أغسطس 2019 :
أثبت حفل المطربة الأمريكيّة "جينيفر لوبيز" في مدينة
"العلمين الجديدة" فعلاً مقولة "إحنا شعب وانتم شعب":
·
شعبٌ يكره ويقاطع "إسرائيل"
ومَن يحبها ويتعامل معها .. وشعبٌ آخر يدعو مطربة لإقامة حفل غنائي (تم تنظيم
الحفل برعاية شركة "أوراسكوم للتنمية" المملوكة لـ"آل
ساويرس") بعد أيّام من إقامتها لحفلٍ مشابه في الكيان الصهيوني المحتل لـ"فلسطين"
العربيّة وبعد إعلانها عن حبّها لـ"إسرائيل" "الوطن الأم" على
حد تعبيرها.
·
شعبٌ مسلمٌ ومسيحيٌ
متديّن يرفض العري والابتذال .. وشعبٌ ثانٍ يحرص على مشاهدة مطربة شبه عارية على
أرضٍ مصريّة.
·
شعبٌ فقيرٌ ظل طيلة
الأسبوع الماضي (قبل عيد الأضحى) يأكل الفول والجبنة ليوفّر من قوته في هذه الأيّام ثمن كيلو أو اثنيْن من اللحم
حتى لو كان مجمّداً أو فاسداً (تم ضبط أطنان من اللحوم الفاسدة بالأسواق) .. وشعبٌ مغايرٌ ثري يدفع 2000 أو 4000 أو 4500 جنيه
في تذكرةٍ واحدةٍ لحفلٍ غنائي (يمكن تقسيطها على 36 شهراً بدون فوائد للتيسير على الجمهور).
·
شعبٌ شبابه صام من
بداية هذا الشهر وانهمك في إعداد الساحات لاستقبال صلاة العيد .. وشعبٌ مخالفٌ
شبابه مستهتر يلتزم بالوقوف عدّة ساعات على قدميْه ويلتصق ببعضه فتياناً وفتياتٍ
لينولوا شرف رؤية هذه المطربة الداعرة.
·
شعبٌ يبكي ضحايا
تفجير معهد الأورام الإرهابي الآثم .. وشعبٌ مختلفٌ يسعد وزراؤه ومسؤولوه وفنّانوه بقضاء
أوقاتٍ حلوة في حفلٍ غنائي مرح ويسجّل تلك السويعات السعيدة في لقطاتٍ فوتوغرافيّة
ينشرها بلا أي خجلٍ أو مراعاةٍ لأحزان الشعب الأوّل.
ربما كان العامل المشترك الوحيد هو "اللحم":
اللحم الفاسد المباع للشعب الأوّل .. واللحم الفاسق المباح للشعب الثاني.
ولهؤلاء الذين يقولون (ولوْ بينهم وبين أنفسهم) أن للأغنياء مطلق الحريّة فيما يفعلون دون حَجْرٍ على الاستمتاع بأوقاتهم وأن للوزراء والمسؤولين والفنّانين الحق في حضور الحفلات ما دامت في غير أوْقات عملهم .. اسمحوا أن أرد على هؤلاء بقوْلي: لا .. ليس من حق الأغنياء (أغلبهم وليس كلّهم) أن يسرقونا ويغتنوا على حسابنا .. مش من حق المسؤولين والمشاهير ما يراعوش مشاعرنا وحزننا على اللي ماتوا (بسبب تقصير بعض هؤلاء المسؤولين أصلاً) لأنهم شخصيّات عامّة ويجب أن تكون تصرّفاتهم محسوبة عليهم بدِقّة .. مش من حقّهم يعملوا هذه المساخر ويقلبوا بلدنا الإسلامي لكباريه .. مش من حقّهم يفسدوا شبابنا ويضيّعوا مستقبل بلدنا .. مش من حقّهم يهادنوا أعداء الله ويصادقوا مَن يحتل أراضينا .. إحنا لنا كل الحقوق في هذه البلد ولسنا ضيوفاً أو لاجئين لديهم فعندما يتورّط وطننا (نتيجة سياساتهم الخرقاء) في حربٍ طاحنة لا يجد سوانا في الصفوف الأولى ندافع عنه ونبذل دماءنا ودماء أبنائنا فداءً له .. أمّا هم (وأغلبهم من مزدوجي الجنسيّة) فيهرعون للملاذ الآمن في بلادٍ أخرى حتى تُحسَم الحرب ولا نراهم إلا في مواعيد الحصاد (إذا ما انتصرنا) وجني ثمار تضحياتنا وتعبنا .. لست مع هؤلاء أبداً في أن الغني حرٌ يفعل ما يحلو له .. الفوضى واللا مبالاة والمكايدة ليست حريّة والفساد جريمة والسرقة من الكبائر والعربدة إثم .. ولله الأمر من قبل ومن بعد.