خبر
أخبار ملهلبة

"السيسي" يفتح قلبه "لابن أبي صادق" | أجرأ حوار لم يُنشر مع الرئيس "السيسي" (5)


بلدوزر يهدم عمارة مقامة على أرض بدون ترخيص بناء

"السيسي" يفتح قلبه "لابن أبي صادق"  (5)

 

 

-  طيّب نيجي بقى لموضوع العدالة الاجتماعيّة .. مش شايف حضرتك إن الجيش والشرطة والقضاء بيحوزا على امتيازات ماديّة وسلطويّة ومعنويّة أكبر من فئات تانية زي المعلمين والأطباء والمهندسين والمحاسبين والموظفين والعمّال والفلّاحين .. يعني ميزان العدالة الاجتماعيّة مختل.

-  لو بتتكلّم من ناحية الماديّات ففعلاً مرتبات الجيش والشرطة والقضا أكبر من باقي الفئات .. بس ما تنساش إن باقي الفئات مش بتعتمد ع المرتب لوحده .. يعني الدكتور بيكسب دخل تاني غير مرتبه من عيادته بعد الضهر .. المهندس بيشتغل فترة تانية مع شركات المقاولات الخاصة .. والمدرّس بيدي دروس خصوصيّة أو مجموعات بعد جدوله .. وكذلك الموظفين والمحاسبين والحرفيين حتى المزارعين .. وطبعاً إنت عارف إن فيه دكاتره ومهندسين ومدرسين أغنى من اللواءات والقضاة .. إنما الظابط اللي في الجيش أو الشرطة اللي مرمي في الصحرا والمدن النائية أو حتى في عواصم المحافظات ما يقدرش يشتغل حاجة تانية على الأقل علشان ده ممنوع حفاظاً على مقتضيات وظيفته .. والقضاة لازم أغنيهم واحافظ على مستواهم المادي علشان ما حدش فيهم يمد إيده حفاظاً على نزاهة واستقلال القضاة .. يمكن بس احنا مقصّرين في تطبيق الحد الأعلى للمرتبات لأسباب ما اقدرش اقولها علناً الآن .. بس أكيد ح نطبّقه في يوم من الأيّام زي ما طبّقنا الحد الأدنى .. مش ح اقول لك بقى علشان عمل الظبّاط فيه خطورة وشايل روحه على كفه والكلام ده لإن باقي المهن فيها برضه خطورة وتضحيات .. وإذا كنت بتتكلّم من الناحية السلطويّة والمعنويّة فدي مش مشكلتي اللي انا السبب فيها .. طول عمر المصريين حتى من قبل ما اتولد وهمَّ بيبصوا لبدلة الظابط ووشاح القاضي بصّة تانية خالص وبيعملوا لهم ألف هيبة وحساب .. وبيبصّوا بصّة عاديّة للموظف والمهندس والمدرّس .. وبيبصّوا بصّة دونيّة للفلاح والعامل والكادح .. قول بقى للمجتمع الكلام ده .. أنا ذنبي إيه؟

-  يعني مش ذنب حضرتك إن مثلاً القاضي بياخد بدل عدوى شهري 3000 جنيه ومحاسب البنك بياخد 1000 والطبيب اللي في وِش المدفع بياخد 19 جنيه بس؟

-  واللهِ دي بقى مش ح اقدر اتدخّل فيها رغم إني شايف إن كده فعلاً مش عدل .. رئيس الدولة بيرسم الخطوط العريضة وله حدود بيتحرّك في نطاقها .. وكل وزارة أو هيئة لها سياساتها وميزانيّاتها ولوائحها .. واللي متضرّر يلجأ للقضاء.

-  رأي حضرتك إيه في قانون التصالح؟

-  لازم المخالِف يعرف إن فيه تمن لمخالفته .. إحنا مش عايشين في غابة .. والتعدي على الأراضي والبُنا من غير ترخيص أصبحوا شيء عادي عند الناس رغم إن دي جريمة لازم المجتمع قبل الدوْلة يحاسبوا عليها المخطئ .. إحنا في مجتمع قانون مش في غابة ولازم الدوْلة يبقى فيها تنظيم مش غوغائيّة .. وبعدين ما احنا بنبني مساكن حديثة بطريقة سليمة وفي أماكن مدروسة ليه الناس سايباها مش بتسكن فيها وتروح تدفع دم قلبها في مساكن مخالفة؟

-  ما هي مساكن الدوْلة دي يا فندم غالية .. دي من ربع مليون جنيه وطالع.

