مرة واحد اسمه ابراهيم طلع ف التلفزيون قام دافع عن الحرية والدستور .. تن تراراران تن تن
خرج علينا الإعلامي الخلوق "أبو
خليل" في حلقةٍ جديدة من برنامجه يهاجم بشدّة قرار نقيب الموسيقيّين الفنّان
"هاني شاكر" بإيقاف 19 مطرباً ومنعهم من غناء المهرجانات الغنائيّة في
الحفلات العامّة والأفراح حفاظاً على القيم والأخلاق والذوق العام .. وأخذ
"أبو خليل" يهرتل في برنامجه باكياً من فرط الحزن والألم على قمع
ومصادرة حريّة التفكير الثقافي والإبداع الفنّي وكاشفاً عن كوْن هذا القرار
مخالفاً لبنود الدستور المصري الخاصّة بحريّة الإبداع والبحث العِلمي وبحقوق
المصريّين في التنوّع الثقافي والتسامح الفِكري والتعايش الإبداعي والتعدّد الوِجداني
الخزعبلي وواصفاً نقيب الموسيقيّين بالديكتاتوريّة وبفَرْض ذوقه الخاص على
المبدعين وبضيق الصدر والأفق والعقل أيْضاً بغرض تطفيش النوابغ من مبدعي هذا الوطن
المسكين .. وأضاف – وهو يقرأ المادّة (47) من الفصل الثالث من كتاب
"الدستور" – حازِقاً بمنتهى الحُرقة كمَن يعاني إمساكاً حادّاً وهو
مصابٌ بشرخٍ عميق: "تلتزمووو الدوْلتووو
بالحفاظ على الهويّة الثقافيّة المصريّة بروافدها الحضاريّة المتنوّعة"
.. واستطرد قارئاً المادّة (50): "تراث مصر الحضاري والثقافي المادّي
والمعنوي هو الثروة القوْمية والإنسانيّة الحقيقيّة لمصر وتلتزم الدوْلة بالحفاظ
عليها وعلى رصيد الوطن الثقافي المعاصر المعماري والأدبي والفنّي بمُختَلَف
تنويعاته .. بمُختَلَف تنويعاااااته .. بمُختَلَف تنويعاااااااته ..... إلخ
إلخ".
وليسمح لي الأخ "هيمه" بأن أوجّه
له هذه الأسئلة:
1- بقى بذمّتك يا شيخ (وانا طبعاً مش راضي بذمّتك) المهرجانات دي
تبقى ثروة مصر القوْميّة وهويّتها الثقافيّة وتراثها الفكري؟ .. هل بيكا وطيخا وحنجرة
وكزبرة وشوّاحة وشاكوش وسوستة وأزعرينا وعنبة والزوكش وكعبورة وعفركوش وحلقولو
وأعوانهم يبقوا مبدعين ولهم فِكر أو اتجاه فني جديد؟ .. هل أشعار الشاعر الفاجر
وفيجو الدخلاوي وسامي الإرهابي ويوسف القنّاص وحودة البيضة ونور التوت وعصام صاصا وإسلام
كابونجا تناطح قيمة وقدْر كلمات أحمد رامي ومرسي جميل عزيز وحسين السيّد وجمال
بخيت وسيد حجاب وأحمد فؤاد نجم؟ .. هل منع أغاني لخبطيطا وإمشي يا رخيصة وطب بوم
طخ طخ والبِت مانجه وانتعاش ف أوضة الإنعاش وإنت مين يا فاطش وشقلطوني ف بحر بيرة
يُعتبَر اعتداءً على حرية الإبداع الفنّي؟
2- هل ترضى (وأنت صحفي في الأساس وكنت مديراً ورئيساً لتحرير بعض
الصحف) أن تنشر أي مقال لأي شخص يقول فيه أي كلام بداعي التنوّع الفكري والاختلاف
العقائدي والتعدّد الباذنجاني؟
3- ما هو هدفك من الهجوم على مَن يواجه التلوّث الموسيقي
والانحطاط الفكري والابتذال الغنائي والإسفاف الفنّي؟ .. وهل تريد أن يسير الشعب
المصري على هذا النهج الحقير ليصعد إلى قِمّة الهوان الحضاري وليسقط في قاع الحضيض
الأخلاقي تنفيذاً لتعليمات وأغراض أسيادك بتغييب عقول الشعب وتسطيح فِكر الشباب
وتفطيس أحلامهم وفلطحة طموحهم وإلهائهم بالسافل من الأغاني والرديء من الأعمال
الفنيّة حتى يصبحوا أسهل انقياداً وأسلس خضوعاً وألين إذعاناً تحت تأثير تلك المخدرات
الفنيّة كي لا يستفيق على واقعه الأليم ويحاول الثوْرة عليه أو تغييره؟
4- لماذا لم تنتفض أو تنبرِ مدافعاً عن حق المصريّين في الإبداع فتصرخ
حازقاً محزوقاً وأنت تتلو علينا المادّة (67) من نفس الدستور والتي تنُص على عدم
جواز حبس المبدعين بسبب إبداعاتهم الفكريّة والأدبيّة والفنيّة؟ .. لماذا التزمت
الصمت حيال اعتقال رسّام الكاريكاتير "أشرف حمدي" ومصمّم الجرافيك "باسم
الشهاوي" ومطوِّر المواقع "مصطفى جمال" والصحافيّين "محمد
منير" و"مجدي شندي" و"جمال الجمل" و"سامح
حنين" و"عبد الناصر سلامة" وآخرين؟ .. هل أكلت القطّة لسانك يا
"أبو خليل" عندما مات المخرج الشاب "شادي حبش" في المُعتَقَل
بسبب سوء حالته النفسيّة وكانت كل جريمته هي إخراج كليب (كان بالفعل كليب مسيء لـ"مصر"
ورئيسها) لأغنية مبتذلة هابطة على شاكلة تلك المهرجانات القبيحة؟
5- أيْن حريّة الاعتقاد والفِكر وأنت تحرّض على مَن ترتدي الحجاب وتهاجم
تديين الدولة وتنتقد الصيدلي الذي يهتم بقراءة القرآن وتدعو لحذف النصوص القرآنيّة
من مادة اللغة العربيّة وقصرها على مادّة الدين فقط؟