صورة عائلية للذكرى
بعد حوالي عشرين عاماً من الاحتلال البريطاني
لشبه القارّة الهنديّة وبين العامين 1876-1878 وقعت المجاعة الكبرى المعروفة أيضاً باسم "مجاعة مادراس" والتي عانى منها أكثر من 50 مليون هندي زهقت أرواح
أكثر من 5 ملايين بينهم بينما تضوّر الملايين جوعاً كأفراد تلك العائلة في هذه
الصورة.
ظاهرياً وجزئياً كان سبب المجاعة هو الجفاف
الشديد الذي ضرب جنوب "الهند" لكن ما فاقم المجاعة وضاعف الضحايا هو
إصرار الحكومة البريطانية على تصدير رقمٍ قياسي من المحاصيل الزراعيّة خلال زمن المجاعة
إلى "بريطانيا العظمى" وصل إلى 320 ألف طن من القمح بإشرافٍ كاملٍ من
نائب الملكة اللورد "ليتون" الذي لم يكتف بذلك فقط بل أقام مأدبةً
هائلةً في "انجلترا" لأكثر من 60 ألف شخص احتفالاً بتتويج الملكة "فيكتوريا"
.. إضافةً إلى ذلك حرص الاستعمار البريطاني على زراعة محاصيل مربحة ماديّاً إلى
جانب أو بدلاً من زراعة الحبوب .. فضلاً عن تقليص إنفاق الرعاية الاجتماعية.
وفي وقتٍ سابق لهذه المجاعة تجاوزت حكومة
"بريطانيا" الاستعمارية مجاعة "بيهار" سنة 1874 عبر استيراد
الأرز من "بورما" لكن حكومة "البنغال" ("الهند") العميلة وحاكمها
الأجنبي السير "ريتشارد تمبل" تعرضا لانتقاداتٍ من الحكومة المركزيّة في
"لندن" بسبب ما اعتبرته "إنفاقاً مفرطاً على الأعمال الخيريّة"
.. ولهذا فعندما وقعت مجاعة "مادراس" جرى الاكتفاء بمنح حصصٍ غذائيةٍ
هزيلة للـ"هند" مما تسبّب في وفاة الملايين.
وأدت تلك المأساة إلى تشكيل ما عُرِف باسم "لجنة المجاعة" سنة 1880 وقانون المجاعة المؤقتة في "الهند البريطانية" .. وتسببت في هجرة الكثير من العمّال الهنود المهرة إلى المستعمرات البريطانية الاستوائية .. لكنها أدت أيضا إلى ميلاد جيلٍ جديد من القوميين الهنود الذين ناضلوا لأجيال من أجل الاستقلال الذي تحقّق بالفعل في 15 أغسطس 1947.