أكتوبر 2017 :
قبل أي شيء: رحم الله هذا المشجّع رحمةً
واسعة وخالص التعازي لأسرته .. لكن هل يُعتبر المرحوم (بإذن الله) شهيداً في سبيل
وطنه؟ .. هل ضحّى بحياته فعلاً من أجل وطنه؟ .. هل يستوي موته وهو ممسك بالطار
(بالطبلة) يرقص في الملعب فرحاً لوصول مصر كأس العالم مع موت واحد من الجنود وهو
ممسك ببندقيته يركض في ميدان المعركة دفاعاً عن أرض مصر؟ .. هل يستحق أهله فعلاً
معاشاً شهرياً ورحلة عمرة لزوجته وأبنائه كما تقرر بالفعل من أحد المليونيرات مع
وعد من آخرين بالتبرع لأهله كأقل واجب نحو مشجع أحب منتخب بلده ومات أثناء تشجيعه
الجنوني له؟ .. لا أحب أن أطيل في هذا الموضوع إجلالاً لموت الرجل واحتراماً
لأحزان أهله .. ولكن الملفت للنظر أن شبابنا اليوم يسب بلده ليل نهار وهم فاقدو
الانتماء وعاقدو العزم على الهجرة من مستنقع الوطن (كما يصفونه) ويطرقون جميع
الأبواب للتهرّب من شرف التجنيد تعللاً بأنهم ليسوا على استعدادٍ للتضحية من أجل
وطنٍ يكرههم ولم يجدوا فيه غير المهانة والإهانة لدرجة أن أحد العساكر تحت إمرتي
(عندما كنت ضابطاً) أَسَرَّ لي ساخراً بأنه يكره بلده مصر وأنه على استعداد لتقديم
أوراقه لأي دولة تنشر إعلان "مطلوب جواسيس" في الوظائف الخالية وتراجعت
وقتها عن تقديمه لمحاكمة عسكرية حرصاً على مستقبله وأملاً في إصلاحه بعد أن اعتذر
وأبدى ندمه وبرر كلامه بالضغوط التي يتعرّض لها وهو في الخدمة العسكرية .. ولكن
عندما يتعلّق الأمر بمنتخب الكرة تظهر النعرة القومية وتبرز النخوة الوطنية لهؤلاء
الشباب بل ويتهمونك بالخيانة إذا لم تبدِ أمامهم مظاهر الجنون والفرحة العارمة
بفوز منتخب البلاد.
هل يتعمّد الإعلام إبعاد الأجيال القادمة عن
التفكير في العدو الحقيقي للوطن واستبداله بمنافسينا في الكرة حتى لو كانت الجزائر
وتونس والمغرب؟ .. هل يقصد أباطرة الإعلام تلخيص الانتماء في الكرة فقط وعدا ذلك
فهو رجسٌ من عمل الشيطان والإرهاب؟
سؤال رفيّع قد كدهو: هيَّ شعوب البلاد اللي ما وصلوش السنة دي (هولندا وإيطاليا وكرواتيا وأيرلندا وسويسرا .. إلخ) أو ما بيوصلوش عادةً (زي كندا واليونان والمجر واليابان والصين والولايات المتحدة .. إلخ) لكاس العالم عايشين ازاي؟