

لم نجد مكاناً مُتاحاً في المُستشفى الجامعي الذي تعطَّلت به أجهزة الأشعة أيضاً فاضطرَّت سيّارة الإسعاف – التي تعطَّلت في الطريق – أن تحوِّلنا إلى مُستشفى "فكسوْنا العِظام لحماً" الحكوميّة التابعة لوزارة الصحة حيث أبلغونا – بعد عمل الأشعات اللازِمة – أن المدام مُصابةٌ بخلعٍ بالكتف وشرخٍ بالتُرقوة، أمّا أنا فتلزمني جراحةٌ عاجلةٌ لتركيب شرائح ومسامير إثر إصابتي بكسرٍ بالحوْض وعظمة الوِرك .. أنا مش عارف ربّنا بيعمل فيَّ كده ليه!!! .. استغفر الله العظيم. 

google-playkhamsatmostaqltradent