-  وهيَّ الدوْلة ح تجيب منين؟ .. اللي نقدر نعمله إننا نقسّط الثمن لغاية عشرين سنة وبفايدة بسيطة .. ما ينفعش نديها للناس ببلاش أو بأقل من تكلفتها .. دي فلوس الشعب مش بتاعتي.

-  ما تنساش يا ريّس إن فيه مباني مخالفة ما حدش قدر ييجي جنبها علشان تبع الجيش أو الشرطة .. يعني القانون بيتنفّذ على ناس ناس .. زي التعديات اللي اتشالت كلها من على جانبي ترعة المحموديّة "بالبحيرة" ما عدا سجن مركزي وتمركز لقوات الأمن ومكتب مروري.

-  طبعاً أنا ما اسمحش بكده .. القانون بيتنفّذ ع الكل .. والتلات مباني اللي ما اتشالوش دول تم التفاهم عليهم مع المحافظة باعتبارهم مخصّصين للمنفعة العامة ولحفظ الأمن ولعدم المساس بممتلكات حكوميّة لإن إزالتهم فيه إهدار لأموال عامة.  

-  طب والناس اللي اتضرّروا من قانون التصالح؟

-  إن شاء الله ما فيش ضرر .. آدينا خفّضنا أسعار التصالح وبنحاول نراعي الظروف الاجتماعيّة للناس على قد ما نقدر علشان نحاول نقلّل أعداد الناس اللي ح تتظلم في الموضوع ده .. إنما ما فيش نيّة للتراجع عن تنفيذ القانون ولو بقوّة الشرطة والجيش .. لحد إمتى ح نفضل ماشيين غلط.

-  بمناسبة الجيش: فيه انتقادات لسيادتك بإنك لمّا بتدخّل الجيش في تنفيذ قرارات الحكومة فحضرتك كده بتعرّضه للمواجهة مع الشعب.

-  لأ .. مش مظبوط .. الجيش بيواجه المخالفين والخارجين على القانون فقط ولا يواجه الشعب أبداً .. وده علشان إمكانيّات الشرطة لا تلبي احتياجات المواقف الصعبة دي.

-  يعني الجيش كمان ح يتدخّل في عمل الشرطة؟ .. مش كفاية إنه بيشتغل في حاجات تانية مش من مهامه .. زي محطات البنزين والمياه المعدنيّة والخضار والفاكهة والدواجن واللحوم والمكرونة وكحك العيد .. أومّال إمتى ح يفوق لمهمته الرئيسية في الدفاع عن حدود الوطن.

-  أولاً: اسمها الجيش بيعاون الشرطة .. ثانياً: الجيش عمره ما قصّر في مهمته الرئيسيّة .. ثالثاً:  الجيش ده هيئة وطنيّة نموذجيّة مش ممكن يتأخّر في أداء أي شيء يخدم اقتصاد البلد .. زمان الدوْلة كانت بتبني القطاع العام علشان ما تسيبش القطاع الخاص يستفرد باقتصاد البلد ويتحكّم في أسعار السلع .. ده الوقت في ظل آليّات اقتصاد السوق الحر حبيت إني أقدّم للناس البديل المناسب للقطاع العام اللي ح يخلّي القطاع الخاص يحترم نفسه وما يضربش أسعار السلع والخدمات في العالي .. إيه العيب في كده؟        

-  ما هو كده ما فيش تكافؤ فرص بين القطاع الخاص وبين الجيش اللي ما بيتكلّفش تمن مكان المشروع ولا إنشاؤه ولا تكاليف المواد الخام ولا أجرة الإيد العاملة ولا بيدفع ضرايب أو فواتير.

-  لأ فيه تكافؤ يا دكتور .. الكلام اللي حضرتك بتقوله ده بيردده أصحاب الشركات والمؤسسات الخاصة اللي عايزين هامش ربحهم أكتر من 30 و 40% وما بيكتفوش بهامش ربح معقول والدليل إن شركات الجيش بتشتغل وشركات القطاع الخاص ما زالت موجودة وبتنافسها وبتكسب بالمعقول .. وكل حاجة زي الفل.

 

 

(يتبع)

google-playkhamsatmostaqltradent