العلاقة بين الدعوة الإسلامية وشؤون البيض
"لن ترتقي الروح إلا لمّا جسد المؤمن
وبطنه يبقوا صح .. ولمّا يجرّب هذا المؤمن دجاج الوطنية - إن شاء الله بإذن الله -
ح يلاقي إن ارتقاءه لربنا في قيام الليل بعد الإفطار وفي التراويح أحلى" ..
هذا ما صرّح به الداعية الإسلامي "عمرو ريشة" في إطار حملته الترويجية
لمنتجات شركة الوطنية السعودية للدواجن.
بالطبع لا مانع إطلاقاً لأي شخص عادي أن يقوم
بالتمثيل في أي إعلان لأي سلعة في إطار مراعاة الآداب والذوق العام .. ولكن
"عمرو فرخة" ليس شخصاً عادياً فقد قدّم نفسه للجمهور على أنه داعية إسلامي
مهتم بشؤون الدين وأمور الشريعة .. لذلك فليس مقبولاً منه أن يشارك في هذا الإعلان
المغلّف بغلاف الدين داخل برنامج المفروض إنه برنامج دعوي إسلامي .. وليس مقبولاً
منه أن يدّعي إن الارتقاء للرب أثناء العبادات سيكون أحلى (وربما ألذ ألذ ألذ) مع
نوع معيّن من الفراخ الشمورت أو البدارى دوناً عن باقي فراخ ربنا.
قد يكون مستساغاً أن تعلن "هالة
فاخر" عن مكرونة "ريجينا" ولكن من المستهجن أن يعلن "شيخ
الأزهر" مثلاً عن أرز "التقوى" أو شعرية "الإيمان" لأنها
تزيد الشعور بالروحانية .. قد يكون مبلوعاً أن تروّج "عبلة كامل" لمسحوق
"برسيل" ولكن مكروه بالطبع أن يدعو "المفتي" لاستخدام
"رابسو" بالذات لأنه يعطّر ثوب الورع ويغسل الذنوب ويجعل الآثام أكثر
بياضاً .. قد يكون مهضوماً أن يعلن "هاني رمزي" عن منتجات
"كوتونيل" ولكن من العار أن يحث وزير الأوقاف على شراء بوكسر
"الأوس والخزرج" أو لانجيري "الرايات الحمر" بحجة أنها تحقق
الطهارة والعفّة.
لماذا يصر "عمرو كوكو" على استدعاء روح السخرية منه واستعداء الملايين عليه؟ .. هل البقاء تحت أضواء الشهرة يستحق كل هذا العناء والكلفة حتى لو كانت شهرة سلبية تؤدي للسقوط؟ .. لقد نجح هذا الداعية الناجتس راعي الفراخ والمهتم بشؤون البيض في إحداث ضجة للفت نظر الناس إلى ما يريد .. ولكنه فشل في أن يفتينا ونحن في هذا الشهر الجليل في جواز لمس صدر الفرخة أو المسك بالوِرك أو حتى النظر للزلمكة.