حلاوة المولد أكبر مثال على الطبقية في مصر
كل عام وأنتم بخير
بمناسبة ذكرى "الإسراء والمعراج" ثم "أوّل شعبان" .. وفي
هاتيْن المناسبتيْن تباع حلوى الموسم (كما تباع حلاوة المولد في ذكرى "المولد النبوي
الشريف") التي تتفاوت أسعارها تفاوتاً كبيراً من 45 جنيه إلى 3500 جنيه
للكيلو الواحد (إليكم التفاصيل من هنا) ودي أسعار السنة اللي فاتت .. وهذا مثالٌ
صارخٌ على التفاوت الطبقي الخطير التي تمر به مصر الآن .. كان زمان مهما كان معاك
فلوس ما تلاقيش غير أصناف واحدة بتشتريها زيّك زيّ المواطن المتوسط واللي على قده
.. يعني مثلاً الغني والمتوسط والمستور زمان لو عايزين يشتروا جبنة مثلاً ما فيش
غير تلات أربع أصناف جبنة أسعارهم في متناول الجميع .. إنما ده الوقت فيه أنواع
جبنة كتيرة جداً يصل ثمن الكيلو منها لـ 2000 جنيه .. وحلاوة المولد زمان كان
الكيلو منها في حدود 4 أو 5 جنيه وكانت بتتباع في أكياس ورق (زي الفاكهة) ولو كنت
غني شويّتين فممكن تدي البائع جنيه زيادة في الكيلو علشان يستبدل لك بعض الأصناف
المخصوصة زي العلف مثلاً.
كنا زمان زي بعض أو متقاربين من بعض مهما اختلفت القدرة المالية بيننا .. كنا بنعيش نفس ظروف العيشة وحتى لو كنت فاحش الثراء فما كانش عندك أي فرصة لإظهار الوجاهة والفشخرة أمام الغير .. كان الغني مننا بيلبس نفس لِبس أخوه المتوسط والمستور تقريباً وكنا بناكل في بيوتنا نفس الأصناف وبنتعلّم نفس التعليم .. بل بالعكس .. المدارس الخاصة اللي بمصروفات كانت مفتوحة للطلبة الفاشلين اللي مش عارفين يسلكوا في مدارس الحكومة وكان أهالينا يحذرونا من مصادقة أي طالب في مدرسة خاصة علشان تلاقيه بايظ وبيشرب سجاير وممكن يبوّظ أخلاقنا!! .. زمان كانت فيه عدالة اجتماعية وكانت الفروق بين الطبقات بسيطة جداً .. إنما العصر ده ربنا يستر على "مصر" من خطورة التمايز الطبقي اللي ح يسبّب توترات في البنية الاجتماعية بين أبناء الوطن الواحد كالحقد والصراع والتسليم بطغيان القيمة المادية فوق قيم الدين والأخلاق والعمل والشرف .. وما ننساش إن الإسلام والمسيحية يدعوان إلى السواسية والمساواة بين البشر .. وربنا يسترها على الجميع.