صورة واحد ميكانيكي (2)
- شوفتي بقى .. نسّيتيني .. ده انا جايب
لِك معايَّ كيس فول بالزيت واللَمون والدَقّة ورغيفين سُخنين .. يلّا بِسم
الله (ويضع الفول في طبق ويُقرِّبه منها).
- طب ما تاكُل معايا عشان تفتح نِفسي.
- ما اقدَرش .. لسه واكِل على عربيّة
الفول ف الحارة عندنا والتَنك على آخره .. ده انا حتى اخدت كيس فوّار علشان
اصلَّح عمليّة الهضم شويّة.
-
..........
(تُبسمِل وتبدأ في الأكل بنهمٍ شديد).
- بالحَق .. مش وانا داخِل المُستشفى شُفت
الدكتور "رَحيم أبو الرَحِم" بتاع النِسا اللي موَّلِد اختي هنا
.. ما هو كان بيجيب لي عربيته أصلّحها له .. بس إيه .. شايف نفسه ع
الآخر ابن الذينَ .. صابغ شعره ولابس شميز مشجّر ومعاه حِتّة دين واحدة
زميلته .. مَكَنة تحِل من على حبل المشنقة .. هيَّ صحيح شكلها كبير ف السِن
شويّة بَس تلاقيها عاملة نفخ أو حقن .. ما رضيتش أوقَّفه اسلِّم
عليه .. كان باين عليه مستعجل وماشي بسُرعة كبيرة.
-
..........
(تنتهي من الأكل فتضع الطبق جانباً وتحمد الله).
- بالهَنا والشِفا.
- تسلم لي يا خويا.
- خُدي دي كمان: باكو شوكولاته كلاكسي
.. عارفِك بتحبّيه.
- ما اتحرِمش من دخلتك عليَّ ومجايبك ليَّ
أبداً يا سي "مروان".
- طيّب .. أزُق عجلي انا
بقى.
- على فين؟! .. ما تُقعُد شويّة كمان.
- يا دوبك .. ميعاد الزيّارة قرَّب يخلص ..
ومش ناقص ييجي لي التُـمَرجي الغِلِس ده يدّيني كلمتين ف العضم .. وبعدين
عندي ميعاد ع القهوة مع الحاج "عبّاس ديزل" أبو الواد "زرجينة"
شريكي ف الوَرشة .. الواد بيسرَّقني .. تصدَّقي؟!!!
- ربنا يسهِّل لك أمورك .. مع السلامة.
- عايزة مني حاجة اجيبها لِك بُكره غير الشمعة؟
- تسلم لي يا خويا.
- السلام عليكم.
وانصرفتُ مُتَّجهاً
للمقهى وأنا أسير ببطءٍ (سلانسيه) بسبب الألم الذي أعانيه في الحوض
بعد وقوعي في البير، وعندما وصلتُ كان الحاج "عبّاس" في انتظاري
فدار بيننا هذا الحوار:
- سلام عليكم .. حمد الله ع السلامة يا حاج
.. عَمْرة مقبولة إن شاء الله.
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
الله يسلِّمك .. عقبى لك إن شاء الله .. أقعُد يا باشمهندس.
- هوَّ ابنك خلّى فيها باشمهندس ..
قول لي يا باشحرامي احسن.
- يا جدع انت ما يبقاش طلقك حامي كده ..
ياما بيحصل بين الشُركا.
- مش للدرجة دي ياحاج .. ما توْصلش لدرجة
إن ابنك يسرَّقني.
- استهدا بالله بس .. وصلّي ع النبي ف قلبك
.. واحكي لي حصل ايه.
- طب خبَّط ولّا صقَّف
للقهوجي الأوِّل .. واطلب لي واحد كاوتشينو .. ولّا انت بخيل زي ابنك؟!
- هههههه .. حاضر .. (والتفت نحو القهوجي
زاعقاً) .. واحد كابتشينو هنا يا "كراوية" .. (واعتدل مرّةً أخرى نحو
"مروان جوان") .. ها .. قول بقى يا سيدي.
- زي ما انت عارف يا حاج إن الوَرشة
أصلاً وَرشتي وإن "زرجينة" كان المُساعِد بتاعي أوِّل ما
جا .. وعارف إن كُل الشُغل فوق نافوخي .. باجري ف كُل حِتّة ف الوَرشة زي الدينامو
.. وعينيَّ ف وِسط راسي باصّة على كل كبيرة وصغيَّرة يمين وشمال وقُدّام وورا وفوق
وتحت كأن رقبتي دي متركِّبة على رومّان بِلي عشان أتابع سير العمل ف
أُم الوَرشة دي .. وبعدين لمّا حبّيت اتوسّع دخَّلته شريك معايا بالرُبع ..
بَس مش معنى كده إنه يتحكِّم فيَّ ويقول لي أعمل إيه وما اعمِلش إيه.
- بَس اهدا بَس .. (وعندما أتى القهوجي
بالمشروب نظر له "عبّاس" قائلاً) .. حُط الكوبّاية هنا يا حبيبي ..
(وعاد ينظر لـ"مروان") .. ها .. وبعدين.
- الافندي متغاظ وموتور ومقهور
إكمِن الزباين عارفينّي وبيتَّفقوا معايا أنا ع الشُغل وبيعاملوه على أساس إنه
لِسّه صبي.
- طب ما هو برضه لازم تكبَّرُه يا
"مروان" يا ابني .. ده مهما كان شريكك ودراعك اليمين.
- هُمَّ اللي بيجوا لي يا عم الحاج زي ما المفكّات
الحديد ما تروح ع المغناطيس .. ثم إن المحروس ابنك لِسّه مش عارف
شُغل السوق كويّس .. ديك النهار جا لنا تاجر كبير ف الوِكالة معاه تِمساحة
بيشتكي إن عربيته بتسخن .. قام "زرجينة" كشف ع العربيّة
لقى إن العيب بسبب شرخ ف خزنة الرادياتير .. تفتِكِر قال لي إيه
بسلامته؟
- إيه؟