خبر
أخبار ملهلبة

من الفوارق العديدة بين البلاد البعيدة السعيدة والبلاد البليدة القعيدة


من الفوارق العديدة بين البلاد البعيدة السعيدة والبلاد البليدة القعيدة

 

 

في البلاد  الغربيّة "البعيدة" توجد شعوب "سعيدة" تقابل في الشوارع فنانين حقيقيين (بس ضاربهم السلك شويّة) يعلّمون العامّة معنى الموسيقى الراقية والاستعراض المبهر والإبداع المدهش مما يشيع جو من البهجة أينما ذهبت .. دون أن تأتي قوّات شرطة المرافق (الإزالة) لتصادر ما يملكه هؤلاء الفنانون بعد أن تضربهم على أقفيتهم ومؤخراتهم وتفرّج عليهم أمّة لا إله إلا الله بعد أن كانت الأمّة هي التي تتفرّج عليهم.

أما في بلادنا العربيّة "القعيدة" فترى الشعب يمشي في نور الله وهو شارد الذهن مشغول البال متوولٌ مسطوول يتلفّت حوله يفكّر إذا ما كان سيجد مواصلة تقله إلى حيث يريد .. أو يتأمّل فيما حوله من أكوام القمامة .. أو يتقافز بين أنهار المجاري والزبط .. أو يدعو ربه أن يجد ضالته في وجبةٍ رخيصة يقضي بها على جوع يومه هو وأسرته .. أو يحاول أن يجد حلاً في مشكلة الرغيف واللحوم ومعضلة الدروس الخصوصية وعقدة الملابس الشتوية الغالية وعقبة الأدوية الغير متوفرة ولغز الفواتير والأسعار والضرائب المتزايدة وورطة السكن الغير مناسب ومأزق السياسة المحفوفة بالمخاطر وعائق تربية أولاده وسط ألغام النِت والإعلام وخطورة كل ما يتعلّق بدينه وصعوبة الحياة وسط هذا الكم من التلوّث .. وربما كان الله راضياً عن عبده المواطن العربي أو المصري العادي وقَسِم له بحل جميع مشاكله وأراحه كليّاً إذا استغرق العبد في التفكير عميقاً فلم يلحظ أثناء ذلك تلك البلاعة المفتوحة أو ذلك السلك الكهربائي العاري أو هذا الأتوبيس الطائش أو هذه العمارة المتهالكة التي تنهار فوقه أو أولئك الإرهابيّين الذين يترصّدونه .. ربنا يوعدنا ويكرمنا وما يحرمنا .. خلّينا نخلص بقى.

google-playkhamsatmostaqltradent